2-التَشييع

23 4 1
                                    

الصَّلاةُ ليسَت لأَجَلُ الله ، الصلاةُ لأجلك
اللهُ لَا يَحتَاجُكَ ، أنتَ تَحتَاجُ الله .

اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحمّد وآلِ مُحمّد

التشييع
كل انسان سوف يعيش هذه القصة بكل تفاصيلها!

أَنَا رَاحِلٌ، وَثِقُوا إِنَّكُم سَتَلحَقُونَ بِي، وَلَا تَتَصَورُوا أَن المَوتَ خُلِق لِغَيرِكُم، عَجَبًا لَكُم تُشَاهِدُونَ المَوتَ وَلَا زِلتُم غَافِلِين  .

لَمَّا أَنتَهَت الصَّلَاة حَمَلُوا جِنَازتِي عَلَى أَيدِيهِم،
وَ مَرَّة أُخرَى بُعِثَت صَرخَاتُ الشَّهَادَتَين الطُّمَأنِينَة فِي نَفسِي، وَ لِعلَاقَتِي بِجَسَدِي أَمسَكتُ بِأَعلَى الجِنَازَة وَ أَخَذتُ أَسِيرُ مَعَهَا  .

لَقَد كُنتُ أَعرِفُ المُشَيعِين جَيدًا، مَجمُوعَة أَمسَكَتْ بِقَاعِدَة التَّابُوت، وَ أُخرَى تَمشِي خَلفَهُ، كُنتُ أَسمَع أَصوَاتَهُم وَ أَحَادِيثَهُم، حَتى أَن بَاطِن الكَثِير مِنهُم قَد انكَشفَ لِي، وَمِن هُنَا قَد اعتَرَانِي السُّرُور لِحُضُورِ البَعضِ، فِيمَا كَانَ حُضُورُ آخَرِين يُؤذِينِي حَيثُ كَانَت الرَّائِحَة الكَرِيهَة المُنبَعِثَة مِنهُم تُعَذبنِي  .

كُنتُ أَرَى بَعضَهُم عَلَى هَيئَة قِرَدة فِي حِين كُنتُ أَحسِبَهُم فِي الدُّنيَا مِنَ الصَّالِحِين، مِن جَانِب آخَر نَظَرتُ إِلَى أَحَد مَعَارِفِي فَدَاعَبتْ رُوحِي رَائِحَة العِطر المُنبَعِثَة مِنهُ، وَقَد كُنتُ فِي الدُّنيَا لَا أَكُن لَهُ الإِحتِرَام وَذَلِكَ لِلبَسَاطَة الطَّاغِيَة عَلَى ظَاهِرِهِ، وَ رُبَّمَا أَسقَطتُه فِي عَينِي غَيبَةُ الْآخَرِين لَهُ وَوَو ...

كَانَ التَّابُوت يَسِيرُ مَرفُوعًا عَلَى أَكتَاف الأَصدِقَاء وَ كُنتُ أُرَافِقُهُم وَ القَلَقُ مِنَ المُستَقبَل يُهَيمِنُ عَلَي  .

لِوَقت الذِي كَانَت أَلسِنَةُ الكَثِير مِنَ المُشَيعِين تَتَرَنمُ بِنِدَاء « لَا إِلَه إِلَّا اللَّهُ » كَانَ إِثنَان مِن أَصدِقَائِي يَتَهَامَسَان فِيمَا بَينَهُمَا فَدَنَوتُ مِنهُمَا وَ أَنْصَتُ لِحَدِيثِهِمَا، وَاعجَبَا ! مَتَى تَستَيقِظَانِ مِن غَفلتِكُمَا ؟ أَتَتَحَدَّثَان عَن مُعَامَلَة وَ صُكُوك مَرفُوضَة وَ أَربَاحٍ وَو .. ؟ كَانَ مِنَ الأَفضَل أَن تُفَكرَا فِي هَذِهِ اللَّحَظَات بِآخِرَتِكُمَا، بِذَلِكَ اليَومِ الذِي سَيَحِلُّ عَلَيكُمَا وَ يُنقَضُ عَلَيكُمَا المَوتُ ! إِذ سَتَنقَطِعُ أَيدِيكُمَا عَن الأَرضِ وَ السَّمَاء وَتُغلَقُ صَحِيفَةُ أَعمَالِكُمَا وَتَطلُبَان الفُرصَة مِثلَي، حِينَهَا لَن تَحصُلَا عَلَى الإِذنِ بِالعَودَة وَ سَتَعِضَّان عَلَى أَيدِي النَّدَامَة : يَا لَيتَنَا قَد فَكَّرنَا بِهَذِهِ الدُّنيَا البَاقِيَة، فِي تِلكَ الدُّنيَا الزَّائِلَة  .

أَيُّهَا الأَصدِقَاء ! إِنَّنِي أَدعُو لَكُم أَن تُعمِّرَ دُنيَاكُم وَ تَكُونَ آخِرَتُكُم أَكثَر عُمرَانًا، وَلَكِن أُقسِمُ عَلَيكُم بِاَللَّهِ أَن تَستَيقِظُوا مِن غَفلَتِكُم وَ فَكِّرُوا جَيدًا، وَ إِذَا لَم تُفَكِّرُوا بِي فَفَكِّرُوا بِآخِرَتِكُم عَلَى أَقَل تَقدِير  .

فَكَّرُوا بِذَلِكَ اليَوم حَيثُ سَتَلحَقُون بِي، امضُوا هَذِهِ اللَّحَظَات بِذِكرِ المَوتِ، فَإِذَا لَم تُفَكِّرُوا بِالمَوتِ هُنَا، فَأَينَ سَتَعُودُونَ إِلَى أَنفُسِكُم ؟ كَأَنَّ المَوتَ لَم يُخلَق لَكُم ؟ عَجَبًا لَكُم تَنظُرُونَ إِلَى المَوتِ وَلَا زِلتُم غَافِلِين  .

وَ هُنَا تَوَجَّهتُ إِلَى أَهلِي وَ عِيَالِي قَائِلًا :
أَيُّهَا الأَعزَاء ! لَا تَغُرَّنكُم الدُّنيَا كَمَا غَرتنِي، لَقَد أَجبَرتُمُونِي عَلَى جَمعِ الأَموَال التِي لَذَاتِهَا لَكُم وَتَبعَاتِهَا عَلَي  .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البـاقِيات الصَّالِحـات :

- ﴿سُبحان الله﴾
-﴿الحَمدُ للّٰه﴾
- ﴿لا إلٰه إلّا الله﴾
- ﴿الله اكبَر﴾
- ﴿سُبحان الله وبحَمده﴾
- ﴿سُبحان الله العظيم﴾
- ﴿أستغفِرُ الله وأتوبُ إليه﴾
- ﴿لا حَول ولا قوّة إلّا باللّٰه﴾
- ﴿اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ﴾

دُمتُـم في رِعاية اللّٰه .

رِحلـة بَرزخـيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن