الفصل الثاني

16 3 2
                                    

"بدأ نهار الجمعة بنسمة هواءه الرقيقة وصوت تغريد الطيور يملأ المكان وحفيف الأشجار ينتشر كأنه صوت عود عذب يطرب الاذن"

هكذا بدأت دوري تدوين يومها الأول بدفترها وهي تنوي تخطي كل ذلك الألم الذي تعيشه وتعود بشخصيتها القديمة التي كانت لا تهتم بأي شيئ سوى سعادتها ونشر البهجة في الأجواء
فتحت النوافذ في الصباح الباكر تستمتع بكل التفاصيل التي دونتها منذ قليل وهي تحتسي كوب القهوة الساخن وتستمع الى سورة يوسف بصوت الشيخ مشاري وتجلس وهي تتأمل السماء في وقت الشروق بعد صلاة الفجر

تنفست بعمق وهي تستشعر الآيات الكريمة وذلك الهدوء وتلك السكينة التي احتلتها والتي لم تعرف لها طريق منذ زمن بعيد ظلت على حالها هذا إلى أن أصبحت الثامنة صباحا ثم بدأت بوضع البخور في المنزل وهي ترفع صوت المذياع على إذاعة القرآن وتسقي الورود في الشرفة استيقظت الفتيات اثر حركتها في المنزل وهن مشدوهات مما يحدث نظرن جميعا إلى بعضهن بإبتسامة ثم ركضن واحتضنوها سعداء

بدأن بتحضير الفطور سويا ببهجة تدخل السرور لقلب من يرى ذلك المشهد فقد صح قول الرسول الكريم - صلى الله عليه وسلم -
حين وصفهن بالمؤنثات ....

انتهين من الفطور وتوضيب المنزل وتعطيره بروائح خفيفة تنعش الروح وبدأت كل واحدة منهم  الاستعداد لأداء صلاة الظهر

- ماتيجوا ننزل المسجد المرادي !! من ساعة ما جينا هنا واحنا بنصيله ضهر مش جمعة

كانت تلك دوري بعدما استعدت وارتدت إسدال الصلاة وافق الجميع و بالفعل اتجهن جميعاً للمسجد وبدأت صلاة الجمعة

في الطريق نظرت مريم إلى دوري وطلبت منها الانشاد كما كانت تفعل سابقًا

حاولت الرفض لكن الفتيات اصررن على طلب مريم فا استسلمت لرغبتها
وبدأت دوري في الغناء بصوت هادئ
انتهت دوري وهي عند مدخل البناية وتنظر لأعينهن الدامعة من الاغنية التي كلما بدأت في قول كلماتها تبدأ عيونهن بالبكاء

- خلاص منك ليها بلاش عياط.. كلنا مشتاقين والله وان شاء الله هنروحله هناك

قبل أن تفتح باب الشقة سمعن صوت عذب يأتي من شقة الصبيان وهو ينشد 
تملك الفضول من تسينم وهي تشير لهن بالصمت حاولن منعها لكن هيهات لحواء إن تملكها الفضول فلابد من إرضائه
اقتربت من الباب وهي تستمع للصوت ترجو أن يكون عاصم وستكون جميع أمانيها قد تحققت فيه ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وهي تستمع لصوت محمد يمدح معاذ على صوته
عادت حزينة وهي تنظر لهن بملامح حزينة وتهز رأسها نافيا
عرفن أنه ليس عاصم وبدأت ضحكاتهن تعلو في حين اغاظتها مرام
- مفيش بني ادم كامل معلش الكمال لله وحده يا توووتا انهت حديثها وهي تشد خدودها تداعبها
زفرت تسنيم بضيق

- يعني واحد فيه كل حاجه بحبها ناقصه بس الصوت الحلو الاقي وجه البرص الي صوته حلو وهو مفيهوش حاجة عدلو غير صوته اساسا
دخلت الشقة وهي تزفر بضيق وتنظر لهن بغيظ وتتحدث بعصبية كالاطفال

إنها حواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن