الفصل | الأخير

175 20 39
                                    

دقّت جرَس الباب طوِيلا لكنّ دون جدوى، تستطِيعُ سمَاع صوته وشمّ رائحته لكنّه يتجاهلها بكلّ بساطَة. تنهّدت بغلّ ثمّ ألقت بعضَ الماء على كومَة تراب من حوضِ نبتَة بالمَدخل عندما تحوّلت إلى طِين رفعَتهَا نحوَ ثُقبة المفتاح وشكّلته عليه وبسهولة فتحت الباب.

لم يشعُر بها باكُوغو الذّي كان شاردًا، يدُه تحمِل المِلعقة تبحثُ هنا وهناك  داخِل الصّحن دونَ جدوى، لا شهيّة لَه البتة.

وقفت بقربِه تضع يدَيها على خَصرِها تحدّق به بغضب، تفاجئ وجودها نظر لها بنظارت مدهوشة وأخرى مُشتاقَة، شاءَ لو يقوم بضمّها كأنّها ستتلاشَى وتَفنى

" أيها الوغد كيفَ تجرؤ على اِخراجي من السّجن ولا تُكلّف نفسك عبء اِقلالي؟. "

عندما تحرّر من قيودِ الاشتياق سأل:

" كيف دخلتِ؟. "

" شكّلت مفتاحا من الطّين، هذا ليسَ موضوعنا بل نحن. "

وضعت كلتا يدَيها على الطّاولة وأرادَت وضع يدها على وجهه، لأنّها تقدّسه، رأت الرّفض بعينيه قبلَ يديه إذ غضب ثمّ جذبها من يدها نحو الخارج.

" اُغربي عن وجهي ما دمتُ أتحدّث بلطف. "

" لن أغرُب بل سأشرِق. "

حوّلت يدَها إلى مياه حتّى تتحرّر من قيودِ يده، فاستدار لها حينَ أدرك فِعلتهَا بغضب، نوى الصّراخ لكنّها سبقته

" لأنني صوتُ العقل بيننا عليّ الاِبحار بنا إلى ميناء الحُبور. "

صرخ عليها فارتدت للخلف.

" صوت العقل؟ هل العاقل يفعلُ ما فعلتِه؟. "

" لهذا أنا هنا أنا آسفة. "

صمَتا فجأة وكأنّهما يُعيدان ترتيب كلامِهما حتّى يصلَا إلى ضفّة الصّلح، لم يلبث حتّى أشعَل تفجيرَات صغيرَة براحة يدِه.

" أغرُبي. "

شدّت الخناق علَى ثيابِها تحدّق في الشّرارات، شعرَت بالحُزن لوهلَة إذ كَيف يُعامِلها هكذا؟ ثمّ سرعَان ما رسَمت تعابير جديّة.

" أقنعني. "

تعجٍب أمرَها، لم يرَى وجهها الجادّ منذُ زمن.

" لنخض نزالا وديًا، ستستمِع لِي حينَ أفوز، وسأغادِر كيفما جئتُ حين أخسَر. "

غضّ خدّه من الدّاخل يراقبها تسيرُ نحوَ الحديقة الخلفيّة تُرغمه على قبولِ غرضِها. وقفَا يواجهان بعضهما حينَ قال:

محطّم | Wreckedحيث تعيش القصص. اكتشف الآن