"أحيانًا، تكون الحقيقة أخطر من أي كذبة، لأنها تجبرنا على مواجهة أنفسنا في أكثر لحظات ضعفنا."
__________________________________________________________
ثبتت الكلمات في الهواء كأن الزمن توقف. أليساندرو تجمد في مكانه، وكأن ما سمعه كان أكبر من قدرته على الاستيعاب. عيناه، المعتادتان على التعامل مع أكثر الأمور خطورة وبرودة، امتلأتا بمزيج من الدهشة وعدم التصديق. شُكوكه السابقة بشأن لوسي عادت إلى ذهنه، لكنها الآن لم تعد مجرد أفكار؛ أصبحت حقيقة.
نظراته بطيئة وثقيلة تحولت نحو ألينا، يحاول تفكيك معنى كلماتها. لم يسألها عن القلادة، ولا عن تفاصيل ما حدث لها في الحي المظلم. لم تكن تلك الأمور الآن ذات أهمية؛ الحقيقة التي كشفتها ألينا حجبت كل شيء آخر.
قال بصوت منخفض، أقرب إلى الهمس: "ثيا؟"
كانت نبرة صوته تحمل صدمة وشكًا، وكأن سماع الاسم فقط أعاده سنوات إلى الوراء. الاسم الذي حاول نسيانه، والذي كان يحمل معه ألم فقدان وعجز. لم يتحرك، لكن كل شيء فيه كان يغلي من الداخل.
ألينا، وهي تنظر إلى أليساندرو الجالس بجانبها على الشاطئ، أخذت نفسًا عميقًا قبل أن تبدأ بالسرد. كان صوتها هادئًا ولكنه مليئ بالتوتر، كما لو أنها ما زالت تعيش تلك اللحظات.
"السيدة نيكول... هي من أعطتني القلادة. وقالت لي: هذه القلادة تخص لوسي. يجب أن تصل إليها."
توقفت للحظة، تحاول قراءة ردة فعله، لكن ملامحه كانت صلبة وصامتة، وكأن ما سمعه لم يكن كافيًا لإثارة دهشته. أكملت بصوت خافت:
"في البداية لم أفهم. كنت أعتقد أن القلادة مجرد شيء تافه، لكن عندما رأيت تلك الأرقام المنقوشة عليها، فجأة خطرت لي فكرة أنها إحداثيات. فعلاً كانت كذلك والموقع كان قريبًا، على بعد 45 دقيقة فقط،لم أستطع تجاهل الأمر، خاصة بعد أن أخبرتني أنها تخص لوسي. لهذا السبب ذهبت إلى ذلك الحي."."
نظرت إلى أليساندرو، ووجدته يركز على كل كلمة تقولها، عينيه مليئتان بالقلق الذي حاول إخفاءه. أكملت بصوت منخفض:
"المكان الذي وصلت إليه كان حيًا مهجورًا، مليئًا بالخراب. النفايات في كل مكان، والروائح لا تحتمل. المتسولين والمجرمين في كل زاوية. لم أكن مرتاحة، لكنني مضيت إلى الأمام. كانت هناك عيون تراقبني طوال الوقت، وكأنهم ينتظرون اللحظة المناسبة ليقتربوا."توقفت للحظة، وكأنها تستعيد شجاعتها لتكمل. "دخلت إلى مبنى قديم، وكان هناك رجل يجلس خلف طاولة، ورجل آخر يقف بجانبه. وضعته القلادة أمامه، وعندما رآها، تغيرت ملامحه بالكامل. وكأن القلادة أعادته إلى ذكرى بعيدة."
ابتلعت ريقها وأخذت نفسًا عميقًا قبل أن تقول بصوت منخفض لكنه أثقل من أي صوت آخر:
"هو من قال أن القلادة... تخص جوليا."
أنت تقرأ
his daughter : أنها أبنته
Actionمن يريد الوفاء، فهو ليس هنا. من يريد الحق، فهو ليس هنا. هنا الغدر، هنا الخيانة، وهنا الخداع. في هذا العالم المظلم، تختبئ الحقيقة خلف أقنعة زائفة، وتتنكر البراءة في ثياب الفساد. هنا، لا مكان للقيم النبيلة ولا للمبادئ السامية، بل تسود شريعة الغاب، حي...