Part.9 نيران الماضي

19 6 0
                                    


أردت أن أشارككم شيئًا من قلبي، قبل بدء الفصل ،ففي يوم أمس كنت حزينة جدًا، وبكيت كثيرًا بسبب قلة التفاعل مع روايتي. هذه القصة التي وضعت فيها كل مشاعري وجهدي وأحلامي، أعتبرها جزءًا مني، وأتمنى دائمًا أن تصل إلى قلوبكم.

التفاعل بين الفقرات يعني لي الكثير، فهو الدليل على أن كلماتي قد وصلت إليكم، وأنكم تعيشون معي أحداث الرواية وتشاركونني تفاصيلها. أرجوكم، لا تترددوا في التعبير عن آرائكم، سواء كانت ملاحظات أو مشاعر أو حتى مجرد كلمة صغيرة، فهي تُضيء طريقي وتُشجعني على الاستمرار.

إذا أحببتم الرواية، أتمنى منكم أن تشاركوها مع أصدقائكم ومعارفكم، فأنتم مصدر قوتها وانتشارها. وجودكم معي هو ما يجعل الكتابة تستحق كل هذا العناء.

______________________________________________

كانت تراقب رجاله الذين خرجوا من السيارات الأخرى. كانوا يحملون زجاجات الوقود وأكياسًا مليئة بمواد قابلة للاشتعال. أليساندرو أشار بيده دون أن ينطق بكلمة، وكأن الإشارة وحدها كافية لتحريك جيش صغير.

انتشر الرجال بسرعة في الحي، وكأنهم يعرفون ما يجب فعله مسبقًا. بدأوا بسكب الوقود في أركان المنازل وفي الأزقة، يحولون المكان إلى فخ كبير من اللهب المنتظر. لوسي كانت تتابع بصمت، قلبها ينبض بقوة. لم تكن خائفة، لكنها شعرت بثقل ما يحدث.

وقف أليساندرو أمام أحد المنازل، يُشعل قداحة صغيرة في يده، ثم يرميها على بركة الوقود عند مدخل المنزل. انفجرت النار فجأة، تبتلع كل ما في طريقها. الرجال تبعوه، يشعلون النيران في أماكن مختلفة. ألسنة اللهب ارتفعت، تلتهم المباني المتهالكة، والدخان الأسود غطى السماء.

لوسي نظرت إلى المشهد بعينين واسعتين. كان هناك جمال قاتل في الطريقة التي تحولت بها الفوضى إلى لوحة من النار والدخان. أليساندرو وقف بجانبها، يراقب النيران بتعبير هادئ، وكأن ما يحدث كان مجرد جزء آخر من يومه.

قال بصوت منخفض، بالكاد يُسمع وسط أصوات الانفجارات الصغيرة للنوافذ المحطمة:
"هذا الحي لم يكن سوى ملجأ للحثالة. رسالتي بسيطة، حتى المهجور لن يكون ملاذًا لأعدائي. من يلعب معي، يخسر كل شيء."

لوسي التفتت لتنظر إليه. كان الهدوء الذي يتحدث به أكثر رعبًا من النيران نفسها. شعرت بأنها تقف أمام رجل ليس لديه حدود، شخص يقرر مصير العالم من حوله دون تردد.

ورغم كل ذلك، كان هناك شيء آخر في عينيها، لمحة صغيرة من الإعجاب، أو ربما فضول غريب.

وسط ألسنة اللهب التي كانت تلتهم الحي المهجور، ارتفعت أصوات الخشب المتشقق والدخان الكثيف الذي غطى السماء بلونه الأسود. كان أليساندرو يقف بثبات، يراقب النار وكأنها لوحة صنعها بيديه، وعيناه لم تحمل أي ندم، فقط برود قاتل يعكس سيطرته المطلقة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 3 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

his daughter : أنها أبنتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن