استمتع بي!

184 17 9
                                    

يجلس جونغكوك على الكرسي، يحاول أن يستجمع أفكاره. كانت الأضواء الخافتة ترسم ظلالاً على الجدران  وهو يتجنب النظر في عيني الطبيب كأن كلماته ستجذبه إلى عمق ما يخفيه

"كيف تشعر اليوم؟" سأل الطبيب بلطف

"لا أعرف." كانت إجابته قصيرة وكأنها تفتقر إلى الوزن. " الأفكار تلاحقني  اشعر بالضياع! "

تذكر كيف كان يستيقظ كل صباح  يتساءل عما إذا كان يمكنه مواجهة يوم آخر كلما انطلق ليبحث عن السعادة وجد نفسه محاصرًا في دوامة من المشاعر المتضاربة "أشعر كأنني في قاع بئر عميق وكلما حاولت الصعود يسحبني شيء ما للأسفل "

تجول بنظره في الغرفة  متجنبًا التحدث عن المشاعر التي كادت أن تجعله ضعيفً  "عندما أتكلم مع تي تصبح الأشياء أفضل  لكن في غياب  يصبح كل شيء... فارغًا "

استمر في الحديث، لكن عواطفه كانت خفية "لا أبكي. لا أشعر أنني أستطيع  لكن الألم موجود كأنه يدق على صدري يأخذ كل قوة مني " كان صوته هادئًا  كأن الكلمات كانت تتحرك من داخله ببطء

تخيل لحظاتهم معًا. تلك اللحظات التي كان يتفحص فيها ابتسامة تايهونغ كأنها مصدر الطاقة الذي يغذيه "عندما احادثه يصبح العالم مكانًا أكثر إشراقًا لكنني أشعر أنني أعيق تقدمه  أريد أن أكون قويًا من أجله لكنني أفتقد القدرة على ذلك "

فكر في الوجوه التي كان يتجنبها، والأحاديث التي كانت تبدو بلا معنى. "أشعر أنني أعيش في الظلام وأن الآخرين لا يستطيعون رؤية ما يدور داخلي "

جاءت الأفكار واحدة تلو الأخرى "أتمنى أن أستطيع قول كل ما أشعر به، لكن الكلمات تعلق في حلقي أشعر كأنني أدور في حلقة مفرغة حيث لا أستطيع الهروب من نفسي "

استمر جونغكوك في حديثه، بينما كانت الأفكار تتدفق كالنهر الذي لا ينضب. "كل يوم أستيقظ وأجد نفسي أسأل: لماذا أنا هنا؟ لماذا لا استطيع فقط اكمال حياته معه؟" كان صوته ثابتًا، لكن عينيه كانت تعكسان عمق المعاناة التي كان يخفيها

"أحاول أن اكون افضل لاجله ، أريد أن أكون الشخص الذي يحتاجه  لكنني أشعر أنني أؤذي نفسي بهذه الطريقة." كانت الكلمات تخرج من بين شفتيه كأنها تتسرب من جرح قديم. "أحيانًا أعتقد أنه لو علم بما أشعر به  سيتراجع عني  أنا لا أريد أن أكون عبئًا "

استرجع ذكرياته مع تايهونغ الرسائل والمكالمات الطويله كان شعورًا مختلفًا تمامًا، وكأن العالم يتوقف عن الدوران. "عندما أكون معه، أستطيع أن أنسى الألم. لكن مع كل لحظة غياب، يعود كل شيء ليطاردني."

آنِجّذِآب |  VKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن