"الفصل الثاني والعشرون "معاناة

38 3 1
                                    

"في بحر عيناك هامت كل أشواقي، يا ربة الحسن هل تنوي اغراقي؟"
"ما كنت أؤمن بالعيون و أفعالها حتى دهتني فالهوى عَيناكِ"
"عَيناكِ بحر تاهت بهِ سفني و تزعزعت بهِ نبضات قلبي و انفاسي"
___________________________________________

في ورشتي، كانت الألوان تملأ المكان، والمبتدئون يجلسون أمام لوحاتهم يحاولون إمساك الفرشاة بالطريقة الصحيحة. نظرت إليهم بفخر، شعرت أنني أحقق شيئًا حقيقيًا هنا. كنت دائماً أحب الفن والرسم، والآن لدي الفرصة لأعلمهم ما تعلمته. كان صوت ضحكات الأطفال يتخلل الأجواء، وفي كل مرة أحدهم ينجح في رسم شيء ولو بسيط، كانت الفرحة تملأ قلبي.

وفجأة، شعرت بحركة خلفي. التفت لأجد **ريان** يقف عند الباب، عينيه تلمعان، والابتسامة تملأ وجهه. لم أتمالك نفسي، تركت كل شيء وركضت نحوه.

**إيلا (بفرح)**: "ريان! لم أصدق أنك ستأتي!"
ارتميت بين ذراعيه، واحتضنته بحب عميق. كنت أفتقده أكثر مما كنت أعترف لنفسي. ضحكت من أعماق قلبي وأنا أستند على كتفه، ناسية تماماً أن الأطفال من حولي يراقبون ما يحدث. لكن للحظة، لم يكن يهمني شيء سوى وجوده هنا.

**ريان (بضحكة خافتة)**: "إيلا، الأطفال ينظرون إلينا."
نظر إليّ بعينيه المتلألئتين وهو يلمح إلى الأطفال الذين كانوا يراقبوننا بابتسامات خجولة.

**إيلا (بمزاح)**: "آه، صحيح! نسيت أننا لسنا وحدنا."
سحبت يده وجعلته يجلس على أقرب كرسي. رفعت يدي بابتسامة ودعوت السكرتيرة لتجلب لنا القهوة. "قهوة لنا من فضلك، واحدة سوداء لريان، كما يحبها!" قلت بنبرة مازحة.

جلست بجانبه، كان هناك انسجام غريب بيننا. لم نكن بحاجة لكلمات كثيرة للتعبير عن ما نشعر به. كل شيء كان يسير بسلاسة، كأننا لم نفترق قط. الأحاديث بدأت تتدفق بسلاسة، والأطفال عادوا لرسمهم وكأنهم يعطوننا المساحة.

**ريان (بابتسامة)**: "أرى أنك مشغولة هنا، تبدين في مكانك الطبيعي."
نظر حوله إلى اللوحات والألوان المنتشرة على الطاولات.

**إيلا (بفخر)**: "أشعر أنني أخيراً أفعل شيئاً حقيقياً. تعليم الأطفال، رؤية شغفهم يتطور... إنه شعور لا يوصف."

**ريان (بتأمل)**: "وأنا سعيد أنك وجدت شيئًا يجعلكِ سعيدة. كلما رأيتك هكذا، أدركت أنني فاتني الكثير في غيابي."

ابتسمت وأنا أنظر إليه. كان ريان دائماً يمتلك طريقة لجعلني أشعر أنني مهمة. رفعنا أكواب القهوة بعدما جلبتها السكرتيرة، وكان بيننا تلك اللحظة الخاصة التي لا يمكن وصفها بالكلمات.

**إيلا (مازحة)**: "إذاً، أخبرني، ماذا كان يحدث في حياتك المزدحمة هذه الأيام؟"

**ريان (بابتسامة دافئة)**: "الحياة تمضي، كما تعلمين. العمل كثير، لكنك كنت دائماً في ذهني، رغم كل شيء."

Mayar Rose 🌹حيث تعيش القصص. اكتشف الآن