احتاجك!

71 9 3
                                    

جلستُ على سريري في غرفتي، محاطًا بالكتب والأوراق التي كنت أحاول تنظيمها. لكن عقلي كان بعيدًا عن الواجبات المدرسية. كلما حاولت التركيز، كانت أفكار جونغكوك تتسلل إلى ذهني، مثل أشعة الشمس التي تخترق الغيوم. لماذا كان يتصل بي؟ لماذا يبعث لي الرسائل! لماذا كان يشعر بالقلق؟

تأملات مشاعري كانت تتداخل مع أفكاري. كنت أريد أن أصدقه، أن أستمع إلى صوته، لكن كل ما استطعت التفكير فيه هو خيبة أملي. كيف يستطيع أن يشارك كل شيء مع الآخرين، لكن لا يشاركني جزءًا من حياته؟ كنت أشعر بالضياع.

بينما كنت أغرق في تلك الأفكار، دخل والدي إلى الغرفة. "تايهونغ، هل لديك دقيقة؟" سأل بصوت هادئ، وهو يقف في الباب.

"نعم، أبي." أجبت، محاولًا تجنب النظر في عينيه، فقد كنت أعلم أنه يشعر بأن شيئًا ما ليس على ما يرام.

" جونغكوك بالايام الماضيه كان يتصل بي دائماً " قال والدي، وأثار ذلك شعورًا من القلق في صدري. "يبدو أنه قلق عليك. يجب عليك الاتصال به."

فجأة، شعر قلبي بضغط ثقيل. "لماذا؟ لا أريد التحدث معه." قلت، صوتي مرتجف. "لقد آذاني."

"أفهم مشاعرك، لكن جونغكوك قلق. إن قلقه يعني أنه يحبك، وحتى لو كنت غاضبًا، ربما يجب أن تمنحه فرصة للحديث."

"لكن... كيف يمكنني أن اعود وكانه لم يخفي عني كل تلك الامور؟" صرخت، وبدأت مشاعري تتصاعد. "شعرت بالخيانه، أبي. كنت دائماما اشاركه مشاعري وما يحدث معي، كان يجب أن يشارك ذلك معي ايضاً."

ألقى والدي نظرة تفهم، وذهب ليجلس بجانبي على السرير. "الحياة ليست بسيطة دائمًا، ولديك الحق في أن تشعر بالألم. لكن في بعض الأحيان، تحتاج العلاقات إلى الحوار، حتى عندما تكون الأمور صعبة."

تأملت في كلماته، وأحسست بشيء من الحيرة. "لكني لا أعرف ماذا أقول له. أشعر وكأنني لم اعد استطيع مواجهته!."

"يمكنك أن تبدأ بالقول إنك تفتقده. افتح قلبك له، ستجد أن التواصل يمكن أن يكون مريحًا."

لم أكن متأكدًا من ذلك، لكن شيئًا ما في حديث والدي جعلني أفكر. ربما كان من الجيد أن أكون صريحًا. أخذت نفسًا عميقًا، وقلت، "سأفكر في الأمر، أبي."

أردت أن أكون قويًا، لكني كنت أعلم أنني أحتاج إلى إجراء تلك المحادثة. هل سأتمكن من التغلب على جراحي، والحديث مع جونغكوك؟

بعد أن خرج والدي من الغرفة، شعرت بفراغ هائل يملأ المكان. كانت الكلمات التي قالها تتردد في رأسي، ولم أتمكن من التخلص منها. كنت أتأمل في تلك اللحظات التي قضيناها معًا، وفي كل تلك المشاعر التي لم أتمكن من التعبير عنها. كنت غاضبًا، ومكسورًا في الوقت ذاته. ولكن في أعماقي، كنت أعرف أنني لا أستطيع الهروب من هذا.

آنِجّذِآب |  VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن