Chapter 1

477 27 5
                                    


"يجب أن أهرب، يجب أن أهرب"، ظللت أردد هذه الكلمات وأنا أفر بين صفوف المنازل المتساوية، أركض بأقصى سرعة تحملني ساقاي. كانت الشمس قد غابت للتو خلف الجبال في الخلفية، آخذة معها ليس فقط الضوء، بل أيضًا دفئها، تاركة إياي مع قشعريرة تسري في جلدي البارد.

كانت جوانبي تؤلمني، لكنني واصلت الركض. كان تنفسي متقطعًا، لكنني لم أدع ذلك يوقفني. لو توقفت لثانية واحدة فقط لكان كل شيء قد انتهى. لم أخاطر حتى بإلقاء نظرة خلفي وأنا أقفز فوق بقايا سياج أبيض كان ذات يوم. كان الطلاء على الخشب قد تقشر في عدة أماكن وأجزاء من السياج كانت ملقاة على الأرض، متروكة لتتعفن.

كان الحي ذات مرة لطيفًا؛ منازل من طابقين مصطفة بأناقة جنبًا إلى جنب، كل منها بساحة أمامية صغيرة، مزينة بشكل متنوع بالنباتات والشجيرات والنوافير.

لكن الآن، حتى ذلك لم يستطع إخفاء الشعور المخيف بالهجر المطلق.

مع غروب الشمس، كل شيء حولي أظلم بسرعة. كنت خائفة من أن يأتي المزيد منهم، الآن بعد أن لم يعودوا يخشون أشعة الضوء.

كادت حاوية قمامة مقلوبة أن تنهي حياتي. تعثرت قدمي في الغطاء وأنا أدور حولها، لكن بعد تعثر قصير عدت إلى مساري.

لكن كان ذلك كافيًا لهم ليقتربوا مني.

سمعت الهسهسة في أذني، وكدت أشعر باللمسة الباردة لأصابعهم على رقبتي.

دفعت نفسي، أسرع، أسرع.

تعثرت وسقطت على وجهي على الرصيف، ارتفع الذعر في جسدي وأنا أتخبط لأعود على قدمي.

أحاطت بي القبضة الباردة للموت وبينما شعرت بالأسنان تلامس رقبتي المكشوفة، أطلقت صرخة مروعة..

انفتحت عيناي متحررة من الكابوس وحدقت إلى السقف، أطلقت نفسًا لم أكن أعرف أنني كنت أحبسه.

كان هذا الكابوس المعين شبه راحة لأن البديل كان عن والديّ، وكيف أنهما لم يعودا معي بعد الآن.

تسلل ضوء الصباح الباكر عبر النوافذ المغطاة بالقماش، حرارة الأشعة تداعب وجهي. جلست وفركت عيني، وجسدي لا يزال منهكًا بعد أسابيع متواصلة من الليالي المتأخرة والصباحات المبكرة. لكن كان هذا ما علي فعله لحماية من أهتم بهم، بكل الوسائل الضرورية.

دفعت نفسي عن الحصيرة التي كنت أقضي عليها الساعات القليلة كل ليلة نائمة، ومددت جسدي المؤلم. هربت تثاؤبة من شفتي وصدر هدير منخفض ومألوف للغاية من معدتي.

الظلام الأبدي || الكتاب الأولحيث تعيش القصص. اكتشف الآن