13-خُدْعَة

3 1 0
                                    

يأتيك من الله لطفٌ ينسيك ما عانيتَ في أمسك ، وما كابدتَ في يومك ، وما تخشاه في غدك، فتفائل وثق بالله .

اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحمّد وآلِ مُحمّد🌷

كانَ حَسَن يُواصِل طَريقَه وأنا أتبَعُه بكُل لَهفَة ولكِن بقَلبٍ مُضطَرِب .

وَصَلنا مُفتَرَق طَرِيقَين فَتوَجَّه حَسَن نَحوَ اليَمِين , غيرَ أنَّ يَداً سَوداء ضَخمَة كمَّت فَمِي وعَينَيّ وَنتيجَة للرائِحة الكَريهَة التي كانَت تَنبَعِث مِنها عَرَفت أنَّ ذلكَ هوَ الذَّنب .

حاولتُ إزاحَة تِلكَ اليَدِ السَّوداء المُغَطاة بالشَعر وحِينَما أفلَحتُ واجَهَني شبحُ ذلِكَ الذَّنبِ القَبِيح .

أصابَني الذُّعر فحَاولتُ الفِرار واللحَاق بـحَسَن غَيرَ أنَّ الذَّنبَ سَحَبَ يَديَّ بِقُوّة وَقال : هل نَسِيتَ عَهدَك ؟

فأجبتُهُ مَذعوراً : أيُّ عَهدٍ هَذا ؟

قَال : لَقَد كُنتَ فِي الدُّنيا تَصحَبُني , وعَاهَدتَني أن نَكونَ مَعاً فِي هَذا العَالَمِ أيضاً .

قلتُ : إنَّنِي لا أعرِفُك أبَداً .

قَال : إنّكَ تَعرِفُني جَيداً لكِنَّك لَم ترَ صُورَتي , الآن وقَد تَفَتّحَت رؤيتُك أخَذتَ تُشاهِدني .

قُلت : حَسناً , ماذا تُريد مِني الآن ؟

قَال : إنَّني أُلاحِقُكُم مُنذُ بِدايةِ الرِّحلةِ وحتى الآن , وقد حاولتُ اللحاقَ بِك في وادِي الإرتِداد فلَم أُفلِح .

قلت : وماذا كُنتَ تُريدُ مني هُناك ؟

قال : أردتُ المُرور بِك من ذلكَ الوادي .

فصَرَختُ مُنزعِجاً : يعني أنك كُنتَ تُريدُ تَكبِيلِي حَتى قِيامِ السَّاعة !

قَال : كلَّا لَقَد كنتُ أريد إيصالَك إلى مَرامِكَ بأسرَع وَقت , ولكِن لا بَأس , فإنني أعرِفُ طَريقاً سَهلاً لا يَعرِف بِه أيُّ شخصٍ آخر .

قلت : وحتى حَسَن ؟

قال : كُنْ على ثِقة لو كانَ على علمٍ به لما أخذ بيدك عبر هذا الطريق الصعب , وهنا تذكرت حسن حيث تقدّمني متصوراً أنني أسير خلفه .

ضاق صدري وطلبت من الذنب أن يتركني , لكنه في هذه المرة هدَّدني واحمَرت عيناه فأصبحتا كبؤرتي دم
وقال : إما أن تأتي معي أو أعيدك إلى حيث جئت .

لما سَمِعت هذا الكلام ارتعد بدني واضطررت لمرافقته شريطة أن أتقدمه وهو يدلّني من خلفي لأن مجرد رؤيته كانت تمثل عذابا ً بالنسبة لي .

وهكَذا تقدمت في الطريق المتجه يساراً وبعد فترة من المسير وصلنا كهفاً كبيراً , ودون أن التفت إليه سألت الذنب : مالعمل ؟

رِحلـة بَرزخـيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن