« باقةُ ورُودٍ »
في الحبِّ نستغني عن عقولنَا وقد نتسرعُ في إختيار شريكنا المناسبِ، ولكن من سيقتنع أن الحبَّ ليس أساس العلاقات؟!
❀❀❀
جون :
أنا الآن جالس أراقب عيونها السوداء الغرابية وهي تتنقل بين ثنايا مكتبي، إنها محظوظة لأنني لم أنفجر بوجهها إلى الآن! حتى لو كانت مريضةً لا يهمني …
زفرتُ بنفاذ صبرٍ ثمَّ أردفتُ متحكمًا في نبرة صوتي حتى لا تنطلق غليضةً : آنسة رينا إن الطبيبة ڤانيسَّا مريضةٌ اليوم لن يمكنها الحضور لفحصك لذا لا داعي للبقاء أكثر هنا في المصحَّة يمكنكي المغادرة!
رمقتني بنظراتٍ تشبه نظَرات أحد رجالِ المافيا، لن أستغربَ الأمر فقد فهمتُ أنها مصابَةٌ بإضطرَاب الهوية التفارقي … ضلت تحلمق في بتلك الطريقة المريبة بينما كنتُ أصدها بخاصَّتي الباردة، ونطقت فجأة بصوتٍ غليضٍ كمثل أصوات الرجال، جلُّ ما فكَّرتُ فيه: هل هذا صوتها الحقيقي أم بسبب الإضطراب؟ أتمنى أن يكون الإحتمال الثاني فالأول يتنفى مع شكلها اللَّطيف: هل تطردني؟
_ لا.
_ إذًا ما تفسيركَ لجملتك المسبقة؟
_ تفسيرها واضحٌ من كلماتها، لستُ طبيبك آنسة رينا.
رفعت حاجبها الأيسر ثمَّ أطلقت ضحكة ساخرة، و اِقتربت منِّي وهي تضم يديها لصدرها، توقفت أمامي تماماً عند المكتب وجلست على الكرسيِّ المقابل لي وهي لا تزال تضم يديها، وضعت رجلا على الأخرى ثمَّ أردفت بنفس الصوت المزعج : و ماذا لو قلتُ لك أنني أريد جعلك طبيبي الخاص؟!
_ لا أعملُ كطبيب خاصٍ لأي أحد كان.
_ لم أقصد ذلك.
_ ماذا إذًا، مالذي قصدته؟
_ قصدتُ أنني سأعالج عندك من اليوم فصاعدًا فتلك الڤانيسا لم ترق لي.
وضعتُ وجهي بين كفيَّ أحاول السيطرة على نفسي، أيُّ خطأ سأرتكبه قد يؤدِّي بي إلى الطرد. تنفستُ الصعداء وحلمقتُ بها بملامح جامدة، ثمَّ أضفتُ بنبرة رسمية: عليكِ إبلاغُ طبيبتك بقرارك هذا أولاً، ثمَّ التحدُّث مع المدير، وبعدها سأحدد وقت أول موعد لكِ، ولفعل هذا يتوجب منكِ إنتظارُ الآنسة ڤانيسَّا حتَّى تشفى.
أومأت برأسها ثمَّ إستقامت من الكرسيِّ متوجهة نحو الباب فتحتهُ وغادرت أخيرًا، اللعنة بسبب هذه اليابانية الشَّقية كدتُ أطردُ من عملي اليوم … حسنًا الأمرُ كالتَّالي، يومَ الجمعة لم تأتي ڤاني إلى العمل، إستغربتُ الأمر وإتصلتُ بها لكنَّ هاتفها كان مغلقًا، فكرتُ أنها لربما متعبة ولم تستطع الإستيقاض بسب سهرة عيد ميلاديها التي طالت إلى ساعة متأخرة وستأتي في أيِّ لحظةٍ … مرت الدقائق و الدقائق أصبحت ساعاتٍ ثمَّ إنقضى اليوم ولم تأتي بعدُ، بعد عنادٍ طويل إتصلتُ بكريستينا ولكنها أغلقتِ الخط بوجهي.
أنت تقرأ
Just an illusion
Romanceمَا كَان حُبها لهُ سِوى خيارًا من القدَرِ حتَّى تتدبَّرَ و تُنقضهُ من ما فيهِ، و مَا كَان غَدرهُ لهَا سوَى محفِّزٍ لبدأ معركَةٍ شنيعَةٍ لا تُحمد عُقباهَا بين الطَرفينِ. عِندما تجتَمعُ الدرَامَا و الكومِيديا في رِوايةٍ تعالجُ المُجتمعَ فإنهَا ستكُون...