الفصل الـ11

10 2 1
                                    

في اليوم التالي استيقظ كل من بالمنزل على صوت قرع الباب بطريقة مزعجة للغاية جعلت معاذ يستيقظ من نومه وهو يستشيط غضبا وقام بفتح الباب بعصبية ليجد من يقف عند الباب كالاطفال ويقفز بسعادة ولم تكن سوى دوري التي فور أن رآها كاد أن يصرخ بوجهها لكن رؤيتها هكذا منعته ولم يشعر بتلك الابتسامة على وجهه وظل واقفا ينظر إليها وهو يكاد يستمع بصعوبة الى ما تقوله وهو يتأمل فرحتها الطفولية لكنه انتبه لأخر جملة :

-كسبنا يا معاذ كسبنـــا !!!

- عرفتي منين؟

- في تليغراف وصل النهاردة الصبح ولقيته من اللجنة بتاعة المسابقة وكسبنا يا ميزو

لم يتمالك سعادته ليهتف فرحا معها وخرج محمد على صوتهم جميعا ليجد هدى أتت وتقف بجانب هدى التي تحتفل مع معاذ ليتحدث إليها بهدوء :

- هي النتيجة وصلت فعلا ؟

- اه ولقيت التليغراف بتاعكم قدام الباب اهو

- مبروك!

- مبروك لينا كلنا

ابتسم لها وكان عقله يتغنى بكل قصائد الغزل التي لا يقدر لسانه على البوح بها وقلبه يتراقص فرحا برؤية سعادتها والأكبر من ذلك الان سيسافر معها إلى لندن هذا ما لم يكن يتوقعه بالمرة في حياته ، لا يمكنه أن يكون أكثر حظا من هذا لكنه تفاجئ من عناق جماعي من اخوته الفرحين له ولمعاذ واجتمعت الفتيات أيضا وقرروا الاحتفال جميعا قبل السفر
قام الفتيان بترتيب السطح وتزيينه واهتمت الفتيات بأمور الأطعمة والمشروبات
وجلسوا جميعا يحتفلون بنجاحهم وزواج محمود وخطبة كريم
لم يتصور أي منهم أن تصل الأمور لتلك الدرجة بينهم فمن كان يظن أن هؤلاء كانوا من يضرب بهم المثل في العداوة
لكن خلف هذه العداوة كانت تكمن مشاعر لطيفة في قلوب بعضهم مما ساعدهم للوصول إلى تلك المرحلة
قاطع الاحتفال صوت عاصم وهو يترأس على الطاولة ويتحدث :

- هقول كلمتين...
الصراحة انا مكنتش حاببكم خالص في الأول ماعدا دكتورة مرام الي كنت بحسها عاقلة فيكم فا كنت بحترمها جدا إنما الباقي كنت شايفكم مجرد عيال

- حد يسكت الجدع ده بدل ما اقومله
تحدث هدى بغيظ من حديثه ولكنه بدأ بالضحك وهو يعاود تصحيح حديثه:

- استني بس.. دلوقتي بقينا حرفيا عيلة واحدة يعني مكنتش اتصور اخواتي الاتنين يبقوا السبب، بس شهادة لله انا مبسوط وفرحان بلمتنا، صحيح مش دايما بظهر ده بس لازم اقولكم اني ممنون لوجودكم في حياتنا كلنا وهنبدأ حياة جديدة واحنا عيلة واحدة(Cheers) في صحتكم...
رفع الجميع كؤوس العصير مثلما فعل ووقف كريم بجانب مريم وهو يمسك بيدها وكان محمود منذ البداية يقف بجانب مرام التي كانت تنظر إليهم بسعادة وسعادتها الأكبر بوجوده جانبها وهي تتمسك بذراعه
نظر إليهم محمد طويلا وهو يبتسم لسعادة إخوته لكن باغته معاذ من الخلف وهو يضربه على رأسه

إنها حواء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن