مر يومان على حادثه حاييم ولا احد يعلم بموته سوى الذي قبض روحه..
حتى اطفال الوادي لم يلحظوه، لأن احدهم لن يتورع ويأتي عند الجبل من الأصل، مر يومان كانا كالشهرين بالنسبه لزوجته..
اشتد عليها المرض وصارت تسعل دمآ، وابنها الأكبر مريض بالكاد يمشي، وابنها الأصغر لا يستطيع حتى الكلام، لقد قامو بتكفيف فمه حتى يغطو على الشق
ولكن كان مستيقظ.. الأبن الأصغر كان مستيقظ لأن اخوه الكبير كان حالته بسبب المرض لا تسمح له حتى بأفقاده وعيه..
لذا كان مستيقظ ويرعى أمه يوميآ رغم الألم الذي كان يشعر به في فمه، لم يكن يعلم المسكين بأن امه هي من اقترحت فكره بيعه كقربان للشيطان اساسآ..
التقط طبق الطعام الساخن من المطبخ ليضعه بسرعه ويداه تؤلمه على الأرض، والتقط الملعقه ليطعم والدته وهي تبكي، لم يكن يعلم لما تبكي؟ كان يظنها تبكي بسبب المرض
لا يعلم بأنها تبكي من تأنيب الضمير لما فعلته له.. لما سببته له.. اخذت تأكل وهي تبكي وتردد سامحني يا ابني..
كان يومأ موشي برأسه فحسب ظنآ منه انها تقول هذا بسبب شعور تأنيب الضمير لأنها ستموت وتتركه في هذا السن الصغير، لا يعلم الحقيقه كالأبله..
اخذ يطعمها وفي النصف توقف فجأه وامال رأسه وكأنه يطلب رأيها في طعامه الذي تعلم وصفته من اباه، عندما كان يجلس معه في المطبخ..
انهمرت الدموع كالسيل على خديها وهي تبتسم بحزن وتومأ رأسها وصوتها يشوبه غصة مؤلمه..
"رائع يابني، طعامك جد جميل، حتى انني اكاد اجزم ان اباك لا يستطيع الطبخ"
ضحك موشي من عبارتها وضحكت معه أمه ولكن فجأه.. نزف فم موشي بقوة وشعر موشي وكأن اطراف فمه تتقطع!.. اخذ يصرخ صرخه مكتومه
وهو يحاول نزع الكمام الأبيض من على فمه وهو يبكي من شده الألم.. لم يستطع موشي التحمل فركض للمطبخ والتقط السكين وأمه تبكي بشده وتشهق
بصوت عال، شعرت أمه في هذه اللحظه بان صوت الأنقطاع الذي سمعته من فم موشي والذي شعر به موشي هو انقطاع الخيط الذي خيطت اطراف فمه
به، اخذ موشي السكين ووضعه على فمه وقطع الكمام الأبيض بسرعه.. وقع السكين على الأرض في صدمه ما ان رأى انعكاس وجهه على زجاج نفافذة المطبخ..
مشى موشي خطوات هادئه نحو والدته.. امال برأسه لها في ألم وصدمه، صدمت والدته وبكت اكثر ما ان رأت منظر وجهه بسببها..
نهضت من على الأرض بمعجزه وهي تركض نحو ابنها الذي يبكي ويحاول تفحص وجهه وفمه بيديه في رعب، واحتضنته..
سقطت على الأرض وهي لاتزال تحتضن ابنها:
"موشي يابني،، سامحني.. انا من سببت لك هذا"
كان كلامها متقطع بسبب شهقاتها وبكائها وموشي بالكاد يفهمها..
"كنت اريد فقط ان يعيش ابننا.. لم اعلم ان هذا سيحدث"
بكت ودموعها تسيل على كتف ابنها لأنها كانت تحتضن كتفه، اخذت تشهق وتبكي حتى سقطت برأسها على الأرض.. لقد نسى موشي بأن الصدمات النفسيه
لا تليق على حاله كحالة امه الصحيه.. جلس موشي على ركبتيه ووضع يده على قلبها يتفحصها وعيناه لاتزال واسعتين من الصدمه..
سالت دموعه ببرود وبدون ادنى صوت بعدما علم بأن نبضات قلبها توقفت..
اصيبت الأم بسكته قلبيه وتوفت.. امام انظار ابنها الذي لم يبدي رده فعل من الصدمه سوى البكاء..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يتبع..
تاريخ النشر /22/سبتمبر/2024ان شاء الله التكمله يوم الأثنين💗🌟
رأيكم، اخطاء ان وجدت؟!
لا تنسى تصوت النجمه التي في الأسفل
(دمتم سالمين🫂)
أنت تقرأ
هّمًسِأّتٌ فُـيِّ قُأّعٌ أّلَجّـحًيِّمً
Fantasy"وٌمأّذأّ أّنِ هّـمسِ أّلَشُـيِّطِأّنِ فُـيِّ أذنِ عٌبًدهّ؟.. "