الرعد

502 30 17
                                    


كان المطر يسقط بهدوء فوق نافذة شقته الضيقة،
لكن لا شيء من تلك القطرات الباردة استطاع أن يخترق السكون الذي يلتف حول جونغكوك
سكون مخيف!!

يجلس على الأريكة، محاطًا بالفوضى، لكنه لا يشعر برغبة بالتحرك. العالم الخارجي بدا بعيدًا بنسبه له.. كل شيء فيه بلا معنى!!. كان يشعر كأنه ظل بلا ملامح، يتحرك بين الأشياء دون أن يترك أثرًا. الهاتف رن فجأة، كسر ذلك الصمت الثقيل. كان الرقم مألوفًا!!

- جاره، السيد كيم، الرجل الوحيد الذي كان يتواصل معه بين الحين والآخر لأسباب تتعلق بالسكن.

"جونغكوك، آسف على الاتصال في وقت كهذا، لكنني في حاجة إلى مساعدتك!! " صوت الرجل كان مليئًا بالتردد، وكأن هناك طلبًا صعبًا يثقل كاهله ."أحتاج إلى السفر لبضعة أيام بسبب العمل. تعلم، تايهونغ... طفلي.. إنه في الثالثة عشرة، لكنه يحتاج إلى شخص يعتني به."

جونغكوك تجمد للحظة. طفل؟ العناية بطفل؟ كانت الفكرة تبدو غير مناسبه بالنسبة لشخص بالكاد يهتم بحياته الخاصة. "أعرف أن هذا طلب كبير، لكنك الشخص الوحيد الذي يمكنني الوثوق به. هل يمكن أن تعتني به لبضعة أيام؟"

كانت هناك لحظة صمت. للحظة، فكر جونغكوك في الرفض، لكنه تذكر لطف كيم معه ولم يستطيع الرفض! "حسنًا، سأفعل."

اغلق جونغكوك الهاتف برفق، وهو يشعر بضغط متزايد في صدره. أفكاره كانت تتجول بين المخاوف والتردد. كيف يمكنه الاعتناء بطفل وهو بالكاد يستطيع الاعتناء بنفسه؟

كان شعور عدم الارتياح يملأه دواخله.... توجه نحو النافذة، حيث كانت قطرات المطر تتساقط وكأنها تسرد قصصًا قديمة

في الخارج، كان الأطفال يلعبون تحت المطر، يركضون بفرح، متجاهلين كل ما يحيط بهم. كان ينظر إليهم وكأنه يشاهد مشهداً من فيلم قديم، بعيدًا عن حياته الحالية.

فجأة، حاول ان يتخيل ملامح تايهونغ، الطفل الذي سيصبح جزءًا من حياته لفترة. ماذا سيكون؟ هل سيكون عنيدًا أم هادئًا؟ هل سيتقبل وجوده ويكون جزء من حياته لفتره؟

تساءل عن شخصيته وملامح وجهه!! لم يسبق له ان التقى به! جونغكوك بحق كان منعزلاً لا يخرج لا نادراً .

في صباح اليوم التالي، استيقظ جونغكوك على صوت رنين المنبه الذي يتردد في أرجاء الشقة كانت أشعة الشمس تتسلل عبر الستائر، لكن الجو لا يزال يحمل رائحة المطر الذي تراجع، مما جعل الأجواء تبدو أكثر إشراقًا.

شغل تفكيره في كيفية استقبال تايهونغ، وكيف يمكنه جعل ذالك الصغير لا يشعر بغياب ابيه. بعد تناول الإفطار،

آنِجّذِآب |  VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن