"وما تدري
لعلَّك من صخور العُسر
تقطف زهرة اليُسر
لعلَّ مع انسداد النهر..
نهرٌ آخرٌ يجري
فدع لله تسخيره
وقل خيرة
ولا تُفلت يد الصبرِ
فما تدري!"اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحمّد وآلِ مُحمّد
حُضور الذَنب
كل انسان سوف يعيش هذه القصة بكل تفاصيلهاثُمَّ أَمَرنِي حَسَن أَن أُسَلمَه كِتَابِي بِيَدِي اليُمنَى، فَناوَلتُه إِيَّاه وَقُلتُ : لَكَ جَزيل شُكرِي وَ تَقدِيرِي لِأَنَّك أَنقَذتَنِي مِن غُربَتِي وَ سَتُرَافِقُنِي وَ تُوَاسِينِي فِي رِحلَتِي هَذِه .
قَال : سَوفَ لَن أَدَعَك وَحِيدًا مَا إِستَطَعتَ، إِلَّا...
تَغير لَونُ وَجهِي فَسَأَلتُه مَرعُوبًا : وَ مَاذَا ؟
قَال : إِلَّا أَن يَتَغَلب عَلَي ذَلِك القَادِم فَتَبقَى أَنتَ وَهُوَ !
سَأَلتُه : وَ مَن ذَلِك ؟
قَال : إِنَّ كُل مَا أَعرِفُه هُوَ إِنَّك سَلمَتنِي صَحِيفَة أَعمَالِك اليُمنَى أَمَّا صَحِيفَة أَعمَالِك التِي فِي الشمَال فَهِيَ مَا زَالَت مُعَلَّقَة فِي عُنُقِك وَلَا تَدَع شَيئًا إِلَّا أَحَصتهُ، وَ هُنَالِك شَخصٌ آخَر أَسَمَهُ ‹ الذَّنب › سَيَستَلِمُهَا مِنكَ، فَإِذَا مَا تَغَلب عَلَي سَتَكُون رَفِيقُه حِينَذَاك، وَ إِلَّا فَإِننِي سَأُرَافِقُك عَلَى مَدَى هَذَا الطَّرِيق المَحفُوف بِالمَخَاطِر .
قُلتُ : سَأُعطِيه الصَّحِيفَة مُبَاشَرَة حَتى يَذهَب
قَالَ حَسَن : إِنَّهُ نَتِيجَة أَعمَالِك القَبِيحَة وَ خَطَايَاك وَ يُحِبُّ البَقَاءَ عِندَك .كُنا مُستَمِرين فِي الحَدِيث وَ إِذَا بِي أَشعُر بِرَائِحَة كَرِيهَة لِلغَايَة زَعجَنِي، قَد مَلَأت تِلكَ الرَّائِحَة الأَجوَاء وَقَطَعَت عَلَينَا حَدِيثَنَا، وَ بَرَز فِي قَبرِي شَبَحٌ قَبِيح وَ كَرِيه، وَمِن شِدَّة هَلَعِي التَجَأتُ بِـ حَسَن وَتَعَلَّقتُ بِهِ بِقُوَّة .
هُنَا أَمسَك الذَّنب بِعُنُقي بِيَدَيهِ القَذِرَتَين الوَسخَتَين وَ أَخَذَ يُزَمجِر مُقهَقهًا : إِننِي سَعِيدٌ يَا صَاحِبِي... وَ وَاصَل قَهقَهَتَهُ بِصَوتٍ عَالٍ، فَأَستَحوذ عَلَي الرُّعبَ وَ الخَوفَ وَ عَقَد لِسَانِي عَن الكَلَام وَ اشتَدَّت ضَرَبَاتُ قَلبِي حَتى فَقَدتُ الوَعي .
وَلَمَّا أَفَقتُ وَجَدتُ رَأسِي فِي أَحضَان حَسَن وَلَكِنَّنِي بِمُجَرد رُؤيَتِي لِوَجهِ حَسَن المُلَطخ بِالدِّمَاء هَيمَن عَلَى فُؤادِي الحُزن حَيثُ تَصَوَّرتُ أَنَّ ذَلِكَ الشِّبَح القَذر قَد إِنتَصَر عَلَيهِ وَ قَهَرَه، لَكِن حَسَن كَانَ يَعلَم بِمَا يَدُور فِي قَلبِي، نَظَرَ إِلَي وَقَالَ بِهُدُوء : لَا تَحزَن، فَبَعدَ صِرَاعٍ وَجَدَل شَدِيد أَعطَيتُه كِتَابَه وَ أَبعَدتَه عَنكَ حَتى حِين .
