-
ما هذا الصوت بحق الجحيم ؟
أضغط بكفيّ على أذني،مشتتة بسبب هذه الضجة التي تخرجني من نوم مثالي عميق..
كان الصوت يصدر من الغرفة، فتحت عيني ونهضت عن السرير،يزداد الصوت،ألقيت نظرة على الخارج، هناك ضوء طفيف،الأفق رمادية، كما لو أن العالم ما يزال يستعد للاستيقاظ،أتثاءب وأزيح الغطاء جانباً لأتمكن من تحديد مصدر الصخب،يبدو لي قادماً من حافظة الملابس، لذا أندفعت نحوها.
انهُ هاتفي الجديد.
أفرك عيني ليذهب عنها الكسل، وأقرأ ما كتب على الشاشة، الساعة 5:59 صباحًا،هُناك منبه ضبط على هاتفي "( اذهبي لمشاهدة شروق الشمس )".
هذا كُل ما كتب.
أوقفت المنبه، فسقطت الغرفة في السكون مجدداً،أنظر خلفي نحو الشرفة.
هل سامسون فعل هذا؟
من الأفضل أن يكون الأمر جديراً بالاستيقاظ،أجذب اللحاف عن السرير وأتدثر به، أخرج إلى الشرفة وأنظر نحو شرفة سامسون، كانت خاوية.
اجلس على أحد المقاعد وأرفع الغطاء إلى ذقني، أحدق في الأفق المعِتم، إلى جهة الشرق بدأ خيط فضي من الضوء يظهر مع صعود حافة الشمس من قلب المحيط إلى الشمال ،لا تزال السماء مُظلمة، ينذر المنظر العام بقدوم عاصفة تهدد بحجب ضوء النهار.
أجلس في شرفتي أتابع الشمس تضيء رويداً رويداً ،أنصت إلى صوت الأمواج تحتضن الشاطئ، الرعد يضيء في الأفق البعيد، بينما النوارس بدأت تحليقها بالقرب من الشاطئ،استرخي تماماً لعدة دقائق حتى بدأ هبوب الرياح ناحيتي، أضاءت الشمس الأفق، لكن رويداً تحوّل الأفق إلى عتمة بفعل العاصفة القريبة،ابتلعت السماءُ كُل شعاع ضوء حاول التسلل لكبدها، وبعد برهة، تحول كل شيء إلى الرمادي الداكن،حينها هطلت زخات المطر،أحتمي بسقف الشرفة،لم تهب الرياح بعنف، لذا بقيت في الشرفة أتابع بهدوء.
أتساءل إذ كان سامسون على علم بقدوم عاصفة بحلول شروق الشمس اليوم،حانت مني نظرة إلى منزله، كان يقف عند عتبة الباب و يتكئ بهدوء و يحمل قدحاً من القهوة،لا ينظر إلى المطر أو المحيط او السماء
ينظر إلي!
رؤيته ينظر إلي أحيت في نفسي شعورًا لا أريد له الحياة،نظرت نحوه للحظة، أتساءل إذ كان يستيقظ كل صباح ليشاهد شروق الشمس أم أنه استيقظ فقط ليرى ما سأفعله حيال المنبه الذي ضبطه على هاتفي.
ربما هو حقاً يقدر شروق الشمس،هل هو واحد من القلائل الذين لا يتعاملون مع هذا المنظر كأمر عادي؟
أعتقد أن هناك احتمالاً أنني أسئت الحكم عليه،ربما أصدرت حكمي عليه مبكراً،لكن مجددًا، ما المشكلة إذا أخطأت الحكم عليه؟ الأمور بيننا معقدة ولا أرى لها تغييراً إلا لو تخلص أحدنا من شخصيته.
أشيح بنظري لأنهي تبادلنا الطويل للنظرات، وأعود إلى الداخل اغلق باب الشرفة ،و أعود إلى سريري.
أظنني سأبقى هنا.
أنت تقرأ
عظام القلب | heart bones
Novela Juvenilبياه" فتاةَ نتاج علاقة عابرة ، ينتهي بها الحال إلى قضاء الصيف في جزيرة بوليڤار مع والِدها و عائلته بعد موت والدتها ،لكن اللحظات الإِنتقاليةَ يبدو أنها لا تترُكها ، لأن في جزيرة بوليڤار هُناك "سامسون"، الفتى الغامَض الذي اتٍ من ماض يصعب تقبُله . "الق...