chapter 5 || الفصل الخامس

76 4 0
                                    

فقدان و اشتعال

أعتذر مسبقًا عن الأخطاء الإملائية🙏

" ابن العا-"

شدت على أسنانها قاطعة الكلمة القبيحة التي كادت تخرج من فمها... نظرت إلى الأرض ثم إلى السقف، محاولة حبس دموعها التي ملأت محجريها. شدت بقبظتها على بيجامتها التي ترتديها، محاولة كبح دموعها التي بدأت تهدد بالسقوط...

أغلقت الحاسوب مباشرة، ثم رمت به على الطاولة، أمسكت الكوب الدافئ بين يديها بينما كان جسدها بأكمله يهتز لوقع الكلمة.. ضمت ذلك الدفء القليل إليها اكثر، محاولة جعلها أكثر طمأنينة، و لكن للأسف، كانت أطرافها تزداد برودة مع كل ثانية...

تدحرجت دموعها على خديها البيضاوين المتعبين، و عادت نظرة فارغة تتوسد نظراتها، و قد تعلقت عيناها بالفراغ مجددا...

عاد صدى صوته يتردد في أوصالها، يهز كيانها هزًّا، يسري كالسم في عروقها... كانت كلماته تزيدها نقمة على.. نفسها... لقد شعرت بالسكين تطعن فؤادها.. ذلك الرجل لم يحاول حتى أن يستخدم أسلوب غزل رخيص.. لقد صارحها طوال الوقت.. لم تكن سوى لعبة يستخدمها و يرميها...

هذا لم يكن مطلقا خارج نطاق توقعاتها، و لكنه على الرغم من ذلك كان لا يزال يترك أثر الخيانة في نفسها... كان مؤذيًا لمشاعر فتاة بريئة مجروحة...

تجرعت الكأس الدافئ دفعة واحدة عندما أحست أنه بدأ يفقد دفئه، ثم رمت بجسدها المتعب على الأريكة، محتضنة نفسها متكورة في زاويتها كالطفل الخائف...

إبتسمت بألم...

" لماذا قد يفعل أي شخص هذا؟ لا بد و أنه كان يستطيع أن يحصل على عاهرة من الشارع.. لماذا أنا؟"

للحظة، قلبت نفسها قليلا لتواجه السقف.. نظرت إلى السقف بشرود...

" لا أعلم يا ربي إن كنت أملك حق السؤال، و أعلم جيدا أنني لا أملك حق الاحتجاج..  و لكن.. لماذا قد يحصل هذا لي... لماذا أنا؟"

امتلأت عيناها بالدموع، بينما عادت تفاصيل تلك الليلة التعيسة تتصاعد في رأسها... إرتفعت شهقاتها قليلا..

" أنا- أنا أعلم أنه لا بد و أن يكون إختبارًا منك يا إلهي.. أعلم يا الله أنك لا تبتلي إلّا من تحب من عبادك.. و لكن.. و لكن هذا الإمتحان قاسٍ جدًّا عليّ... لماذا أنا؟ أنا- أنا حتى لم أتخرج من الثانوية! أ- أنا..."

أمسكت رأسها و هي تحاول أن تعتصره محاولة إخراج تلك النبرة الرجولية التي لا تزال عالقة في ثنايا أذنيها... كادت تصدم رأسها بالحائط لشدة تعلق الصوت برأسها.. رغبت بأن تنسى كل شيء يتعلق به.. يتعلق بتلك الليلة...

" لماذا لم تجعلني أنسى يا الله؟! لماذا؟! أنا لا أستطيع الهروب من الذكريات! إنها مؤلمة! مهينة! و المشكلة أن قلبي يتفاعل معها!"

forbidden flower || زهرة محرمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن