الفَصْلُ الخَامسُ

26 7 245
                                    


« قُبلَتي الأُولَى »

كُلُّكم راعٍ و كُلُّ راعٍ عن رَعيَّتهِ مسْؤولٌ.

❀❀❀

شيڪاغو ( مقهى your cafe ).
يوم الثلاثاء 28 ديسمبر.
الساعة 17:30.

_ إذًا ...

قالها جون وهو يرمقني بنظراتٍ غاضبة، أنا و هو الآن نجلس في أحد المقاهي الكبيرة بالمدينة، ذات الديكور الراقي حيث تمتاز بأرائكها الخضراء وطاولاتها البنية المتماشية مع لون الستائر، أما الطلاء فكان أبيضًا تكسوه الرسوم المتنوعة، لهذه المقهى طابقين الطابق السفلي كان للمشروبات بأنواعها أما الأعلى فكان للمأكولات السريعة و المثلجات، لقد اُختصِر موعدنا هذا على لومه لي لخروجي و أنا مريضة ذلك اليوم.

_ جوني أرجوك تفهم موقفي!

_ كيف تريدين مني تفهم موقفك ڤاني، هل هنالك إنسان بعقل سليم يخرج من المنزل وهو في أشد حالات المرض؟! إن كنتي مختلةً فلا بأس حينها.

صفعتُ جبهتي على الطاولة بإرهاقٍ، إنه فقط يجعلني أشعر بالذنب حياله أكثر فأكثر. رفعتُ رأسي أحدق به ثم قلتُ بنبرة مترجيَّةٍ :

_ أنظر أنا أعلم أنني أخطأتُ ولكن ...

لم أكمل جملتي عندما بدت على تقاسيمه علامات الغضب، سند ظهره للكرسي وجمع يديه على صدره العريض و أردف بحدة : ثم ماذا ڤانيسَّا ثم ماذا ؟!

_ أنا آسفة لذلك، لقد ضيعت فرصتك الثمينة في الإنظمام إلى ألومبياد باريس 2024 بسببي.

تنهد بعمق ثم قرَّب ذاته لخاصتي فلم تفصل بيننا سوى الطاولة و قال لي : أنا لم و لن أهتم بخسارتي، أنا كنتُ قلقًا عليكي، الألومبياد يمكنه العودة لكن روحكِ وصحتك إن غادرتا فلن تعودا، لذا لا تلومي نفسكِ على اِنسحابي مجددًا.

حسنًا لن أخفي شعوري بالحرج في هذه اللَّحظة لقد كان قريبًا مني هو وكلامه المعسول كثيراً لدرجة أنني كدتُ أحصل على قُبلَتي الأُولَى لولى تدخل النادل الذي وقف أمامنا كعمود إنارةٍ ووضع كفه بين وجهينا و أضاف بنبرةٍ رسمية :

_ أحم، عذرًا على المقاطعة ولكن يمنع التقبيل هنا.

يا أرض اِنشقي و اِبلعيني! إلهي ما هذا الإحراج!!!

لا أعلم هل تدخل النادل شبيه دراغولا كان مفيدًا أم لا.

يبدو أن جون لم يقل إحراجه عن خاصتي، عاد إلى وضعيته السابقة وأخذ يرتشف من كوب القهوة الساخن خاصته وهو يحلمق بالنافذة في هدوءٍ تام، أخذتُ بدوري أقلده، منظر المدينة المكسوة بالثلوج يبعث للهدوء، ولكن لمن تعود هيئة شاب أشقرٍ يجلس على بعد سنتيمتراتٍ من المكان...

Just an illusion حيث تعيش القصص. اكتشف الآن