الفصل ال15

13 1 1
                                    

هل سيتوقف هذا الألم يومًا؟!
ظننت أنني صائمٌ عن الحب مدى حياتي ولكن أتيتي أنتِ بصوتك العذب وأذنتي للمغرب
وها أنا في انتظار الفجر....

أغلق معاذ دفتره الذي بدأ لتوه الكتابة به، لم يكن ممن يحبون الكتابة والقراءة لكنه وجدها طريقة مناسبة كي يتحدث عما بداخله بهدوء و دون تدخل أحد إخوته
عانى من الفقد مرة في حياته وعزم على ألا يعود له الألم ثانية لكن أتت هي وحطمت جميع الحواجز وكانت هي أخر من يمكن التوقع أنها ستكون الكاسرة لقواعده
وأصبحت بالفعل كذلك وحطمت قواعده كالزجاج وها هو الآن يدهس على ذلك الزجاج بقدمه ويشعر بالألم بمفرده ...

رفض معاذ طيلة يومين الخروج معهم وكان يتحجج بأعذار كثيرة لكنه اليوم لا يستطيع الاعتذار
اليوم سيذهب للقاء مدراء شركة الهندسة التي طالما حلم بالعمل بها بعد نجاحه المهبر في المشروع معهم
الآن عليه أن يقضي معها الوقت .

على جانب آخر لم يكن حال تسنيم افضل من حاله فا بعد أن رأت حالته ورأت تغيره على مدار تلك الأيام تأكدت من صحة قول اختيها وأصبحت تشعر بالشفقة تجاهه فا هي تعلم هذا الشعور  لكن ألمها لم يضاهي ألمه فا لاتزال ليها فرصة أما هو فقد انمحت جميع الفرص بالنسبة له
وقف تنظر في النافذة ورآته جالس يحتسي قهوته بهدوء ويمسك بكتابٍ في يده وهو يرتدي نظارته الطبية
كان يبدو على وجهه الهدوء بطريقة جعلتها تتنمى لو أنها تجيد الرسم كي ترسُم هذه اللوحة التي وقعت بحبها منذ اللحظة الأولى التي رأتها فيها
لكنها في النهاية لوحة صماء لا تشعر بها
تجمعت الدموع بعينيها ولكنها مسحتها بسرعة وهي تستمع إلى صوت طرقات الباب متزامناً مع فتحه وتطل رغد بوجهها الطفولي وهي تناديها للفطور
نزل معها للأسفل واجتمع الجميع عدا معاذ الذي ذهب محمد ليأتي به

- حابس نفسك بقالك يومين, يلا عشان تفطر

- هاخد دش وانزل وراك اسبقني

التقط منشفته ودخل إلى حمامه بجانب غرفته ونزل محمد الى الاسفل يائسا منه
لكن دوري هبت واقفة وهي تتحدث بعند:

- محدش هيطلع يجيبه غيري سيبوهولي

-بلاش أنتِ

- معلش يا محمد أنا فعلا الي هعرف اجيبه
صعدت للأعلى بعد مناوشات بينها وبين محمد وكان القرار لها في النهاية وصعدت إليه وظلت تنتظره أمام بل غرفته بضع الدقائق، وجدته يخرج وهو يمسح وجهه بالمنشفة ووقفت وهي تربع يديها ثم تحدثت بغضب طفيف:

-كل ده مخليني مستنياك!! مكنتش أعرف أني لازم استنى كل ده

نظر لها بإستفهام لكنه تجاهلها وأتجه إلى غرفته ولكنها دخلت خلفه وهي تقف ناحية الباب وتتحدث بتذمر:

- على فكرة أنت واحشني أو بمعنى أصح واحشني صاحبي الي بيهون عليا و دلوقتي صاحبي مهموم دوري أهون عليه

إنها حواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن