مر شهر واتى موعد الولاده، كنت في ذلك الوقت كالعاده ابيع الفحم على اصحاب البيوت، بعدما استيقظت ولم اجد والداي في المنزل، لم اقلق بشأن والدي عسى ان ابي يبيع الفحم في منطقه اخرى من القريه.
ولكني قلق بشأن امي، لأن امي حين تصنع الدمى تبعثني انا لأيبيعها، ولا تخرج هي من المنزل، إذا لماذا ليست في البيت؟
كان يوشيرو فضوليآ جدآ بشأن مكان والدته، كان بيبع الفحم على سهوه، حيث لا يهتم بالسعر سواء نصب عليه ام لا، انتهى من اول سله وتبقى له سلتين، كان يبيع في اليوم ثلاث سلات فحم
وفي السله الواحده ما يقارب 60 او 30 فحمه، بعدما انتهى من بيع اخر فحمه من سلته ركض مسرعآ الى البيت بملامح هادئه على وجهه، لم يكن يريد ان يضيع الوقت.
ما ان وصل لعتبه باب بيته، انحنى ليضع السله التي في ظهره بجانب الباب ببطء معلنآ انتهائه من اول سله، ثم اخذ بالسله الثانيه ووضعها في ظهره وركض بسرعه، كان يعلم بأن السله قد تبطء من حركته ولكنه لم يحب تركها في الخارج كي لا تسرق، ان تسرق سله خير من ان تسرق سلتين.
لم يكن يعلم هدفه بالظبط ولكنه شعر بأنه يجب ان يتجه الى المركز الطبي "سوروكا" اشهر مركز طبي في هذه القريه، ركض والعرق يتصبب عليه كاللؤلؤ بسبب اضائه الشمس، ما ان وصل وجد جميع ابواب غرف العمليات مفتوحه، والمركز شبه خالي من الأطباء، فقط اثنين من الأطباء يتجولون حول المشفى وممرضه جالسه بجانب غرفه عمليات مغلقه تتصفح جوالها، اقترب منها بخجل نظرآ لأنه لم يتعامل مع البشر منذ فتره طويله
"لو سمحت، من الذي في الغرفه بجانبك؟"
قالت بأبتسامه خفيفه خلف كمامتها واشارت بأبهامها للباب الذي جانبها:"او، هل تعرف المريضه؟ انها شيرى"
شعرت بالأطمئنان قليلآ بعدما سمعت اسم امي على انها المريضه التي بالداخل
"شكرآ، على اي حال"
كنت متجهآ نحو الباب وما ان امسكت يدي المقبض حتى اوقفتني الممرضه
"اسفه ياصغيري، ولكن لا يسمح بدخول اي شخص، ان الطبيب يقوم بعمليه بالداخل"
"هل...هل لهذه المريضه زوج؟"
حسنآ كنت اشعر بتوتر وخجل، هذه اول مره تلمسني فتاه غير أمي، وفتاه جميلة ايضآ
اشارت الممرضه بأبهامها الى كرسي خلفها قليلآ
"نعم، انه هنا زوجها، ولكن لم تجيبني بعد، هل تقرب المريضه؟"
شعرت بأن الممرضه وقحه لأنها تسأل اسئله شخصيه بالنسبه لي، لم اجاوبها اكتفيت بأنني متأكد ان امي هي المريضه التي بالداخل.
ابعدت يدها عن يدي ثم ذهبت الى الكرسي الذي بالخلف، وجدت ابي يضع يده اليمنى على عينيه بتوتر ويفرك بها، وضعت سله الفحم بقرب قدمي ثم جلست جانبه، اقتربت منه قليلآ واتكئت برأسي على كتفه.
وانا افكر عن مكان نشئ هذه الممرضه، الى اي بلد تنتمي؟ الى اي قريه تنتمي؟ لأنها يحال ان تكون من قريتنا، انني اشهر اطفال القريه هنا، كيف لا تعرفني بأنني بائع الفحم؟
قلت عبارتي الأخيره وانا افكر في رأسي بسخريه مستهزئآ بمنصبي الرائع، مرت دقيقه على هذا الحال، حتى فتح الطبيب الباب اخيرآ وخرج منها وهو ينزع قفازيه والكمامه.
وقال بأبتسامه لأبي الذي هم بالوقوف فور رؤيته للطبيب، وطمئنه بأن امي بخير ويمكننا رؤيتها وهي مستيقظه الأن، هرع ابي الى غرفه العمليات وانا اعاني لأحمل سلتي الثقيله خلف ظهري
الطبيب:
"هل اساعدك يابني؟"
انا:
"لا شكرآ"
واخيرآ حملت سلتي خلف ظهري ومشيت بهدوء الى غرفه العمليات المشؤومه، الأضائه قويه والزينه مبهجه والأدوات نظيفه والممرضه الجميلة تقف على ركن الغرفه بأبتسامه خلف كمامتها، ولكنها تظل غرفه عمليات في النهايه.
نظرت بفضول على السرير الذي وضع فيه اخي الذي اتفقو على تسميته "موشي" دون علمي، والى أمي التي تبكي فرحآ لولادته، جعلني هذا اتسائل، هل بكو فرحآ حين ولدت مثلما فعلو مع أخي؟ هل سيفضلوني عنه كونه الأصغر؟ ولكنني عملت وتعبت لمصاريف ولادته، لا اظنهم سيحبونه اكثر مني..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
_يتبع_تاريخ النشر 11/سبتمبر/2024
أنت تقرأ
هّمًسِأّتٌ فُـيِّ قُأّعٌ أّلَجّـحًيِّمً
Fantasía"وٌمأّذأّ أّنِ هّـمسِ أّلَشُـيِّطِأّنِ فُـيِّ أذنِ عٌبًدهّ؟.. "