ثُمَّ نَهَضتُ مُتَّكِئًا عَلَى كَتِف حَسَن وَ الدُّمُوع تَتَرَقرَق فِي أَحدَاقِي،
وَقُلتُ : إِنَّنِي أَوَد أَن تَبقَى إِلَى جَانِبِي إِلَى الأَبَد، لَقَد أَزعَجَنِي ذَلِكَ الشِّبَح الكَرِيه، وَ الغُربَة بِالنِّسبَة لِي أَفضَلُ بِكَثِير مِنَ المُكُوث إِلَى جَانِبِه، فَإِذَا مَا جَاوَرَنِي الذَّنب سَأَعِيشُ الإِضطِرَاب .قَالَ حَسَن : لَهُ الحَق فِي أَن يُجَاوِرَك فَهَذَا مَا أَرَدتَهُ أَنتَ.
قُلتُ لَهُ مُتَعَجبًا : إِنَّنِي لَم أَدَعهُ أَبَدًا..!
قَالَ : عَلَى أَيَّةِ حَال، أَعمَالُكَ الطَّالِحَة وَ ذُنُوبُكَ هِيَ التِي جَعَلتَه يَكُون هَكَذَا وَلَابُد لَكَ أَن تَرَاهُ مَرَّة أُخرَى إِلَى جَانِبك .
فَاعتَرَانِي الخَجَل لِمَا قَالَهُ حَسَن، وَ إِضطَرَبتُ بِشِدَّة، ثُمَّ سَأَلتُه مُرتَعِدًا : مَتَى وَ أَينَ ؟
قَالَ : رُبَّمَا فِي الطَّرِيق الَّذِي نَسلُكُه.
قُلتُ : أَيَّ طَرِيق، أَيَّ مَسِير ؟
قَالَ : فِي ضَوء مَا بَشرَك بِهِ مُنكَر وَ نَكِير فَإِنَّ مُستَقرَك فِي بُقعَةٍ تَقَعُ فِي وَادِي السَّلَام، وَ عَلَيكَ الإِستِعدَاد لِلرَّحِيل هُنَاك .
قُلتُ : وَ أَينَ يَقَع وَادِي السَّلَام ؟
قَالَ : هُوَ مَكَان يَتَمَنى كُل مُؤمِن أَن يَبلُغَه، وَلَابُد لَكَ مِنَ العُبُور مِن وَادِي بَرهُوت كَي تَتَطَهر فِي الطَّرِيق مِن كُل دَرنٍ وَ خَبَثٍ وَ ذَلِكَ مِن خِلَال المَشَقَّات وَ الصِّعَاب التِي سَتَتجَرعُهَا حَيثُ تَذُوب خَطَايَاك، فَتَبلُغ مَقصَدَك بِسَلَام .
قُلتُ : وَمَا هُوَ بِرهُوت ؟
قَالَ : إِنَّهُ مَكَان يَستَقِر فِيهِ الكَافِرُون وَ الظَّالِمُون وَفِيهِ يَذُوقُونَ عَذَابَ البَرزَخ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البـاقِيات الصَّالِحـات :- ﴿سُبحان الله﴾
-﴿الحَمدُ للّٰه﴾
- ﴿لا إلٰه إلّا الله﴾
- ﴿الله اكبَر﴾
- ﴿سُبحان الله وبحَمده﴾
- ﴿سُبحان الله العظيم﴾
- ﴿أستغفِرُ الله وأتوبُ إليه﴾
- ﴿لا حَول ولا قوّة إلّا باللّٰه﴾
- ﴿اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ﴾دُمتُـم في رِعاية اللّٰه .
أنت تقرأ
رِحلـة بَرزخـية
Spiritual- هذه الرواية منقولة من احد الكتب الدينية تحت مسمى مسير الارواح في عالم البرزخ للكاتب أصغر بهنمي " وهي تحكي مسيرة الارواح في عالم البرزخ معتمداً على القرآن الكريم وروايات الرسول واله الاطهار.