لم يكن هناك شيء مرئي بالجوار، بسبب الدخان و ألسنة النار التي أحاطت بكل المكان.
كل ما يسمع هناك هو صراخ الناس التي تفقد أرواحها و المؤلم هو رؤيتهم لأرواح أحبتهم تلسب أمام أنظارهم دون قدرتهم على فعل شيء.
بكاء الصغار و عجز كبار! كان أهالي المملكة في حالة نفور قصوى..
و جونغكوك.. جيون جونغكوك كان مكتف الأيدي.
"تااايهيوووونغ" صرخ بعلوِ صوته بعد أن طعن أحد جنود الدخلاء مَن شنوا هجوما على مملكته بشكل مباغث "أنقذ العائلة الملكية بسرعة، قم بتهريبهم للمخبئ السري"
"سموك.. أولويتنا حمايتك أولا، أرجوك دعنا نخرجك من هنا"
"الملك لا يترك عرشه حتى الموت، نفذ الأمر بسرعة" صرخ الملك على مستشاره و يده اليمين.
ليخفض الآخر رأسه لتجمع الدموع بها مومِئا و مغادرا لتنفيذ أمرِ مَلكه تراكا إياه خلفه نحو المجهول، جنوذ المملكة المعادية و التي شنت هجوما مفاجئا لم يكن متوقعا قد سيطرت على مملكة جيون بالفعل..
لقد شعر بالخيانة، مملكة الجنوب و التي من المفترض أن يأتي أحد مسؤوليها لتوقيع اتفاقية سلمٍ و تحالف قد عمل عليه جونغكوك و والده الملك مِن قبله لسنوات كثيرة لأجل إتحاد المملكتين و إنتشار السلم، لكن يبدو أن مَن يسعون لتكوين صداقة معهم لا يرغبون سوى بالعداء و الحرب، و هاهم يفاجئونهم بالهجوم دون إستعدادٍ منهم.
جونغكوك حارب.. لآخر نَفس له هو حارب، جنوذه مِن حوله طريحي الأرض إما جرحى أو قتلى، لكنه لازال صامدا رغم إصابات جسده، لقد كان معروفا بأنه أقوى مبارزٍ لازال على قيد الحياة بوقتهم، لم يكن هناك من يستطيع مجابهته بالقتال، لذا النيل منه كان أشبه بالحلم.
إلتف حوله أكثر من ستِ مقاتلين، جسده يتضرع للقليل من الهواء النقي وسط كل تلك أدخنة النيران، لكن لا مفر من الخروج، إما ميتا أو حيًا دون كرامة، و هو بالتأكيد سيختار الأول.
تقدم هاجما على أول من سقطت عليه عيناه لكن المقاتل الذي خلفه طعن سيفه بكتفه ليسقط أرضا.
"توقف! الملك بارك طلب أن نأخذه حيا" أنبس أحدهم صارخا موقفا جندي آخر كاد أن يغرس سيفه بلقب الغرابي، وقد كان ذلك آخر ما سمعه جونغكوك برؤيةٍ ضبابية.
لا.. هو لا يود البقاء على قيد الحياة، أراد قتل نفسه بدل ذلك لكن الظلام إحتجزه قبل أن يفعل.
-_-_-_-_-_-
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
