7. وداعًا.

59 4 0
                                    

بعدَ أسبوعينِ، إنّه الحادي عشر من تموز ~

جريت عبر الردهات، و جريت، و لأوّل مرة صدّقت أن تباطؤ الوقتِ في الأفلام عندَ أوقاتِ الجزع حقيقية. وقفتُ أمامَ غرفةِ أخي في المشفى ألهث، لم أكُن تعبًا بل مرتعبًا و لكنني دخلت.

- لِما طَلبت حضوري أيها الطبيب، ما بِك يا أخي !-
و جريتُ نحو القاعد على فراشه دونَ أنابيبِ متصلة بجذعِه و يديه، و لكنّ بشرتَه مصفرّة أكثرُ من أي وقتٍ مضى.

كانَ آيسول يناظر الطبيبَ الذي أومأ له مبتسمًا و أنا تشوّشت، و شعرتُ بكلّ أطرافي تتنمّل.
- هل.. هل حقًا.. صحيح ؟..-

- أجل جوش، و جدوه -
و قهقه آيسول علي، كنتُ أضحك بصوتٍ عالٍ بينما الدموعُ إنسكبت من عيناي. إحتضنتُ آيسول و إحتضنتُ طبيبَه الذي شاركنا السعادة، و قد كانَ يبكي بدورِه.

- جونقهان أنتَ لن تصدّق لقد وجدوا متبرعًا أخيرًا-
شعرت و كأن السماء لا تسعُ اجنحةَ سعادتِي، شعرتُ و أنني أسطعُ نجمٍ في الفضاء، و لم أحتَمل إلّا أن أشاركك قطعة من سطوعي، فقد جئنا سويًا لزيارة آيسول بعد إصراركَ للمجيئ معي، إصرارُك الغير مبرر، لذا ظننتُ أنه وجبَ علي إخبارك حالًا. 

- أحقًا جوشوا! أنا سعيد للغاية، متى موعِد العملية ؟-
قلتَ، و صوتكَ بدا مرهقًا و خفيضًا، و لكنني كنتُ اكثرَ تهيّجًا من أن ألاحظ تفصيلًا كذاك.

- اليومَ مساءً بعد إجراء الفحوصات اللازمة للطرفين، فقد قال الطبيب بأنّ التأخير ليس لصالحنا، ستأتِي صحيح ؟-

- آه.. أجَل سآتي.. أمم.. وداعًا -
سمعت ضجيجَ إرتطامِ حديدٍ صغير ببعضِه قبلَ إغلاقِك، و لكنّي تغاضيت. و لهذا، كنتُ أبغض وسائل التواصل الإجتماعيّ، للبرودِ الذي فيها.

التسعيناتُ مَعك - جيهانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن