طرفٌ ثالث:"أمي؟" سألها إيلي مصدومًا.
نويل رومانو، سيدة أعمال ناجحة جدًا، تركت عائلتها بعد سنوات قليلة من اختطاف نادية، كانت بحاجة إلى وقت لتستعيد أفكارها لأنها فقدت طفلتها.
لقد تأثرت صحتها العقلية بشكلٍ كبير لذا أدخلت نفسها إلى مستشفى للأمراض النفسية، ولم تستطع إلا أن تشعر بالفراغ والألم الناجم عن فقدان طفلتها.
"اسمعني" قالت نويل بهدوء، ورفعت يديها قليلاً لتظهر أنها لا تريد أن يتأذى أحد.
قبل أن تكمل حديثها، نظرت إلى إيلي ورأت الطفلة الصغيرة بين ذراعيه، كانت تشبه نادية تمامًا عندما كانت طفلة رضيعة.
رأى إيلي أمه تنظر إلى الفتاة الصغيرة النائمة بين ذراعيه، فأجاب على سؤالها.
"إنها نادية."
شهقت نويل وغطت فمها بيدها. نظر إيلي ونيكو إلى والدهما وأرسل لهما ابتسامة صغيرة كاعتذار.
"سأذهب لأخذ نادية إلى السرير وأتركها تنام" همس إيلي وهو يمر بأمه وأبيه أثناء صعوده الدرج.
"أنا آسفة جدًا، لقد غادرت، لم أستطع تحمل رؤية عائلتنا بدون طفلتنا الصغيرة، لقد ساءت صحتي النفسية لدرجة أنني سجلتُ نفسي في جناح للأمراض النفسية منذ عام مضى".
عندما عاد إيلي إلى الأسفل رأى نظرة الجميع على وجوههم. لقد سمع ما قالته والدته ولم يكن غاضباً منها أبداً، بل كان مستاءً أكثر من أي شيء آخر.
رأى دومينيك كيف كان الجميع، ففعل الشيء الوحيد الذي كان بإمكانه التفكير فيه.
نهض ببساطة ودخل إلى المطبخ ووضع الغلاية على النار. وسرعان ما تبعه الجميع وجلسوا في صمت.
لم يعرف أحد ماذا يقول أو يفعل.
"أين تقيمين؟ سأل نواه، لقد فهم لماذا غادرت والدته لذا أراد أن يتأكد من أنها بأمان.
جميعهم فعلوا ذلك.
"لقد كنتُ أقيم مع إحدى صديقاتي، كانت تساعدني كثيراً" شرحت نويل.
ومرة أخرى ساد الصمت.
لم يعرف أحدٌ ماذا يفعل، ولم يعرفوا ما إذا كان عليهم أن يقولوا أي شيء أم لا، ولم يفعلوا أي شيء حتى سمعوا صراخ أحدهم.
نادية.
"يا إلهي!" صرخ إيلي وهو يركض إلى الطابق العلوي، وسرعان ما تبعه الأولاد.
نظرت نويل إلى دومينيك، الذي قال: "سأشرح كل شيء لاحقًا" قبل أن يمسك بيدها ويسحبها إلى أعلى الدرج، إلى ابنتهما.
عندما صعدوا إلى الطابق العلوي، ركضوا إلى غرفة نادية، التي كانت مستيقظة الآن. كانت تنتحب وتصرخ، فقد جعلها كابوسها خائفة إلى هذا الحد.
كان إيلي جالسًا خلفها، يحتضنها ويهمس في أذنها بكلمات لطيفة. أما بقية الإخوة فكانوا يجلسون على طرف السرير، أو على المقعد الصغير بجوار النافذة.
وكانت نادية في حالة ذهول.
نظرت نويل إلى دومينيك والدموع في عينيها بعد أن رأت ما حدث لطفلتها.
"أنا آسفٌ جداً لقد نسيت تماماً أن دميتها في غرفتي، لم أفكر في ذلك، أردت فقط أن تأخذ قيلولة حتى تشعر بتحسن" قال إيلي ذلك وقد غلبه الشعور بالذنب عندما رأى حال أخته الصغيرة.
"لا بأس يا إيلي، هذا ليس خطأك" قال أنطونيو محاولًا تهدئة أعصاب إيلي. نظر الجميع إلى الطفلة الصغيرة النائمة بين ذراعيه.
كانت جميلة حقًا.
استلقى إيلي بجانبها بينما تشبثت به ونظر إلى والده ووالدته. ابتسم كلاهما له قبل أن يغلق بابها برفق ويتركها تنام.
دخل دومينيك إلى مكتبه ولحقت به نويل بسرعة.
"هل يمكنك من فضلك أن تخبرني متى حدث كلّ ذلك بحـقّ؟" سألت مذعورة من أجل ابنتها. أجلسها دومينيك وشرح لها كل ما يعرفونه حتى الآن.
"آه، يا حبيبتي." تمتمت والدموع تنهمر على خديها.
كان دومينيك لا يزال يكنّ الحب لزوجته، لذا عندما شرحت له سبب رحيلها تركها تذهب.
كان يعلم أنها ستعود، لكنه لم يكن متأكداً من موعد عودتها.
سار دومينيك نحوها وعانقها، وتركها تنتحب على كتفه.
تخلصت من ألم تركها لعائلتها، وفقدان ابنتها والعذاب الذي مرت به.
كان ينبغي لها أن تكون هناك من أجل عائلتها.
لكنها لم تكن كذلك، وهي تخطط لتغيير ذلك.
ابتداءً من أبنائها.
~~~~~~~~~
شياو: للأسف الانستغرام لديّ لا يدعم خاصية إنشاء قناة لذا قمتُ بإنشاء قناة تيليجرام. حاليًا هي لا تزال عامة حتى يسهل على الجميع إيجادها.
يمكنك كتابة: Xiao_Lu_Qi في خانة البحث وستجدها إن شاء الله.
إذا لم تستطع إيجادها راسلني في الانستغرام لأساعدك، رابط الحساب في البروفايل.~~~~~~~~~~
- سُبحان الله.
- الحَمد لله.
- لا إله إلا الله.
- الله أكبر.
- لا حَول و لا قوة إلا بالله.
- سُبحان الله و بِحمده.
- سُبحان الله العَظيم.
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
- لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
- اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.