كان ممدداً فوق فراشه فاقداً للوعي وساهر بجانبه يقوم بفحصه وعلي الجهة الأخرى
تجلس ديمة تنظر له بقلق وبيدها قطن صغير تمسح الدماء التي تنزف من خربشة
القطة الظاهرة في عنقه وعلي كتفيه ، وعلي الجانب يقف دامر وسليم بصمت يحدقان
به بنظرات قلقة إلي أن انتهي ساهر من الفحص وأعطاه إبرة في ظاهر يده ثم دثره
بالغطاء فقد كان عاري الجذع قائلاً بتنهيدة إرتياح :
_ الحمدلله مفيش إصابات من الكلب هي خربشات القطة بس..
تسائل دامر بجدية عاقداَ ذراعيه امام صدره :
_ اومال مبيصحاش ليه ؟
أخفي ساهر ابتسامته يمسح بكفه خصلات بدر مجيباً :
_ ده من الخضة بس ، انا اديته الإبرة دي هتفوقه كمان شوية.
ذمت ديمة شفتيها بألم تنظر إلي بدر بعينين دامعة تمسك يده بين كفيها :
_ ياريتني ما اتخانقت معاه ولا كلمته ، لو معملتش كده مكنش نزل ولا حصل كده !
أجابها دامر بتهكم :
_ كان هيحصل ياختي ومش لشخص واحد لأتنين ، لولادي الاتنين والله اعلم كان
هيحصل ايه ليهم ، احمدي ربنا انه اتخربش بس متعضش واللي حصل ده اعتبريه
درس ليكي لو اتخانقتوا تاني متسيبيش جوزك يبات برا البيت مهما حصل .
تنهد سليم بخفة قائلاً :
_ خلاص بقا الحمدلله انها جات علي قد كده ، يلا نطلع نطمن العيال اللي قلقانة دي
ونرجع لما يفوق.بجانب باب الشقة من الداخل يقف زيد أمام الكلب يجذبه من رأسه بتهديد :
_ عارف ياض لو ابويا جراله حاجة وربنا لأبلغ عليك بوليس الحيوانات وتقضي
باقي عمرك في السجن سامع !
انتبه علي انفتاح باب الغرفة وخروج عمّيه حيث تقف جميلة وغزوة وأصالة وعمار
ووالدته والجميع في حالة قلق ، أغلق دامر باب الغرفة يلتفت إلي زوجته التي تسائلت
بقلق :
_ خير طمنونا هو كويس ؟
اومأ دامر برأسه متنهداً :
_ الحمدلله مفيش إصابات وكمان شوية هيفوق.
تنهد الجميع براحةً وقالت أصالة بنبرة خائفة :
_ بجد يعني مش هيحتاج عشرين حقنة ولا دوا بسبب الكلب ؟
أجابها سليم يمسح فوق خصلاته برفق :
_ اتطمني مفيش حاجة .لاحظ دامر وجود الكلب بجانب زيد فتسائل بحدة :
_ الكلب ده لسه هنا بيعمل ايه ؟
رفع زيد كتفيه بحيرةً :
_ ما احنا مش عارفين سمير جابه منين وشكله نضيف مش من كلاب الشارع !
قطب دامر حاجبيه ونظر حوله متسائلاً بجمود :
_ بمناسبة سمير هو فين ؟في شقة دامر بالأسفل
تأوه سمير بألم حين شُد الحبل حول جسده فقد كان يتم تقييده في عامود عريض
بأحد الزوايا في الصالة بواسطة صقر الغاضب ، فقد ركض واخيه خلفه بالشارع لمدة
عشر دقائق حتي استطاعوا الامساك به وإحضاره هنا ، انتهي من تقييده يتراجع للخلف قليلاً بجانب ريان الذي يعقد ذراعيه امام صدره يحدق بالمقيد بحدة ، صاح سمير
باستعطاف :
_ ياجدعان حرام عليكم اللي بتعملوه فيا ده عنف منزلي ميصحش.
أجاب ريان بسخرية ونبرة حادة :
_ عنف منزلي اه وبالنسبة للي عملته ده ايه دي جريمة ، احمد ربنا اني ماسك نفسي
بالعافية عن اني امسك حزام واشتغل فيك لحد ما يبان لك صاحب !
