نادية:مرّت بضعة أيام منذ تحدثت مع أمي وأبي بشأن الذهاب إلى المدرسة. قالوا إن بإمكاني الذهاب مع التوأم، وأنا متحمسة لذلك، لكنني أشعر بالتوتر.
ماذا لو لم يحبني أحد؟
ماذا لو لم أتمكن من تكوين أصدقاء؟
ما الذي يحدث في هذا النوع من المدارس؟
ماذا لو...
"نادية؟" نادى نيكو من أسفل الدرج. خرجت من غرفتي ونزلت السلم. ابتسمت له، فلفّ ذراعه حولي. شعرت بالراحة وأنا مع إخوتي، لأنني أصبحت أعلم أنهم لن يؤذوني.
"هل تريدين الذهاب للتسوق معنا من أجل المدرسة؟" قاطعنا إيلي، الذي ظهر فجأة من العدم، مما أفزعني قليلًا لأنه لم يكن متوقعًا. أومأت برأسي، وبدأنا جميعًا نستعد للذهاب لشراء مستلزمات المدرسة.
في السيارة، شعرت بالتوتر حيال الذهاب إلى المدرسة. كنت متحمسة جدًا للعودة والتعرف على أشخاص جدد، لكنني لا أريد أن يتكرر ما حدث في مدرستي السابقة. لا أريد أن أعيش تلك التجربة مجددًا، فهي لا تزال تخيفني.
عودة إلى الماضي:
كنتُ أسير في ممر المدرسة عندما ظهر متنمري الأكبر فجأة.
يا إلهي.
بدأتُ أتراجع ببطء قبل أن يمسك بذراعي بقوة، مما أجبرني على التوقف. نظرت إليه ببطء ورأيت تلك الابتسامة الشريرة مرسومة على وجه جيمس.
قبل أن أتمكن من التفكير أو النطق بأي كلمة، انتزع حقيبتي بعنف ودفعني إلى الأرض.
ثم بدأ يركل أضلاعي وساقيّ وذراعي وبطني.
في كل الأماكن الأسوأ.
"اصمتي أيتها الوضيعة الصغيرة"، قالها بغضب. ظللت أصمت حيال تنمره.
لم أكن أعرف أن هذا الموقف سيطاردني لبقية حياتي.
لا تزال الكوابيس تلاحقني، لكنها غالبًا ما تكون عن والديّ بالتبني.
عودة إلى الحاضر:
عندما وصلنا إلى المتجر، بقيت صامتة، غير متأكدة مما أحتاج إلى شرائه. ساعدني الأولاد في اختيار الكتب والحقيبة والكراسات، وعندما حان وقت اختيار الزي المدرسي، لحسن الحظ كانت أمي معي، لأنني لم أرغب في أن يساعدني إخوتي أو أبي في هذا الجزء.
بعد أن اشترينا كل شيء، كنا في طريق العودة إلى السيارة. شعرت بشخص يراقبني. استدرت ببطء، وشعرت وكأن قلبي توقف.
إنه ليس هو. لماذا يجب أن يكون هو؟ لماذا لا يكون أي شخص آخر؟ لماذا تبدو حياتي وكأنها تكرهني بهذا الشكل؟
كان أحد أصدقاء والديّ بالتبني، ولنقل فقط إنه لم يكن لطيفًا معي.
توجهت مسرعة نحو إيلي وأمسكت به بشدة. لم أستطع أن أجبر نفسي على تحويل نظري بعيدًا عنه. كنت أعلم أنه رآني، فقد كانت تلك الابتسامة الشريرة والمقززة مرسومة على وجهه. كان ينظر إلي مباشرة.
شعرت أنني لا أستطيع التنفس. وكأن قلبي يحاول الفرار من صدري بحثًا عن الهواء. رأسي يدور وكأنني اصطدمت بجدار خرساني.
نظر إلي إيلي ورأى الخوف على وجهي.
"نادية، لا بأس، إذا شعرتِ أن الذهاب إلى المدرسة يشكل ضغطًا كبيرًا عليكِ، فلا داعي للذهاب"، قالها بلطف. كنت أعرف أنه يحاول أن يكون لطيفًا، لكن في تلك اللحظة، كل ما أردته هو العودة إلى المنزل. لم أعد أرغب في البقاء هنا.
هززت رأسي بسرعة، وشعرت بالدموع تنهمر على وجهي. لم أعد أهتم، كنت بين ذراعي أخي بأمان. كنت أعلم أن عائلتي من حولي، فلم أشعر بالذعر كما كنت سأشعر لو كنت وحدي.
"و... واحد من... أصدقاء والديّ بالتبني هنا"، قلت بصوت متقطع بسبب البكاء. احتضنني إيلي وأخذني إلى السيارة.
ما إن دخلنا السيارة، ضمّني إيلي بقوة إليه بينما أسرع والداي بالابتعاد عن مركز التسوق.
شعرت بالإرهاق الشديد بعد كل هذا البكاء. كان جسدي لا يزال ضعيفًا جدًا، وكان هذا اليوم مرهقًا لي. ضحك إيلي وانحنى برأسه نحوي ليتأكد أن أحدًا من العائلة لا يسمع محادثتنا الصغيرة.
"يمكنك النوم يا ستيلا، لن يحدث لكِ شيء طالما نحن هنا"، همس لي.
كنت أعلم أنه يقول الحقيقة، وكنت أثق به.
أومأت برأسي بينما كنت أفرك عيني بقبضتي، واستلقيتُ بجانب إيلي. لم أنم حتى عدنا إلى المنزل. لم أشعر بالأمان في السيارة، لكن ما إن وصلنا إلى المنزل حتى شعرت أنني في أكثر الأماكن أمانًا على الإطلاق.
رفض إيلي أن أتحرك، فحملني إلى غرفة الأفلام الصغيرة حيث كنا نجتمع. تبعنا باقي إخوتي ووالداي، واحتضنّا البطانيات داخل الحصن الذي بنيناه.
أنا ممتنة لأن لدي عائلة تفهمني وتدرك مدى عدم ارتياحي عندما رأيته. شعرتُ وكأن قلبي توقف، لكنني أعلم أن شيئًا لن يحدث. أعلم أنني لن أراه مرة أخرى. فقط لا أريد أن يحدث أي شيء سيئ.
~~~~~~~~
وصلنا لنصف الرواية تقريبًا ✨
لا تنسوا دخول قناة التيليجرام: Xiao_Lu_Qi~~~~~~~~~~
- سُبحان الله.
- الحَمد لله.
- لا إله إلا الله.
- الله أكبر.
- لا حَول و لا قوة إلا بالله.
- سُبحان الله و بِحمده.
- سُبحان الله العَظيم.
- أستغفِرُ الله الْعَلِيُّ الْعَظِيم وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
- لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.
- اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.