شوق1.

303 22 28
                                    

في غرفة واسعة و على الأريكة الجلدية السوداء يجلس ذو البذلة الرمادية مقابل سيدة شقراء ترتدي بلوزة حمراء و أحمر شفاه غامق.

هانيبال ليكتر جالس مقابل طبيبته النفسية بيديا دي ماري يتبادلان أطراف الحديث.

بيديا:"هانيبال، أخبرتك بالفعل أنني لم أعد طبيبتك النفسية، عليك التوقف عن المجيء إلى منزلي كلما شئت."

تكلمت بصوتها الهادئ بينما تسكب النبيذ ثم أعطته إياه،
هانيبال:"ويل تم سجنه بالمصحة النفسية.
نحن وجهان لعملة واحدة، لذلك استطعت خداعه، و استطاع خداعي."
بيديا:"هل فعلت ذلك لأنك غاضب منه؟"
نفى بهدوءه المعتاد:"أشتاق إليه، رائحته هي كل ما أحتاج للهدوء و الغوص في عالم خاص حيث كل شيء بخير."
بيديا:"أنت معجب به أليس كذلك؟"
هانيبال:"أحبه، أشتاق إليه، هذه التعابير ليست كافية لوصف الشعور و الموقف."
بيديا:"المحب لا يرسل حبيبه للمصحة النفسية."
هانيبال:"عقابه، حاول خيانتي فعاقبته."
بيديا:"يبدو لي أنك عاقبت نفسك بدلا من معاقبته."
.
.
.

فتح الحارس الزنزانة، قيد يدي ويل بالأصفاد ثم أخده لزنزانة طويلة لكنها عرضها محدود للغاية و بها مقعد للجلوس عليه و صممت للزيارات.

رغم حقده و غضبه، عميقا بداخله كان يأمل أن يراه، جالسا على الكرسي المقابل له ببذلته الداكنة و أناقته المعتادة.

خاب ظنه عندما رأى زميلته الآسيوية، بيڤرلي كاتز، لكن جزئا منه كان سعيدا لمجيئها.

وقفت بالقرب من زنزانته:"أعتقد أنني أصدقك ويل!"
ويل:"بشأن ماذا؟"
بيڤرلي:"بشأن هانيبال، هانيبال قاتل متسلسل، و أشك أنه سفاح تشيسابيك."
ويل:"بيڤ، حتى لو صدقتني لن يتغير أي شيء، ابقى بعيدة عن هانيبال، إنه أخطر بكثير مما تتصورين."
بيڤرلي:"أنت صديقي، لم أصدقك في البداية، آسفة بشأن هذا، لكن علي أن أساعدك على تبرئة نفسك و إظهار الحقيقة، الجميع يعتبرك مذنبا، المحكمة العليا، العملاء الفدراليين، الأطباء النفسيون، لا أحد بصفك."
ويل:"أقدر هذا بصدق، لكن عليك التوقف، تظاهري بأنك لا تعلمين."

الحارس:"انتهى وقت الزيارة."
بيڤرلي:"سأثبت ذلك."
قالت بنبرة حادة و غادرت بخطوات هادئة و واثقة بينما ويل يناديها بغضب و قلق غير ظاهر.
ويل:"كاتز، كااتز،لا تفعلي..."

فتح الحارس الزنزانة و أخرج ويل ثم مشى معه إلى زنزانته الضيقة و الكئبية.

عندما ظن ويل أنه سيحظى قليلا ببعض الراحة و التفكير الهادئ لوحده، أتى الرجل المزعج مجددا، الطبيب المختل، بيتر.

ويل:"بيتر بان لماذا أتيت إلي مجددا، ألا أستطيع الاستمتاع في زنزانتي بالهدوء؟"
قال بسخرية و استنكار.
بيتر:"ويل، ويل، ويل...
يالك من متكبر، حتى في وضع كهذا لا تزال متعجرفا."
ويل:"هل لي أن أعرف لما هذه الزيارة؟"
بيتر:"اممم، ستكتشف هذا لوحدك عزيزي."

HANNIBALحيث تعيش القصص. اكتشف الآن