11&12- هَدِيَّةٌ مِنَ الدُّنيَا

17 5 0
                                    

سَيُعطيك الله أُمنيتك ومعها جزاء صبرك، ومعها تعويض أنتظارك، ومعها مكافأة حُسن ظنك، أُمنيتك ستأتيك فقط أصبر .

اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحمّد وآلِ مُحمّد .

بعدَ قَطعِنا لطَرِيقٍ طَويلٍ جِداً وَصَلنا إلىٰ وادٍ خَطيرٍ ورَهيبٍ للغايَة .

فَأصابَتْني رَعدَةً خَوفاً مِن أن يُطِلّ الذَنبُ مرّةً أُخرى من مَكمَنِه و يُداهِمَني .

توقفتُ وأخَذت أفَكّر بالمَصاعِب الكَثيرة التي كنتُ أُلاقِيها في طَريقي , عادَ إليّ حسَن وقال : لِمَ توقفت ؟ هيا نتحرك .

قلت : إنني أخاف .

قال : لا مفرَّ لَك , لابد من السير .

تحركتُ نَحوَ الأسفَلِ مُضطَرِباً , وما أن سِرتُ خُطواتٍ من شَفيرِ الوَادِي نحوَ الأسفَل حتَى أطلَّ من الجانِبِ الآخَر للوادي مَخلوقٌ نورانيٌّ لهُ جِناح وفي طرفَةِ عَين جاءَ عندَ حسَن وبعدَ أن استَفسَر عَن أحوالِي سَلّمه رسالةً ثمَّ ودَّعَنا وعَادَ مسرعاً .

وبعدَ أن قَرأَ حسَن الرّسَالة وضَعَها فِي صَحيفَةِ أعمَالي والتَفَت إليَّ وقال : أبَشّرُك .

فسألتُه مندَهشاً : ما الأمر ؟

قال : بعَثَ أهلُ بيتِكَ وأصدِقائُك بهَدِيةٍ إليكَ وجاءَ بِها هذا المَلك إليكَ وسَيُقلل مِن هَمّك وغَمك بمِقدارِها .

قلت : وكَيف ؟

قال حسَن وهوَ يشيرُ إلى ذلكَ الوادي الرَّهيب : سوفَ لَن نعبرَ من هذا الوادي نتيجةً لهذهِ الهَدية التي هيَ عبارةٌ عَن تلاوةٍ للقُرآن وإقامةِ مجلس تُذكر فيه مصيبةُ الإمامِ الحُسين بنِ علي «عليهما السلام» والدُموع التي أُهيلَت مِن أجلِه .

سُررت لهذا الخَبر ودعُوتُ لهم جميعاً بالمغفرة .

ثم عدنا أدراجنا من ذلكَ الطّريق الذي قطعناه وسلكنا طريقاً أكثر يسراً .

[شسمة بما أنو البَارت قَصير فَ رَح ادمِج بارتين سَوا🌱.]

12- أودِيَةُ الإرتِدادِ

بَعدَ قَليلٍ وصَلنا مَعبراً ضَيّقاً عَلىٰ جانِبَيه أودِيةٌ رهيبة , وكأنَّ حسَن كانَ ينتَظِرُ سؤالاً منّي فالتَفَت إليَّ قائلاً :
هذه الأودية الموحشة هي أوديَةُ الإرتِداد ويستَغرِق الوصولَ إلى قُعرِها سَنوات متماديَة من سنين الدُّنيا ،
وفي قُعرِها أفرانٌ منَ النَّار هيَ صورَةٌ لنا مِن جَهَنَّم , وأولئكَ القابِعون فِيها سيَبقَون فِيها إلىٰ يومِ القِيامة .

سَيطرت عليَّ الرهبة بحيث بركتُ في مكاني دونَ وعيٍ منّي .

فرفعني حسَن من مكاني وقال : ركِّ نظرك عليَّ ولا تنظر إلى قعر الوادي أبداً .

وهكذا تجرأتُ على السير في هذا الطَّريق الموحِش .

في غضُون ذلك عمَّت الوادي صرخةٌ رهيبة فالتفت إلى الخلف فشاهدت رجلا ً يسقُط إلى قعر الوادِي , وفي وَسط صَرخاته وعويلَه الذي هزَّ فؤادي , سمعتُ صوت ذنوبه .

كان حسَن يشاهد المنظر مثلي فقال : إنه تَعيس , فقَد قطعَ الطّريق إلى هنا بسلام , لكنه سيمكُث في قُعرِ الوادِي حتىٰ قيامِ الساعة .

فسألتُه متعجباً : ولماذا ؟

قال : إنه ارتد بعد سنين من إيمانه .

ثم أخذت أدقِق كثيراً في طَريقي وكنتُ أضعُ قدَمي في موطِئ قدَم حسَن خشيَة السقوط .

ورغم زلات قدمي أحياناً لكننا قطعنا ذلك الطريق الشاق الصعب بسلام , ووضعنا أقدامنا في طريق ضيِّق كثير المنعطفات تحيطُ به تلال عاليَة ومُنخفضة , وكانَ العبور منه مَحفوفاً بالقلقِ والاضطراب .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البـاقِيات الصَّالِحـات :

- ﴿سُبحان الله﴾
-﴿الحَمدُ للّٰه﴾
- ﴿لا إلٰه إلّا الله﴾
- ﴿الله اكبَر﴾
- ﴿سُبحان الله وبحَمده﴾
- ﴿سُبحان الله العظيم﴾
- ﴿أستغفِرُ الله وأتوبُ إليه﴾
- ﴿لا حَول ولا قوّة إلّا باللّٰه﴾
- ﴿اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ﴾

دُمتُـم في رِعاية اللّٰه .

رِحلـة بَرزخـيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن