سلام يا جميلات
لا تنسوا التصويت وترك تعليقات لطيفة
قراءة ممتعة
******
رجلٌ يرتدي عباءة سوداء كان يسير في الغابة ويضرب كل ما أعاق طريقه من أغصان أو أعشاب طويلة بقوّة وعزم ..
ولم يتوقف إلا أمام جدول من الماء كان على أطراف تلك الغابة
انحنى نحوه ما إن وصل إليه وبدأ يجمع المياه في كفيّه ويضرب بها وجهه عدة مرات وفي المرة الأخيرة ارتشف من كفه القليل ثم نفض يديه بقوة وتراجع ليجلس بجوار جذع شجرة قريب
"مبارك لك.. قابلت طفلك" ظهر صوتٌ من خلفه لرجل ضخم بشعر أبيض طويل وبشرة سمراء جذابة فرفع عينيه نحوه بضجر ثم أعادهم للجدول دون أن ينطق ببنت شفاه
"لم أفهم كيف وقعتَ في يدهم.. كانوا أربعة رجال فحسب! ، هل قلّت طاقتك مع تقدمك في العمر؟" تحدث متهكماً ليزفر الأول بضجر ويعيد رأسه لجذع الشجرة كي يتهدا بها
"كنت سأسحب الهواء من محيطي، لكنني سمعت صوته ينادي بـأبي فظننت أنه أحد أبناء الأوغاد اللذين يحيطون بي ويمسكونني، فلم أفعل ما فكرت فيه .. وعندما صعدت إلى العربة صدمت بأنني كنتُ المعنيّ" قالها بنبرة هادئة وأغمض عينيه فور انتهائه
"ولما طلبت مني أن لا أتحدث إليك عندما خرجت من الشاحنة؟.. لحظة لحظة.. أنت لم تتحدث معه أيضاً ؟؟" سأله باستغراب فأطبق شفتيه وحرك رأسه بالنفي
"لم أفعل.. ولن أفعل" قالها بضجر وقد فتح عيونه ونظر نحو الآخر بحدّة
"حسناً.. لن أخبرك بمالذي يجب عليك فعله ومالذي يجب عليك تجنبه.. لكن تذكر.. إنه طفلك، ومن حقه عليك أن يراك ولو مرة واحدة في عمره!.. أليكس أنت حتى لا تعرف صورة وجهه ولا صوته ولا كيف نشأ وكبر .. تظنه ميتاً لكن يبدو أنه لا يظنك كذلك! وربما أتى إلى هنا للبحث عنك!" قالها ذو الشعر الأبيض الطويل لينهض الآخر من مكانه ويقف أمامه
"هذا ما يثير فضولي وغضبي.. كيف تعرف عليّ؟؟ لم أترك خلفي أي صورة لي، لقد احترقت جميعها في غرفتي في القصر! " قالها باستغراب ليسكت الآخر في تفكير ثم أعاد نظره إليه
"ربما عليك التواصل مع شقيقك لمعرفة ذلك" قالها بهدوء ليثير غضب الأخر
"كارانوس!؟ بعد هذا الوقت؟؟ ، لا أبداً.. مستحيل، لن أتواصل معه من جديد.. لن أتواصل مع أحد منهم..لقد اختفيت كل هذا الوقت وتجنبتهم .. وسأتجنبهم قدر المستطاع في الأيام القادمة" قالها بحدّة والتفت نحو النهر من جديد
"حسناً.. إن تمكنت من ذلك.. فافعل.. افعل ما شئت.. سأعود إلى مركز اللجان الآن فلا أود أن أُظهر غيابي.." قالها وهمّ بالمغادرة لكنه عاد ليتوقف في منتصف الطريق ورفع يده في الهواء "صحيح نسيت أن أخبرك شيئاً.. حفيدتي كانت هناك.. وتعرفت عليّ.. وأعتقد أنها تعرفت عليك أيضاً.. إنها ذكية كـ جدها.. لذا كن حذراً.. فـ تخفيّك لن يكون من اللجان فحسب بعد الآن" قالها محذراً ثم أخلى المكان ليترك صديقه مع أفكاره المتشابكة وسط تلك الغابة الواسعة
أنت تقرأ
أصل الظلام والنور
Manusia Serigalaرحلة هجين بين نبض الذئب وأنين الثعلب، في عالم مليء بالتحديات والمخاطر، حيث يبحث عن هويته المفقودة ويتجاوز الصراعات الداخلية ، والخارجية ، ليجد في طريقه إلى غايته السلام الداخلي والحب المنشود ، في مسار يجمع بين القوة والرحمة ، وبين الظلام والنور.
