أحرف من الألم

16 4 24
                                    

في زوايا قلبي، يعيش ألم قديم يتجدد مع كل ذكرى، كأنه جرح لم يندمل بعد. أتعجب أحيانًا كيف يمكن للوقت أن يمر، ومعه أستمر في حمل هذا العبء الثقيل، كيف يمكن للحياة أن تسير بينما أظل عالقًا في دوامة من الحنين والخوف. أحيانًا أشعر أنني أعيش في عالم مزدوج: في الخارج، أبتسم وأتظاهر بالقوة، وفي الداخل، تعصف بي أمواج من الشكوك والقلق.

أعلم أنكم ستقولون لي انسَ، أنتم الذين تظنون أن النسيان هو المفتاح. ولكن دعوني أكون صادقًا؛ ليست المسألة بتلك السهولة. ما أعيشه ليس مجرد حنين لشخص، بل هو شعور بفقدان جزء من ذاتي، كأنني أبحث عن شيء كنت أملكته ثم فقدته.

عندما أفكر في الكتابة، أشعر كما لو أنني أفتح بابًا كان مغلقًا لوقت طويل. أكتب لأخرج ما بداخلي، لأحرر تلك الأوجاع التي تسكنني، لكنني أخاف من أن تُفهم كلماتي بشكل خاطئ. تهاجمني مشاعر مختلطة؛ أنا متردد وخائف، لكنني أيضًا مليء بالأمل. آمل أن تعبر كلماتي عن مشاعري بصدق، أن تصل إلى القلوب التي تحتاج أن تفهم.

كل كلمة أكتبها تحمل في طياتها عمق مشاعري. أشعر أنني أُعيد تشكيل الجروح، وأنسج من الألم شيئًا جميلاً. أنا لا أكتب لأستجدي الشفقة، بل لأُعبّر عن إنسانيتي. أحتاج إلى هذا الوقت، إلى هذه المساحة لأعبر عن نفسي وأعتني بجروحي.

ربما لن يفهم الجميع ما أكتبه، ولكنني سأظل أكتب. لأنني أؤمن أن كل كلمة تحمل في قلبها قدرة على التغيير، على الإلهام، وعلى التعبير عن حقيقة وجودنا. وفي النهاية، ربما تكون تلك الكلمات هي الجسر الذي يربطني بالآخرين، الذين يعانون بصمت.

لذا، شكرًا لكل من وقف إلى جانبي، ولكل من أعطاني الأمل في اللحظات العصيبة. وجودكم يضيء لي الدروب، ويمنحني القوة للاستمرار. سأظل أكتب، سأظل أبحث عن الضوء في ظلامي، وسأؤمن بأن الشفاء قادم، حتى وإن تأخر.

خواطر : تأملات في الحب والحياة والأملحيث تعيش القصص. اكتشف الآن