لا أحَد سِواك مسؤول عَن صُنع
البهجة في حياتك ،
وتذكر دائمًا أن العَالم أجمع
لن يستطيع أن يفعل لكَ شيئًا
لم تبدأ بفعلهِ لِنفسِك 🌷.اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحمّد وآلِ مُحمّد
إتّخَذَ حَسَنٌ طَرِيقَهُ مِن أعلَىٰ القِمَمْ وَأحْياناً بَينَ أودِيَةٍ صَغِيرَةٍ وَطَوِيلَة حَتّىٰ وَجَدْتُ نَفسِي عَلَىٰ شَفَا وَادٍ سَحِيقٍ وَعَظِيمٍ .
سَأَلْتُ حَسَن : هَلْ عَلَينَا العُبُورَ مِن هَذا الوَادِي ؟
قَالَ : نَعَم، وإنّ عُبُورَهُ يَسْتَغْرِقُ وَقْتاً طَوِيلاً فَعَلَيكَ الإسرَاعُ .
نَظَرْتُ إلىٰ قُعرِ الوَادِي مَرعُوبًا , لَقَدْ كَانَ عَمِيقاً بِحَيثُ لا يُرَىٰ قَعرُه , عُدتُ إلىٰ حَسَن وَقُلتُ لَهُ : وَهَل حَقاً لا يُوجَدُ طَرِيقٌ آخَرُ أكثَرُ أمناً مِن هَذا الوَادِي ؟!
مَسَح حَسَن عَلَىٰ رَأْسِي بِيَدِهِ وَقَالَ : طُرُقُ العُبُورِ في هَذا الوَادِي كَثِيرَةٌ , وَلكِن لِكُلٍّ مَعبَرُهُ الّذِي لابُدَّ أنْ يَجتَازَهُ .
[ رح اكمل بدون حركات تعبت🥲 ]
قلت منزعجاً : وهل هذا استحقاقي أن أعبر من مكانٍ بحيث تعذبني النيران والدخان من الأعلى , ومن الأسفل القمم والأودية السحيقة !؟
فتبسم حسن وقال : أعلم يا صديقي أن هذا العذاب ما هو إلا مردود أعمالك القبيحة في الدنيا وإذا لم تتحمل ذلك في هذا الطريق لن تصل إلى وادي السلام أبداً , فقد سُجِّل عليك أدنى قبيح عملته في الدنيا وهذا جزاؤه .
ونظراً لما تعتريني من لهفة لوصول وادي السلام فقد أذعنت لمواصلة الطريق بهدوء وأخذت بالمسير خلف حسن داخل ذلك الوادي .
انهمكنا بالمسير داخل الوادي ولم يلح بالأفق ما يدل على انتهائه , وكنت أفكر في أن عمق الوادي دليل على عظمة ذنوبي ... هنا انتبهت إلى نفسي حين سماعي لصوت انهيار الأحجار من أعلى الوادي .
فالتحقت بـ حسن فوراً كي يعينني إذا واجهتني مشكلة . كنت مضطرباً مرعوباً تكاد عيوني تخرج من أحداقي , فشاهدت رجلا ًيسقط مع أحجار صغيرة وكبيرة إلى قعر الوادي .
فأشار إليَّ حسن وقال : لا تنظر إلى الأسفل بل أنظر إلى أعلى الوادي فشاهدت شبحا ً ضخما ً أسودا ً يضحك بصوت عالٍ وقف على أعلى الوادي .
قال حسن : هذا الشبح هو ذنوب ذلك الرجل الذي سقط , ولقوتها فقد تغلبت على حسناته فالقتها في قعر الوادي .
هنا وضع حسن يده على كتفي وقال : هذه عاقبة إتِّباع الهوى .
لمّا سمعت هذا الكلام استحوذ عليّ الخوف من ذنوبي وإمكانية غلبتها عليَّ في أية لحظة .
بعد قطعنا لطريق طويل وصلنا أخيراً إلى نهاية الوادي , شاهدت ذلك الرجل ملقىً على الأرض وكان رفيقه - أي حسن - ضعيفاً وواهناً بحيث أنه كلما حاول حمله على كتفه لم يستطع .
