عِـفَّـة.

8 2 0
                                    

المتبرجة؛

يحرص الدعاة على قلوب النساء حتى وهن عاصيات، يذكرون زهد متبرجة دون بيان توصيفها، ونحن نفعل ذلك:

-المتبرجة فاسقة لأنها أتت كبيرة وهي التبرج [الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 258)].
وهو فعلا كبيرة لأنه من أعمال الجاهلية ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ ‌تَبَرُّجَ ‌الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى﴾ [الأحزاب: 33]،
ولأنها من أهل النار «2128». [صحيح مسلم (6/ 168)].
وأنها منافقة عمليا «13607». [السنن الكبير للبيهقي (14/ 11 ت التركي)].
وأن عطرها طريق للزنا «2786». [سنن الترمذي (4/ 487)].
وهذا تترتب عليه أحكام كثيرة، منها: رد شهادتها وروايتها للحديث، وإسقاط حضانتها إجماعا، حكى الاتفاق على ذلك ابن عبد البر [الاستذكار (7/ 290)]. فمن كانت لا تصلح لتربية أبنائها لم تصلح لدعوة غيرها.

-الثناء على بعض المتبرجات وذكر صلاتهن في مجتمع غارق في العري خيانة للدين، ولهذا أحوال، فقد ترك النبي ﷺ الصلاة على المنتحر وصاحب الدين حتى لا يتجرأ مسلم على الأموال والدماء، لمثل هذا توسع فقهاء النوازل من المالكية فأفتوا بعدم جواز إمامة زوج المتبرجة تأديبا، نص على ذلك أبو علي ناصر الدين، ووافقه أبو عبد الله الزواوي، وقاسم العقباني.[المعيار المعرب (175/1)].
وقد نظم الشيخ محمد العاقب دفين فاس:
من ترك الزوجة عمدا تخرج ... بادية أطرافها تبرج.
فلا إمامة ولا شهادة ... له وإن جرت بذاك العادة.
ولا له قسط من الزكاة ... ولو فقيرا مظهر الشكاة.
أي ولا تصح إمامة رجل ترك امرأة له عليها ولاية تخرج متبرجة ذلك التبرج، وكذا لا تصح شهادته، ولا يجوز إعطاؤه شيئا من الزكاة الواجبة ولو كان فقيرا مظهرا للشكوى. [زاد المسلم (1/ 523)].

-سطحية بعض الدعاة جعلتهم ينتصرون قبلا لنسوية في مسألة نفقة الزوجة العاملة، واليوم لمتبرجة مطيعة لزوجها، انتصروا لهما بحجة الإنصاف، ظنًّا أنها مسألة فقهية، وإنما هي فتنة تستسلم لنسوية المحجبة -في نظر بعضهم- وورع متبرجة.

-ركز بعضهم على شهادة النبي ﷺ لشارب خمر بالمحبة، وأهملوا جلده قبل الشهادة له! جلده ثم شهد له حتى لا يطبع مسلم مع معصية، وشهد له وحيا لا رأيا، فلا يشهد لمعين بإيمان، ورد عن عثمان قوله: لا يجتمع إدمان خمر وإيمان. لهذا قرن الله بين الحجاب والعبادة ﴿وَلَا تَبَرَّجْنَ ‌تَبَرُّجَ ‌الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ [الأحزاب: 33]. لأنه قلما تجد عارية عابدة، وعبادتها قد تنفع مع ربها لا في أحكام القضاء، لذا يسقط القاضي حضانتها لتبرجها ولو باتت تقوم الليل خالية بربها.

-الدعوة بين اللين والشدة وكل له مقامه، فقد دعا النبي ﷺ على قريش وسمى منهم رجالا، ودعا على مضر بالجفاف، وقنت شهرا يدعو على أناس، ودعا على رجل أكل بشماله فما رفعها بعدُ، وهجر من تخلف عن تبوك خمسين يوما ما كلمهم وأمر أصحابه بهجرهم حتى قاطع الرجلَ أهله، وجاءه وحشي معتذرا فقال له: غيب وجهك عني. وهجر ابن عمر ابنه حتى مات، وقال أبو بكر لرجل -بحضور النبي ﷺ- امصص بظر اللات. فمن كان في مجتمع فاسد احتاج لشدة ، وقد يلين لعاص في خفاء.

رقة الدعاة الزائدة أفسدت الدين وشوهت جيلا كاملا، ومن جعل دينه عادة أفسد العبادة، ومن لم ينظر لحال مجتمعه خرج مع متبرحة للحديث في استحباب النقاب.

للحق مرارة تجرح قلوب معجبات الدعاة.

نَــفْـحَــةُ رَمَـــق.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن