من أنا ولماذا عدت؟ لماذا أتألم الآن ألا يحق لي الراحة قليلا!
لم اعد تطيق صبرا بعد الآن...أغلقت دفترها الصغير الذي عاد يلازمها من جديد وعادت لتردتي تلك النظارات السخيفة لتحمي عيناها حين الكتابة او القراءة، عادت لكل شيئ تبغضه من جديد .
أراحت رأسها على مسند المقعد واغمضت عيناها بإستسلام لكن اقتحم عزلتها معاذ حين فتح الباب على مصرعيه خلفه الفتيات وهم يحملون الكثير من الأطعمة والمشروبات-يلا يا عقربة قومي نفطر سوا
-مش عايزة يا معاذ .. اطلعوا برا
انهت حديثها وهي تعود لنفس الوضعية
لكنه تجاهل حديثها وهو يجلس على السرير بجانب مكتبها وبدأ بفتح الأكياس
-روحي يا مرات اخويا معلش هاتيلي كوباية ابلع الحاجة الساقعة دي بقرف اشرب من الازازة
نظرت له بسخط وهي ترى مرام تتجه ناحية المطبخ وهي تضحك بصخب على حديثه ثم تحدثت بعصبية طفيفة
-أنت عايز إيه؟
-عايزك
-ايه؟؟
-اه والله عايزك قومي البسي نتمشى شوية محتاجك في مصلحة
نظرت له بملل وهي تخلع عويناتها
-أنت مسمعتش عن الغارات الي بدأت ولا إيه مابقاش أمان تخرج في أي وقت
هب واقفا ثم امسك بيدها يحثها على النهوض
-عارف بس الغارات دي بتكون بالليل عشان الطيارات مش بتكون باينة من ضلمة الليل وأحنا لسة في عز النهار، قومي بجد الموضوع مش هينفع يستنى أكتر وأنا جبت أخري
نظرت له ثم للواقفات بصمت ووافقت كي تُريح رأسها من الحاحه واخيرا قد فعل ما يود وها هي تسير برفقته بشوارع المعز الصاخبة
-اختيار لطيف للتمشية
-ماتتريقيش... أنا بحب شارع المُعز وبحب امشي فيه
قول يا معاذ محتاج ايه
-اولا انتِ اكيد عارفة موضوع هاشم
اومأت بإيجاب واكمل حديثه
-طيب الخطة نجحت وعاصم اعترف اخيرا انه بيحب أختك لكن جه متأخر شوية وحاليا عايزي طريقة نرجع اختك لعاصم
ضربت رأسها بيدها وهي تنظر له على أمل أن تكون مزحة لكنه اومأ برأسه يؤكد أن ما سمعته صحيح وليس مزحة لتزفر بضيق من تلك الأمور قد سئمت منها
-هدى بقت خطيبة محمد يعني خطيبة اخوك اطلب الي أنت عايزُه منها
-هدى مساعدتنيش وبعد اعلان خطوبتهم مبقوش فاضيين لينا
-ولو قولتلك اي أسم تاني هتقولي انهم بردو مش فاضيين بعد خطوبتهم صح؟
بالظبط بسم الله ماشاء الله نبيهة.. وكما...
أنت تقرأ
إنها حواء
Romanceقصة من يقرأها يُقسم بإستحالة حدوث أي من تلك الأحداث وبهذا التسلسل ولكن هذا هو الهدف ... الهروب من من الواقع لفترة قصيرة ولا يجب ان تكون واقعية قد تُعجبك القصة وربما لا ولكن الأهم أنها قد اخرجتني من روتيني اليومي وجعلتني اهرب.. إن اردت يمكننا الهرب...