طرفٌ ثالث:
كانت عائلة رومانو بأكملها تجلسُ في غرفة الانتظار بالمستشفى. تم نقل نادية فوراً إلى وحدة العناية المركزة بسبب سوء حالتها، ولكنهم وصلوا بها إلى المستشفى في الوقت المناسب.
لو تأخروا قليلاً، لكانت النتائج كارثية. لم يعرفوا ما الذي مرت به نادية، ولم يعرفوا ما إذا كانت تعاني أو قد عانت من أي مشاكل داخلية. وإذا كان الأمر كذلك، فقد يكون مميتاً.
كان إيلي يسير ذهاباً وإياباً في الغرفة بقلق، منتظراً نتائج فحص نادية. كان يريد أن يعرف إذا كانت شقيقته الصغيرة بخير.
قال بصوت مضطرب: "لماذا لم يأتوا ليخبرونا بأي شيء؟ لماذا يستغرقون كل هذا الوقت؟" ثم جلس بجانب شقيقه التوأم وهو يتنهد.
ببطء، لف نيكو ذراعه حول إيلي وجذبه إليه برفق. كان يعلم مدى قرب إيلي من نادية ومدى خوفه وقلقه عليها. كان الجميع يدركون كم كان إيلي في حالة سيئة، ولم يكن يحاول حتى إخفاء ذلك.
بعد بضع دقائق، دخل الطبيب يحمل بعض الأخبار. الكل يأمل أن تكون أخباراً جيدة فقط، وليست من نوع الأخبار التي تبدأ بجيد ثم تنتهي بسيئ.
قال الدكتور مايكلز: "كان لديها التهاب في بعض الجروح، خاصة الجروح الموجودة في ظهرها..." ولكن قبل أن يكمل كلامه، قاطعه دومينيك متسائلاً عن المزيد من التفاصيل حول الالتهاب الموجود في ظهرها.
"أي جروح على ظهرها؟" سأل بصوت هادئ.
كيف لم يلاحظ أحد ذلك؟ إذا كان الوضع سيئاً، كان لا بد أن يلاحظ شخص ما ذلك.
أجاب الطبيب: "الجرح الموجود أعلى ظهرها. كان لديها جرح كبير لم يلتئم بشكل صحيح."
حاول أن يشرح الأمر ببساطة، فهو لا يريد أن يثير قلق العائلة أكثر مما هم عليه، وكان يعلم مدى اهتمامهم بها.
سأل إيلي دون أن يرفع نظره عن الأرض: "لماذا كانت تمرض إذن؟"؟
أجاب الطبيب: "كانت تعاني من مشاكل في المعدة بسبب سوء التغذية الحاد. ورغم أن عاداتها الغذائية أصبحت أفضل، إلا أن معدتها لا تتحمل الكثير."
وأضاف: "ارتفاع حرارتها كان بسبب الالتهاب، ولكننا الآن نسيطر على الوضع." قال كل شيء دفعة واحدة، محاولاً تهدئة العائلة وإبعاد أي ضغط عنهم.
تنفس الجميع الصعداء عندما تأكدوا أن صغيرتهم بخير.
سأل إيلي بصوت خافت، بالكاد مسموع: "هل يمكنني رؤيتها؟"
