part 6: الاقتراب من القاتل

122 111 76
                                    

●●●●●●●

"عندما تواجه الصعوبات، لا تخف! انطلق بكل شجاعة، فكل تحدٍ هو فرصة لتظهر قوتك الحقيقية. لا تستسلم، ولا تختبئ خلف الظلال؛ بل اجعل من كل عقبة سلمة ترتقي بها نحو أحلامك. فالنجاح ينتظر أولئك الذين لا يتراجعون!"

●●●●●●●●●


⚜صرخة الإستغاثة :

•قبل 15 سنة:

في أحد شوارع المدينة المزدحمة طوكيو وفي شتاء عام 2009م ، كانت السماء ملبدة بالغيوم الداكنة و الجو يندر على حدث مشؤوم. في هذا الجو القارس يبرز رجل في الثلاثينات من عمره وسط حشد من الناس يسحب بقوة بواسطة الشرطة و قد تكبلت يداه بالأصفاد الباردة . كان كاتسو يرتدي سترة جلدية مهترئة و بنطالا جينزيا قديماً،و وجهه يظهر عليه علامات الإرهاق الشديد. وكانت عيناه الزرقاوان تملؤهما الدموع ، و شعره البني المتشابك يتطاير مع كل حركة .

أثناء اقتياده من الشرطة حاول التسلل من قبضتهم ، لكن دون جدوى فأيديهم صلبة كالفولاذ ،في تلك اللحظة ادرك انه في معركة خاصرة ضد القدر ، لتبدأ مشاعر الإستسلام تتسلل إليه ، ليشعر أنه غارق في بحيرة يأس عميقة تعتصر عنقه بقوة ، ليبدأ بالصراخ بحرقة ، والتوسل للمارة من أجل مساعدته متأملا أن احدهم سينقذه من محنته . لكن لا أحد استجاب له ، ولم يأبه احد لصراخه ، فكان الجميع يشيحون بالنظر له ليقول والدموع تنهار على خده كشلال لا يأبى التوقف: " أنا لست القاتل ، أنا بريء ، لم أقتل أحدا"
كان صوته ممزوجا باليأس و الخوف ووجهه متحجرا بملامح مرهقة ، و عيونه تلمع بطريقة مؤلمة ، تتحدث حول رغبة مستميتة في أن يصدق ليضيف قائلا:
"لقد حصلت لتوي على هدية كنت أنتظرها منذ مدة ، ويال سخرية القدر ها هو يزيلها لي بأبشع الطرق ، لقد أهداني الله طفلة ، و لكنني لن أستطيع رؤيتها ، ارجوكم فلتسمحوا لي برؤيتها ولو لمرة واحدة ، ارجوكم"

تلاشى صراخ كاتسو تدريجيا عندما صعد سيارة الشرطة . ليجلس على الكرسي ، و وضع راسه بين يديه ، و بدأ يبكي في صمت ، لتبدأ الأسئلة بالتزاحم في ذهنه :
كيف ستتقبل ابنتي هذا الوضع ؟ و كيف سأشرح لها أنني لست مذنبا و أنني ضحية تلفيق تهمة ؟ من سيتكفل بزوجتي و ابنتي و من سيحميهم من العالم الخارجي الموحش ؟
ليتابع قائلا:
*لا أستطيع أن أتخيل أن ابنتي ستتجرع مرارة اليتم رغم أن والدها لايزال حي *
ليشعر خالد باليأس المطلق ، و ان العالم ضده ، لم يكن هناك من يسمعه او يفهم المه .

بينما خالد في حالة من الحزن الشديد ، بدأت ذكريات ذلك اليوم الخاص بالتسلل الى ذهنه ، كضوء شمعة خافتة في عتمة الليل .

في ذلك اليوم ، كان الجو مشمسا ، حينما عاد الى منزله متعبا، من يوم طويل . استقبلته زوجته بوججها المشرق و عيناها اللامعتان تتلالا و كأنها تحمل سرا كبيرا . لتطلب منه الجلوس بجانبها ، ثم أمسكت بيده لتقول بنبرة مترددة : بانها حامل .

خيوط  الجريمة(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن