الفصل السادس

3.8K 147 17
                                    

"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "

أيها الجريء لا تخلق اعذارا لظلمك ولا تلقى الملامه على الاخرين لا تغمض عينك وانظر إلى كل مايدور من حولك لأنك تدرى بأن بلاؤك من صنع يديك اصنعت شئ لم ترى له ظلاً اغرست بذرة ولم تحصدها كل ما صنعت من روحك وجسدك وسيأتي اليوم ترى فيه البلاء كطفل

جلال الدين الرومي

بعد اسبوعٍ
بأشهر الفنادق المطلة على نهر النيل، توقف أسفل الدرج بأناقته وبدلته التي أظهرت وسامته الطاغية،توقف ناصبا عوده بجواره صديقه ووالد عروسه،  هبطت بجوار أخيها على أنغام الموسيقى الكلاسيكية الهادئة تعانق ذراع اخيها
طلت بفستانها الأبيض الجميل الذي يشبه ملامح وجهها، فستانا من التل وححاب مطرز باللؤلؤ أضاف لوجهها نورًا واشراقة كإشراقة الصباح الندي
ارتفعت أصوات الموسيقى شيئا فشيئا لتخبر الجميع عن وصول العروس
رفع نظره إليها، هنا تمرد قلبه وارتفع نبضه، ورغم ذاك كانت نظراته إليها نظراتٍ باردة ..تحرك بعدما لكزه صديقه، لمقابلتها، وتوقف والدها أمامها، طابعا قبلة حنونة نادما على ما فعله بها..همس لها
-بيت ابوكي مفتوح في أي وقت متفكريش انك وحيدة
ابتسمت بهدوء لوالدها وأجابته بنبرة خافتة:
-ربنا يخليك ليا يابابا . استدار يرمق بدر ثم أشار عليها
-اتمنى تحافظ عليها..بسط كفيه إليها؛ لتتشابك الأيدي
خطت بجواره عدة خطوات حتى توقف لتعانق ذراعه لدلوفهم لقاعة الزفاف
جلس بجوارها لبعض الوقت حتى ينتهي ذاك الزفاف الذي لا يعلم لماذا اعده، طالعها بنظراته وهي تبتسم للجميع كأن ابتسامتها نزلت على صدره بلسمًا لجراح روحه، نهض يعانق كفيها ليصل بها لمكانهما المخصص بالرقص حتى ينهي تلك المسرحية كما اوصله عقله
أحاط خصرها بذراعه وأمسك كفيها ليتحرك على نغمات الموسيقى، رفع نظره إليها:
-كنتي بتضحكي من شوية، رفعت رأسها وتلاقت بسواد ليله مردفة بنبرة متهكمة:
-ليه حضرتك مستني مني اضحكلك مثلا، أنا بحاول اقنع الناس بطيبتك المزيفة قدام الجميع
امال برأسها وهمس أمام شفتيها:
-مش محتاج منك تحسني صورتي قدام حد، حسني صورتك إنتِ بس
أشعلت كلماته صدرها حتى انهارت قواها أمامه
-إنت مين؟! فين بدر بتاع زمان
حاوطت خصره ودنت منه وعيناها تراقب نظراته المتهربة
-لو حقيقي مقتنع اني شيطانة زي ماعقلك بيقولك يبقى مستحيل نتقابل، انا مقتلتش جدك
ابتسم بسخرية واتجه يوزع نظراته للجميع
-احنا اتفقنا، ودلوقتي إنتِ مراتي لحد مالشروط تتقبل
تراجعت متنهدة بألمًا يفتك قلبها قائلة:
-افتكر اني حاولت اكلمك واوضحلك انك ظلمتني
التوت زاوية فمه بإبتسامة ساخرة
-أيوة عارف انك مظلوم زي ما مالك بيه ظلم والدي
-افهم بقى انا ماليش دعوة بحد ..ضغط على خصرها فرفعت موج بحرها لتعانق جحيم نظراته، اهتزت نظراتها فرفرفت بأهدابها تبتعد عنه وهي تنظر بكافة الأرجاء بإبتسامة مصطنعة، رغم نيران صدرها

القاضي المتهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن