مَـلاذ

426 46 18
                                    







♡قراءة ممتعة♡

***






عند حلول الليل لم أنم باكراً كعادتي الساعة الآن تقارب الثانية عشرة ولم أنم..
حاولت أن أجد فرصة للحديث مع قمر لم أستطع أنها تصدني في كل مرة !

مستلقية على السرير أفكر بها، أعلم أنها لا تنام حتى قرابة الفجر لدراسة..
ألتقطت هاتفي ودخلت في المحادثة التي بيني وبينها على واتساب والتي هي عبارة عن رسائل مني انا فقط اقول لها تعالي او احتاج للمساعدة.

فقد غيرينا اسلوب الاتصال إلى الرسائل.
وكتبت لها:
" اعتذر عن مقاطعتك لكنني عطشى أيمكنكِ احضار كوب ماء؟ "

ماهي إلا ثوان حتى ظهر لي أنها رأت الرسالة وبعد دقيقتان سمعت صوت خطوات تقترب ثم صوت طرق خفيف على الباب وسمحت بالدخول..

ولجت قمر للغرفة بملامح متعبة لم اراها قبلاً وعينان ذابلتان !
نهضت وجلست على طرف السرير واخذت كوب الماء منها وكانت ستذهب لكني وضعت الكوب على المنضدة بسرعة وامسكت ساعدها قائلة ببعض الغضب:
" لا تتجاهليني ولا تختبري صبري ! "

قلت آخر كلماتي وانا اسحب من ساعدها لتقف أمامي ثم حاولت فك يدها من يدي لكن قواها ضعيفة..
قالت بصوت مختنق:
" ماذا تريدين مني ! "

لم أستطع الإجابة لرؤية دموعها تتجمع في عيناها والتي استطعت رؤيتها بسبب الضوء الصادر من خارج الغرفة فالباب لا يزال مفتوحاً..
أكملت بغضب:
" ألا يكفي ما انا فية لتظهري أنتِ ! "

أفلت يدي من ساعدها تلقائيا واقتربت مني أكثر وبدأت بضرب كتفاي بقبضتيها الضعيفة، وقالت بصوت شبه صارخ:
" ألا يكفي أنكِ أخذتي غرفتي.. ملجأي الوحيد من هذا العالم ؟؟!
ألا يكفي أنني اصبحت خادمة لكِ ! "

كانت منهارة وقواها ضعيفة حتى أنها تكافح جسدها الذي يرتجف بضعف مع بكاءها الذي يوجع قلبي..

عيناها وجفونها المحمرة.. دموعها التي بللت وجنتيها اللتان تلونتا باللون الوردي.

صوتها الذي بالكاد يخرج.
كانت قدماي متباعدتان وهي تقف بينهما ولا تزال تضرب كتفاي وانا انظر إليها انتظر أن تنتهي لترتاح..

مالت برأسها إلى كتفي وقالت بكلمات وسط شهقاتها لكنني فهمتها:
"أ أ.. ألا ت تكفي حياتي الت البائسة.. أ أ.. أريدها.. أريد أن..أن.. اشعر بالحياة م.. مجدداً معها "

حاوطتها بيدي اليسرى ثم جلست بهدوء على قدمي اليسرى..
شعرت بدموعها الحارقة على كتفي بينما تسند رأسها عليه وانفاسها الساخنة والسريعة اشعر بها عند عظمتي ترقوتي..

تَنَاقُضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن