فتاة المصعد
تبعت عيناه السكرتيرة و هي خارجة من الباب الأوتوماتيكي، راسمة إبتسامة عمل مثالية على وجهها... إبتسم بتكبر.. كان قادرا على إستشعار النظرات الباردة في مقلتيها، و التي كانت تستطيع باحترافية إخفاءها.. أشاح بنظره عن الباب الذي على وشك الإغلاق، و اتجه به نحو الواجهة الزجاجية التي تفصل بينه و بين القاعة الكبيرة... عادت عيونه تبحث عن الطاولة المنزوية، حيث كانت تجلس سارقة إنتباهه بكل أناقة تتناول مثلجاتها... كان الكرسي فارغا، و لكن هذا لم يمنعه على الإطلاق من إستذكار جسدها المخبأ الذي كان يتربع هناك، بكل براءة...
" أوسكار.."
عندما سماعه لإسمه، تقدم المساعد بكل هدوء و حذر من الرئيس.. كان من واجبه الحذر حتى لا يلقى حتفه كالمساعد السابق.. أصبحت قبضته على الجهاز اللوحي الذي يحمله أشد قليلا، ثم إنحنى بمهنية و وقار و أردف..
" نعم سيدي؟"
" ما رأيك، أوسكار؟"
كان يعرف بالضبط ما كان يقصده.. سرق أوسكار نظرة لتفحص حالة رئيسه، و الذي كان لا يزال يمسك بكأس الشراب و يديره بيده يراقب السائل النبيذي الخمري و هو يدور بحلقات، و يتلذذ بشرب رشفة منه بين الفنية و الأخرى، كانت نظرة ساخرة تبدو على وجهه...
" أعتقد.. أنه من الأفضل أن نقوم نحن بالعمل سيدي..."
ابتلع أوسكار رمقه بصمت، و لم يرفع نظره مجددا الى رئيسه. لقد بدت اللمعة القوية في عيني السكرتيرة و الصيغة التي إستخدمتها شديدة الوضوح.. ستحاول، أي أنها لن تحاول...
كان هذا قرارا صعبا بالفعل، كان يشعر بالذنب من أجل الفتاة التي، لسوء قدرها، جذبت إنتباه هذا الرجل المجرد من الرحمة، و لكنه في الآن ذاته كان يدري أن رئيسه أذكى من أن لا ينتبه لهذه التفاصيل التي حاولت السكرتيرة إخفاءها، و كان يشعر يقينا بأن هذا أحد إختباراته لمعرفة مدى مرونته و استعداده للعمل بعمى و طاعة...
" إذا.. أيمكنك التكفل بالأمر؟"
" بلا شك سيدي..."
هذه فرصة مثالية لإثبات جدارته.. كان لا بد من إثبات جدارته و كسب ثقة الزعيم... كان هذا هو مسعاه، الثقة...
" إبدأ إذا، سأكون سعيدا إن وجدتها هناك عند عودتي من الإجتماع.."
أومأ المساعد..
" كما تأمر سيدي.."
إنحنى مجددا، ثم اتجه نحو الباب يشد بقبضته على جهازه اللوحي.. لا مفر من تأمين طلب الزعيم، لا بد من تأمينه مهما كلف الأمر!
عاد إيغور برأسه الى الخلف، ثم أمر الحراس المنتظرين في الغرفة...
" أخرجوا جميعا، و لا تسمحوا لأحد بالدخول."
أنت تقرأ
forbidden flower || زهرة محرمة
Romanceبينما كانت هي تستمتع و تتجول في الأرجاء، لم تكن تعي تلك العيون السوداء المظلمة التي كانت تتبعها من الأعلى بنظرة راغبة... كان عاجزًا عن رفع عينيه عن هيئتها الصغيرة الفرحة، و كان قلبه ينبض بسرعة بينما يراقبها تجلس على إحدى الكراسي في مطعم الفندق... "...