"يومًا مَا سَتدرِك أنَّ أقسَى ما مررْت بهِ، كَان خيرًا عظيمًا أَنقذَك ليجْعَلك أقْوى ممَّا كنْت علَيْه".
اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحمّد وآلِ مُحمّد
الحُضور عِند الغُربَة
لَم يَستَمِر سُرُورِي لِظَفرِي فِي أَوَّل إِختِبَار وَ سُرعَان مَا زَال، وَ بِزوَالِهِ أَدخَل فِي حَالَة مِنَ الشُّعُور بِالضِّيق وَ الغُربَة فَأَخَذتُ أُفَكر مَع نَفسِي : لَقَد كَانَ لِي فِي الدُّنيَا الكَثِير مِنَ الأَصدِقَاء وَ المَعارِف وَ الأَقَارِب، وَكَانَت لِي بِهِم عِلَاقةٌ طَيبَة وَحَمِيمَة، بَيْدَ أَنَّ يَدِي أَصبَحتْ صُفرًا مِنهُم .
يَا إِلَهِي ! كَيفَ أَتَحَمَّل الغُربَة فِي هَذِه اللَّحَظَات العَصِيبَة القَاسِيَة ؟! وَهَل سَيَستَمِر هَم الغُربَة مُسَيطِرًا عَلَي فِي هَذَا العَالَم ؟ أَطرَقتُ بِرَأسِي وَأَخَذتُ أَبكِي دُونَ إِختِيَار مِني، وَمَا هِيَ إِلَّا لَحَظَات حَتَّى تَنَاهَى إِلَى مَشَامِي عِطرٌ طَيب لِلغَايَة، وَ أَخَذ يَزدَادُ وَ يَزدَاد .
وَفِي الوَقتِ الذِي كَانَ كِتَابِي يُثقُلُ كَاهِلِي رَفَعتُ رَأسِي بِصُعُوبَة فَشَاهَدتُ رَجُلًا يَقِف أَمَامِي فَأَدهَشَنِي وُجُودَهُ، لَقَد كَانَ شَابًا حَسنُ الوَجهِ طَيب الأَخلَاق، فَمَسَحَ الدُّمُوع مِن عَينِي بِيَدِه وَ إِبتَسَم لِي .
فَبَادَرتُ بِالسَّلَام تَعبِيرًا عَن تَأَدُّبِي أَمَامَه وَ جَلَستُ عَلَى رَكبَتِي أَنظُر مَدهُوشًا إِلَى عَينَيهِ وَ أُرَددُ : تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنَ الخَالِقِين، ثُمَّ سَأَلتُه بِصَوتٍ وَاضِح : مَن أَنتَ حَتى جِئتَ تُسلِينِي وَ تَصحَبُنِي فِي هَذِهِ اللَّحَظَات المَلِيئَة بِالغُربَة وَ الإِضطِرَاب ؟
فَأَجَابَ مُبتَسِمًا : لَستُ غَرِيبًا، وَ هَذِهِ الدِّيَارُ تَعرِفُنِي حَيثُ أَكُونُ قَرِينًا وَ رَفِيقًا وَ مُؤنِسًا فِي هَذَا الطَّرِيق الخَطِير .
قُلتُ : وَلَكِن مَن أَنتَ ؟ لَا شَك إِنَّكَ غَرِيبٌ عَلَى أَهلِ ذَلِكَ العَالَم، فَلَم أَرَ مِثلَكَ جَمَالًا مَدَى حَيَاتِي .
فَقَالَ وَلَم تَزَل تِلكَ الإِبتِسَامَة مَطبُوعَة عَلَى شَفَتَيهِ : الحَقُّ مَعَك أَن لَا تَعرِفَنِي ! فَلَقَد كُنتَ فِي ذَلِكَ العَالَم قَلِيلًا مَا تَهتَم بِي، فَأَنَا ثَمَرَةُ أَعمَالِكَ الصَّالِحَة وَهَا أَنتَ تَرَانِي بِهَذِه الهَيئَة، إِسمِي ‹ حَسَن › وَأَنَا الذِي أَخَذُك بِيَدِك فِي هَذَا الطَّرِيق الخَطِير .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البـاقِيات الصَّالِحـات :
- ﴿سُبحان الله﴾
-﴿الحَمدُ للّٰه﴾
- ﴿لا إلٰه إلّا الله﴾
- ﴿الله اكبَر﴾
- ﴿سُبحان الله وبحَمده﴾
- ﴿سُبحان الله العظيم﴾
- ﴿أستغفِرُ الله وأتوبُ إليه﴾
- ﴿لا حَول ولا قوّة إلّا باللّٰه﴾
- ﴿اللّٰهمّ صلِّ عَلىٰ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ﴾دُمتُـم في رِعاية اللّٰه .
أنت تقرأ
رِحلـة بَرزخـية
Spiritual- هذه الرواية منقولة من احد الكتب الدينية تحت مسمى مسير الارواح في عالم البرزخ للكاتب أصغر بهنمي " وهي تحكي مسيرة الارواح في عالم البرزخ معتمداً على القرآن الكريم وروايات الرسول واله الاطهار.