الفصل الأخير

3.6K 166 38
                                    


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم

قدراً ساقني إليكِي

و كأني خلقتُ لهذا القدر



أمطارُ عشقٍ أغرقتني



كإنسان إرتكبٓ ذنباً لا يُغتفر



فمن لم يعشق قلبكِ



فلا يرى نور القمر


دلف للداخل قابلته والدته :
رجعت إمتى حبيبي؟..تحرك يبحث بعينه متسائلًا:
هي فين؟!..ضيقت والدته عيناها متسائلة :
هي مين ؟! استمع الى خطواتها  وصوتها :
بدر حبيبي، إيه المفاجأة الحلوة دي !  قالتها وهي تلقي نفسها بأحضانه .
صفعة قوية هوت على وجنتيها، ثم زمجر كأسدٍ جريح :
بقى إنتِ ياحقيرة تلعبي بيا، مين اللي سلط الممرضة تقتل جدي وتتهم  رهف ؟..
جذبها من خصلاتها التي أصبحت بقبضته، جذبها يتحرك بها وسط صرخات والدته وصرخاتها ..
بكت من قوة آلامها عندما شعرت بتمزق خصلاتها ،
رفعها من خصلاتها :
عمري مافكرت إني  أمد إيدي على واحدة ست وخصوصًا إنها بنت خالتي ؛
ودلوقتي لازم تتعاقبي يالميس .
بدر.. وحياة ربنا ماكنش قصدي يموت، الممرضة الغبية معرفتش تتصرف، أنا قولت تعمل حاجة تتهم فيها رهف بس وحياة ربنا ماكان قصدي .
جز على أسنانه وتحدث بفحيح:
ليه ياحيوانة هي كانت عملت فيكي إيه ..إذا كان أنا مكنتش بكلمها وكنت ببعدها انتِ مالك ومالها..قالها وهو يدفعها بقوة حتى اصطدم جبينها بالجدار
نهضت تصيح ترمقه بغضب :
كنت عايزة أتخلص منها وخصوصًا بعد ماعرفت إن جدك ناوي يجوزهالك ، بوصية سرقتها من المحامي، اقتربت تغرز عيناها بعمق عيناه وهتفت :
أه مالك مصدوم، جدك ربنا ينتقم منه لا رحمني وهو عايش ولا هو ميت
صفعها بقوة :
إنت ِ واحدة مجرمة زبالة، لازم تتعاقبي يالميس .
توقفت نهال تهز رأسها لم تستوعب حديث لميس، اقتربت منها :
اتجننتي يالميس تلوثي  إيدك بالدم ليه يابنتي ؟!
تراجعت تهز رأسها كالمجنونة :
علشان ابنك يبعد عنها ويرجعلي إيه مش دا اللي كنتي عايزاه ياخالتو، ولا دلوقتي أنا بقيت وحشة ؟..أشارت بسبباتها :
لأ فوقي ياخالتو ، أنا  عملت كدا بعد ماأقنعتيني  إن بدر بيحبني بس جده اللي مسيطر عليه .
نظر إلى والدته بذهول :
إزاي تقولي كدا وانتِ عارفة لولا الظروف اللي اتحطيت فيها كنت عمري مااتجوزتها ؟!
وصلت الشرطة بعدما أخبرهم بدر بمكان الممرضة التي أخفتها لميس منذ خروج رهف من السجن .
تم القبض عليها في وسط صرخاتها، بينما والدته التي جلست بصدمة بعدما استمعت إلى اعترافات لميس ..
أشار لوالدته :
دي اللي كنتي عايزاها أم لأولادي ..قالها وتحرك متجهًا إلى حبه الدفين بأعماق روحه .
استقل السيارة وقادها بسرعة، ظل يضرب على المقود كاد أن يكسر معصمه، ويزأر بغضب كلما تذكر ماصار لها، اعتصر قلبه من فراقها ودقات قلبه تعلن عن عصيانها بالنبض العنيف، كلما تخيل له اقترابها منه مرة أخرى .
وصل بعد فترة وجيزة، دلف للداخل يبحث عنها ..
لسة فاكر يابدر، استدار إليها بلهفةٍ  قائلًا :
فين مراتي ياطنط كوثر..أشارت بعينيها على غرفتها بعدما وجدت لهفته بعينيه
ولج للداخل بهدوء، كانت تغفو كحورية بحر، انتفض قلبه عندما وجد شحوب وجهها وفقدانها الكثير من الوزن، لمست أنامله وجنتيها..ظلَّ يمرر أنامله يرسمها إلى أن وصل إلى ثغرها واحتضنه بقبلةٍ  مشتاقة ، فتحت عيناها بعدما سحب نفسها بقبلته ؛
وضع جبينه فوق خاصتها
همست بإسمه :
بدر..وزع قبلات متناثرة على وجهها بالكامل قائلًا :
  روح بدر..
نهضت تدفعه بقوةٍ وصوت بكائها أصاب نياط قلبه :
إبعد بقولك إياك  تقرب مني .
قامت بتحطيم كل ماتطاله يديها صارخةً  بجنون :
جاي ليه ؟! خلاص انتقمت وأخدت  حقك..اقتربت منه وغرزت عيناها بمقلتيه تلكمه بصدره :
انتقمت وارتحت ..موّت  ابني وكسرتني، أشارت على قلبها :
دبحت دا..هز رأسه واقترب، ولكن قاطعهما دلوف والدها كالمعتوه :
جاي هنا ليه يابن القاضي ؟..
رفع سلاحه أمام وجه بدر:
  إرمي  عليها يمين الطلاق وبالتلاتة يابن القاضي .
هزة عنيفة أصابت جسدها وهي توزع نظراتها بينهما، شعرت بإنسحاب روحها بعدما اقترب بدر :
  يبقى كتر خيرك ياأستاذ مالك، وكدا يبقى عيلة القاضي كلها ريحتك .
اقترب والدها وعاصفة انتقامية تجلّت  على ملامحه حتى وضع السلاح برأسه وهتف بنبرة قوية :
هقولهم إنك  اتهجمت على بنتي، وحاولت تقتلها..خطت إلى أن توقفت أمام بدر :
بابا إنت بتعمل إيه ،مستحيل اللي ناوي تعمله دا، إيه  هتلوث إيدك  بالدم ..رمقت بدر ونطقت بلسان ثقيل :
هو كدا كدا هيطلقني ، مش محتاجة إنك تلوث إيدك بالدم يابابا..
استدارت إليه وهتفت وهي تطالعه بعيناها التي انطفأ بريقها اللامع :
طلقني يابدر، مبقاش بينا حياة تاني .

القاضي المتهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن