Part.7: 3456-12-09

31 9 0
                                    

 3456-12-09 ،تعديد تكرار الارقام مرارًا وتكرارًا،في زاوية مظلمة من غرفة الاستراحة بالمستشفى، جلست ألينا على أحد المقاعد، القلادة في يدها. كانت تقلبها بين أصابعها بعناية، محاولة فك اللغز الذي تحمله. الأرقام الصغيرة المنقوشة على القلادة أثارت فضولها. للحظة، توقفت عن التفكير العشوائي، وضاقت عيناها بتفحصها مجددًا. فجأة، ومثل ومضة، خطرت لها الفكرة. "ماذا لو كانت هذه الأرقام إحداثيات موقع؟"

شهقت بخفة، وأخرجت هاتفها بيد ثابتة، لكنها شعرت بتسارع نبضاتها. فتحت تطبيق الخرائط، وأدخلت الأرقام بحذر، وكأنها تخشى أن تظهر الإجابة أمامها. عندما ظهر الموقع، تجمدت عيناها على الشاشة. النقطة المحددة كانت تشير إلى منطقة معزولة، تبعد حوالي خمس وأربعين دقيقة عن المستشفى.

حدقت في الشاشة بصمت، مستغربة من ظهور الموقع. حاولت أن تهدئ عقلها المضطرب. "هذا ليس من شأني... سأعطي القلادة للوسي، وينتهي الأمر." ضغطت على زر إغلاق الهاتف بعصبية، ثم ألقت القلادة على الطاولة بجانبها.

لكن عقلها لم يهدأ. جلست بثقل وهي تفكر بعمق، وتصورت لوسي بملامحها الجريئة، وكيف أنها لا تتردد في إلقاء نفسها في وسط المشاكل. "تلك المشاغبة... ماذا لو اكتشفت الأمر بنفسها؟ ماذا لو ذهبت وحدها؟"

أبعدت هذه الأفكار عنها وحاولت أن تركز على العمل الذي ينتظرها، لكن صورة القلادة كانت تطاردها. نظرت إليها مجددًا، وكأنها تتحدث إليها بصمت. "ماذا لو كان هذا المكان خطرًا؟"

تنهدت بتعب، وأغمضت عينيها لثوانٍ، محاولًة تهدئة الفوضى في عقلها. أخيرًا، وبصوت بارد كأنه صادر من أعماق تفكيرها، قالت: "سأذهب."

نهضت من مكانها بخطوات هادئة، التقطت القلادة من الطاولة، ووضعتها في حقيبتها بحركة حازمة. ارتدت معطفها بإحكام، وربطته حول خصرها، ثم غادرت غرفة الاستراحة. في طريقها نحو باب المستشفى، كانت أفكارها تتأرجح بين المنطق والاندفاع.

ركبت سيارتها وأدخلت الإحداثيات في جهاز الملاحة. أثناء القيادة، كانت الشوارع تمر أمامها مثل أشباح، والهدوء المحيط بها يزيد من حدة توترها الداخلي. نظرت إلى الطريق أمامها بنظرات جامدة، لكنها كانت تشعر بضغط شديد يتراكم في صدرها.

"هذا ليس منطقيًا، ألينا. ليس عليك التدخل." حاولت تلك الفكرة أن تتسلل إلى عقلها، لكنها أبعدتها بلا تردد. أصابعها قبضت على المقود بقوة، وأطلقت زفيرًا طويلاً.

كانت كل دقيقة تقضيها في الطريق ترفع من حدة التوتر، لكنها لم تفكر بالتراجع. مهما كان ما ينتظرها هناك، كانت مصممة على اكتشافه.

أوقفت ألينا سيارتها على جانب طريق ضيق، وألقت نظرة سريعة حولها. المكان كان يبدو وكأنه مشهد من فيلم مهجور. مبانٍ متداعية، جدرانها مغطاة برسومات جرافيتي غريبة بألوان صاخبة، بعضها يحمل رموزًا غير مفهومة، والبعض الآخر كلمات بذيئة. الأرصفة كانت مليئة بالنفايات المتناثرة؛ علب معدنية، أكياس ممزقة، وقطع زجاج متناثرة تلمع تحت ضوء القمر الخافت.

his daughter : أنها أبنتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن