في ظلام الليل، كان جيانلوكا يسير ببطء نحو مستودع قديم ومهجور. صوت الرياح كان يتلاعب بأطراف معطفه وهو يقترب من الباب الحديدي . دفع الباب ببطء، وأصدر صوتاً مزعجاً وهو ينفتح.
داخل المستودع، كانت الرائحة الكريهة تملأ المكان، مزيج من العرق، والخمر، والمخدرات. مجموعة من الأوغاد كانت تجلس على الأرض وفي الزوايا، يشربون الخمر ويتعاطون المخدرات، ضحكاتهم العالية وأفعالهم البذيئة تملأ المكان.
توقف جيانلوكا عند المدخل للحظة، ينظر بعينين حادتين نحو الحشد. كان الجو مشحوناً بالتوتر، وأي حركة خاطئة يمكن أن تشعل العنف.
اقترب منه شخص طويل القامة وملامحه قاسية، كان واضحاً أنه زعيم المجموعة.
" من أنت. ولما ترتدي هذا الشيء الغريب ؟"
سأله بنبرة ساخرة، يمسك بيده زجاجة خمر.
نظر جيانلوكا إليه بثبات، مظهراً قلة الاهتمام الواضحة بمحيطه.
"من يكون المسؤول هنا؟"
ضحك الرجل بسخرية، يشير بإبهامه إلى صدره.
"أنا المسؤول. ماذا تريد هنا؟"
تقدم جيانلوكا بخطوات ثابتة نحو الرجل، عيونه لا تترك وجهه.
"أبحث عن معلومات. عن الفتاة التي قتلت عالمة الكيمياء."
صمتت الضحكات للحظة، وانتشر الصمت في المكان. رفع الرجل حاجبه باستغراب، ثم انفجر ضاحكاً.
"هل تمزح؟ تعتقد أننا نهتم بمن قتل عالمة الكيمياء؟"
ولكن جيانلوكا لم يكن يمزح. بسرعة خاطفة، أمسك جيانلوكا بالرجل من ياقة قميصه وسحبه نحوه، عيناه تشعان بالغضب.
"أنت ستخبرني بكل شيء تعرفه. وإلا..."
توقف الرجل عن الضحك، وشعر بجدية الموقف.
"حسناً، حسناً، أهدأ. سأخبرك بما أعرف، فقط اتركني."
أطلق جيانلوكا قبضته، وترك الرجل يسقط على الأرض. بدأ الرجل بالكلام بصوت منخفض، يروي التفاصيل التي كان يعرفها. كان جيانلوكا يستمع بانتباه، يعلم أن كل كلمة قد تكون مفتاحاً لحل لغز مقتل عالمة الكيمياء، ومعرفة هوية الفتاة الغامضة .
جلس الرجل على الأرض وهو يلهث، ينظر إلى جيانلوكا بعينين مرتعشتين.
"حسناً، سأخبرك بما أعرف." .
جيانلوكا ظل واقفاً، ينتظر بصبر، عينيه تراقبان كل حركة وكل إشارة تصدر من الرجل.
"الفتاة التي تتحدث عنها، اسمها كاساندرا."
بدأ الرجل يتحدث ببطء، محاولاً تنظيم أفكاره.
"هي معروفة في الأوساط الإجرامية. تعمل كقاتلة مأجورة، لكن ليست مجرد قاتلة عادية. هي تتخصص في الحالات الصعبة والمعقدة، تلك التي يتجنبها الآخرون."
أنت تقرأ
his daughter : أنها أبنته
Actionمن يريد الوفاء، فهو ليس هنا. من يريد الحق، فهو ليس هنا. هنا الغدر، هنا الخيانة، وهنا الخداع. في هذا العالم المظلم، تختبئ الحقيقة خلف أقنعة زائفة، وتتنكر البراءة في ثياب الفساد. هنا، لا مكان للقيم النبيلة ولا للمبادئ السامية، بل تسود شريعة الغاب، حي...