طلبتُ من حسن أن يساعده فاعتذر قائلا ً : إنني مكلف بمرافقتك ,{ ولا تزر وازرةٌ وزرَ اُخرى } .
قلت : لكننا كنا في الدنيا يعين بعضنا البعض !
قال حسن : في هذا العالم كلٌّ يتحمل وزر أعماله , ولستُ أشفع له إذا استحق الشفاعة , وعليك الدعاء أن يكون من محبيِّ أهل البيت [عليهم السلام] عسى أن تناله شفاعتهم .
حركتُ رأسي متحسرا ً ودعوت أن يكون كذلك .
ربما استغرق قطعنا للطريق ساعات طوال من ساعات الدنيا حتى وصلنا طريقا ً ينتهي إلى الأعلى .هنا التفت حسن نحوي وقال : استعد للصعود إلى أعلى هذا الوادي الخطير .
ألقيت ببصري نحو الأعلى وكلما نظرت لم أستطع تخمين ما تبقى حتى نهاية الطريق .
فأصابني الإحباط لأنني مضطر لقطع هذا الطريق الطويل , ولكن لا حيلة سوى ذلك من أجل الوصول إلى وادي السلام .
بعد تحمل المشقات والكثير من الصعاب وصلنا أخيرا ً إلى قمّة الوادي , تمنيت أن لا تعترضنا مثل هذه المعوقات .
وبعد قليل من الاستراحة واصلنا طريقنا باتجاه وادي السلام .
بعد قليل من المسير شاهدت طائراً ضخماً يحلِّق على مقربةٍ من الأرض , فقال حسن : أتريد أن تشاهدَ منظراً مثيراً ؟
قلت : طبعاً .
قال : حسناً فانظر إلى ما يقوم به هذا الطائر .
حطَّ الطائر قريباً من صخرة وألقى بقسمٍ من بدن رجلٍ خارج منقاره ثم طارَ وعادَ بعدَ قليل ليلقي بقسمٍ آخر من الجسد وهكذا كررها أربعَ مرات حتى ظهر هيكل رجل مزعج وقبيح للغاية.
حاولت أن أسأل حسن لكنه أشار عليَّ بالسكوت و أُتابع الحدث .
ثم ابتلع الطائر قسماً من جسد ذلك الرجل وطار وكرر ذلك أربعاً حتى لم يبق أثرٌ للرجل .
التفتُ إلى حسن وقلت له : حسناً الآن قل لي ما معنى هذا العمل , مَن كان ذلك الرجل ؟
قال : انه أشقى الأشقياء عبد الرحمن ابن ملجم المرادي وسيبقى في هذا العذاب إلى يوم القيامة .
سألته : ومن أين جاء به هذا الطائر وأين ذهب به ؟
أجاب : مستقره في وادي عذاب .
سألته مدهوشاً : وأين هو وادي عذاب ؟
قال : إنه جانب من وادي برهوت يتعذب فيه الكافرون والمنافقون وإني أتمنى أن لا يكون مرورنا منه .
وبدوري تمنيت ذلك وأنا أشعر بالخوف يهيمن على وجودي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البـاقِيات الصَّالِحـات :
- ﴿سُبحان الله﴾
-﴿الحَمدُ للّٰه﴾
- ﴿لا إلٰه إلّا الله﴾
- ﴿الله اكبَر﴾
- ﴿سُبحان الله وبحَمده﴾
- ﴿سُبحان الله العظيم﴾
- ﴿أستغفِرُ الله وأتوبُ إليه﴾
- ﴿لا حَول ولا قوّة إلّا باللّٰه﴾
- ﴿اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ﴾دُمتُـم في رِعاية اللّٰه .
أنت تقرأ
رِحلـة بَرزخـية
Spiritüel- هذه الرواية منقولة من احد الكتب الدينية تحت مسمى مسير الارواح في عالم البرزخ للكاتب أصغر بهنمي " وهي تحكي مسيرة الارواح في عالم البرزخ معتمداً على القرآن الكريم وروايات الرسول واله الاطهار.