زهرة الـوادي

5 0 0
                                    

نهض من على السرير ووضع كل أولوياته ان يزور الوادي ويحصل على الزهرة، حزم امتعته التي قد تفيده في الرحله، لم تكن اغراضه كثيره

زجاجه ماء، وبخاخ، واسعافات أوليه،، وضعها جميعها في حقيبته بعدها ارتداها على ظهره، وعلى غير عادته لم يأتي ليطمئن على زوجته كما يفعل كل يوم

كان يكفيه من ثقوب قلبه ايثقبه مجددآ ليطمئن عليها؟..

وضع يده على المقبض، كان الجميع نائمآ وحالتهم سيئه جدآ، فبكت السماء على حالتهم، وامطرت مطرآ لم تمطره طوال الربيع الذي مر على هذه العائله

كان حاييم متشائمآ قليلآ من المطر والطين الذي قد يحدثه في الجبل، ولكنه اكمل مسيرته حتى الوادي، عندما وصل له متفادي كل عرقلات الطريق وضع حقيبته على الأرض

والتقط منها زجاجه الماء واخذ يشرب ويبلل نفسه بالنهر الصافي الخاص بالوادي، استراح قليلآ من تعب المشي، وهو يفكر كيف كان يأتي يوشيرو كل يوم هنا دون ملل ولا كلل؟ اي نشاطآ يملك؟

بعدها نهض ووضع حقيبته مجددآ على ظهره واكمل سيره، هبت رياح قويه فجأه تحمل رائحه صافيه، رائحه قطرات مطر مع تربه، انها الرائحه المفضله لموشي..

كان دائمآ يوشيرو يأخذ أخاه معه لهذا الوادي وخاصه في الأيام الممطره، كانت تهب هذه الريح فيلعبا سويآ

بين قطرات المطر الصافيه، سقطت قطره مختلفه عن الباقي، قطره تحمل مشاعرآ مختلفه، قطره سقطت من عين لم يستطع منعها..

لا يعلم هل هذه القطره حزن على زوجته ام على ابنه؟ ام على حالته؟ والى من لجئ؟..

مسح دموعه التي لم يتوقع قط ان يذرفها، واكمل سيره نحو الجبل الذي غطاه الضباب، ضباب مجهول مصدره ومثل غموضآ للجبل

كذلك ما قد يحدث لحاييم ان اكمل رحلته،، هل ستكون نهايته بين ضباب لا يرى فيه وامطارآ لا يتنفس بداخلها؟

اكمل تقدمه نحو الجبل وأمارات الخوف تلتهم ملامحه رويدآ رويدآ،، ما ان وصل حتى وضع حقيبته ارضآ والتقط اداة في يده تساعده على التسلق

ثم حمل الحقيبه مجددا على ظهره وبدأ في التسلق.. بدأ يتسلق بسرعه غير مهتم بالصخور الضعيفه التي قد تسقطه ان امسكها

في نصف ساعه استطاع تسلق نصف الجبل فقط، ولكنه لاحظ كل ما اقترب لنقطه الصفر ازدادت الرياح قوه وتتطاير قطع ثليج في وجهه

هل هذا جبل جليدي؟ سأل السؤال في نفسه وهو يستمر في التسلق لا يعلم متى ستظهر هذه الزهرة وفي اي مكان من الجبل؟

تشائم حاييم وبدأت قواه تخور، قرر ان يستريح قليلآ على احد الصخور المسطحه، حدد صخره وجلس عليها

وأخرج قنينه ماء من حقيبته ليشربها، ما ان ارتوى حتى قام من مجلسه وقد استعاد قواه، وقرر اكمال الرحله لأجل أمرأته وأبنه الأكبر.

اخذ يتسلق بقوه ونشاط أكبر كلما تذكر حالة عائلته، وهو يتسلق لمح زهرة البابونج اخيرآ! كانت تفصله عن الزهرة مترين فحسب

اضطر ان يتشبث في صخره عالية غير متأكدآ من صلابتها وهل ستتحمل وزنه ام لا، اقتربت يده كثيرآ من الزهرة ولم يتبق شيء سوى ان يقاوم الريح

كي لا يسقط ويقطف الزهرة، ولكن فجأه.. هوت كره ثلج كبيرة على الصخره التي كان متشبث بها واسقطتها

هوى حاييم بلا رحمه متجهآ الى الأرض وهو مذعور واخذ يتربص ويحاول التشبث بأي شيء كي لا يصطدم في الأرض ويموت

اخذ يتعثر في الصخور بلا جدوى ولم يستطع اتزان نفسه، ولكنه اصطدم فجأه وبقوه على الصخره المسطحه التي كان يقف عليها سابقآ

تسبب هذا الأصطدام في وقوع بعض الصخور الكبيره من فوق الجبل، وانكسار قدمه..

بسبب العرقله التي حصلت فجأه، انكسرت قدم حاييم ولم يعد قادرآ على تحريكها من شده الألم، وهوى مجددآ.. ولكن هذه المره مختلفه،

عندما سقط لم يكن متبقي شيء على الوصول للأرض سوى خمس امتار، وهي في الواقع مده قصيره جدآ لشخص قدمه مكسوره يعافر للحياة..

ماهي الا دقائق معدوده حتى اصبح بينه وبين الأرض مترآ واحدآ..

مرت دقيقه بالظبط تجاوز فيها جسده المتر وأصطدم في الأرض.. فتحول لبركه دماء مع مطر.. كان المنظر وكأن الحياه توثق لحظه موت
عابد للشيطان كان قلبه طيب..
تفتت عظامه وتناثرت دمائه بغزاره في وسط اصوات قطرات المطر ومرح الأطفال...
.
.
.
قطرات صافيه مع بركه دم..
في النهايه كلاهما نفس الشخص.
.
.
.
"ما كان للطيب الا ان تفسده الحياه، وما كان للفاسد الا ان يفسد في الحياه، فعن اي عدل تتحدثون.. والحياه افسدت شخصآ كان يستحقها..."
.
.
.
.
.
يتبع..
تاريخ النشر/19/سبتمبر/2024

هّمًسِأّتٌ فُـيِّ قُأّعٌ أّلَجّـحًيِّمًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن