الفصل | 17

96 19 107
                                    

ودّ لو يكفّف دمعَها ويحتضنُها بطِريقة تبدُو وكأنّه سَيلتحم وإيّاها، لدغَ التفاجئ سُحنته المليحَة ثمّ ترقرَقت إلى الاِحباط وهو يراها تبكِي.

" قلتَ أنّك لن تتوب عنّي. "

اِرتدّت للخلفِ على مرآى منه ثمّ اِبتعدت عنه خائرَة نحو سَريرها، جاءَته مكسُورة تطلُب الضمّ لكنّه كسَرها وصلّبها على صليب الرّفض.

خرجَ من الغرفة دونَ أن يرَى هزائمها أكثرَ من ذلِك، لأنّه سيُهزم هوَ الآخر، هو غاضبٌ من كلّ شيء، من نفسِه ومنها؛ لقد وثقت به أخيرًا على عكسِ المرّة الأولى إن طلب منهَا القفزَ بوادِي شهيق ستفعل، لأنّها تثق به حتمًا ستكون له طريقة لإرجاعها حيّة من هوّة الوادِي. أملَ لو أنّها طلبت المُساعدَة.

فورَ أن أغلق الباب اِشتدّ بكاء رينون، سقطَت على الأرض وغطّت وجهها بكفّيها وناحَت كطِفل، شدّ باكُوغو على يدَيه ورصّ أسنانَه. يودّ اِحتضانها الآن قبل الدّقيقة التالية.

عضّ بنواجِده على قلبِه ثمّ سارَ نحوَ السّجن، إلى دايتشي تحدِيدًا، كان بينَهمَا جدارٌ زجاجيّ مثقوب تتسرّب منها الأحاديث، كانَ دايتشي مالاً يراقب وجه الأوّل بزيّه البطوليّ الصّيفيّ يتساءل عن سبب وفودِه.

" ماذا يريدُ منّي حضرة ملك التفجير العظيم ديناميت؟. "

" أخبرني بكلّ شيء. "

حكّ دايتشي خدّه بيده التّي رفعت مثيلتها إذ هو مكبّل بأصفاد تمنع ميزته من التفعّل

" لن أخبرَك أي شيء إن لم أعرِف أحوال أخواي. "

حاوَل باكوغو البقاء هادئا قدر الاِمكان، أطلق زفيرًا ثمّ أخبره.

" كلاهما بالمشفَى، اِستيقظت الفتاة قبل سويعات قليلة. "

أنزَل دايتشي يدَه عن خدّه بصدمة ثمّ ما لبث حتّى اِنقضّ عليه ولَو لم يكنّ هناك حاجز بينهما لخنقَه.

" أيها الوغد أتسميها بالفتاة؟ هل رفضتها؟ هل بكَت؟. "

لأنّه لم يُجب صار يصفع ويلكم الزّجاج الفاصل بينهما صارِخًا

" لقد أبكيتها أيّها السّافل، كنت تعلَم أنّ خلفها الكثيرُ من الأسرار ومع ذلكَ قبِلتَ بها، كيف تجرُؤ على السّخرية من أختِي!."

ثارَ عليهِ لكنّ الآخر لم يقم بأيّ ردّ فعل، يعلَم أنّ وجهة نظَره صحيحة، علم تماماً أنّها مشبّعة بالأسرَار لمَ كانَ عليهِ السير خلف قلبه إذا؟.

محطّم | Wreckedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن