البارت 10

101 2 0
                                    

بقلمى/رنا محمد

لن يتوقف الزمن عند أحد ،
الصغير سيكبر ،
القوي سيضعف ،
المظلوم سيُنصر ،
والظالم سيُحاسب ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءا بالصعيد
في منزل الحج عبد الرحمن
يجلسون جميعا في الصالة الواسعه يشاهدون التلفاز
كانت روان تنظر الي التلفاز ، و لكن عقلها يفكر في كلام صديقتها رنا الذي قالته لها صباح اليوم عن تغيير اسلوب كلامها و الاعتناء بمظهرها.
تحدث ماجد بصوت مرتفع : رورو .. مالك بكلمك يا بنتي
افاقت روان من شرودها وقالت بتشوش : ها ايوه انا معاك يا ماجد
ماجد بسخرية : معايا فين يا اختي .. واضح ان الفيلم عجبك اوي
روان بإرتباك : ايوه فعلا قصته حلوة
كان ينظر اليها زين ، و هو متأكد انها لا تتابع التلفاز ،
نظر الي جده و هو يتحدث بهدوء : جدي انا مسافر بعد اسبوع مصر عندي مؤتمر طبي مهم هناك

الحج عبدالرحمن بتساءل : عن ايه المؤتمر دا يا ولدي ؟
اجاب زين بثقة : دا يا جدي مؤتمر يخص دكتور ليا بالجامعه و طلب مني احضره معه
هتفت حياة بسؤال : هتقعد قديش هناك يا حبيبي ؟
رد زين بنبرة هادئة : لسه معرفش يا امي بس فرصة اخلص كام حاجة هناك
الحج عبدالرحمن بتفهم : ماشي تروح و ترجع بالسلامه يا ولدي
نظرت روان اليه في حزن ، و هي تفكر انها من الان ستشتاق اليه ، و لكن ماذا عساها ان تفعل ، اخذت تدعي له في صمت.
لاحظ هو نظرتها ، و لكنه تظاهر بإنشغاله في الحديث مع والدته.
ماجد بمرح : ابقي افتكرنا بأي حاجة يا عم زين في السفرية دي
زين بضحكة : و انا اقدر انسي ماتقلقش

هتف ماجد بظرافة : و هتجيب معاك ايه بقي لروان ؟
قال زين ابتسامة جانبية : خليك في حالك انت وخلاص
ماجد بسماجة : ماشي .. تسلملي يا معلم
ابتلعت روان الغصة التي تشكلت بداخلها ، و هي تسمعه يتكلم بأسلوبه البارد عن سفره هذا ، و لم يحاول حتي مشاركتها معه بالحديث ، كأنها غير موجودة بحياته.
حاولت الجلوس في مقعدها بهدوء ، تنصب نظراتها بتركيز علي الصحن الموجود بحجرها ، و لكنها فجأة لم تعد تحتمل تريد ان تفرغ شحنه البكاء التي تشعر بها بعيدا عن الجميع ، فانتفضت بقوه من مقعدها و هي تقول بسرعة : تصبحو علي خير

حنان بإستغراب : هتنامي و لا ايه يا حبيبتي .. لسه بدري خليكي معانا
روان بإضطراب : معلش يا ماما عندي كلية الصبح و لازم انام دلوقتي
غادرت المكان سريعاً قبل ان تفضحها دموعها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في فيلا عمر البارون
عادت كارمن الي منزلها بعد ان اصر ادهم علي توصيلها.
دخلت الي الصالة تري والدتها جالسه و ملك نائمة بحضنها ، فإبتسمت بمحبة و هي تحمد ربها علي وجود امها معها.
همست كارمن حتي لا تستيقظ ملك : مساء الفل يا مريومه
مريم بإبتسامة : مساء النور حبيبتي .. اتأخرتي ليه كدا ؟
قالت كارمن بدهشة ، وهي تنظر الي الساعة : ماتأخرتش و لا حاجة دا لسه الساعه 9 الا كام دقيقة و ادهم وصلني لحد الباب هنا
اتسعت مقلتيها ممَ تسمعه ، ثم هتفت بغرابة : بقالك اكتر من 3 ساعات مع ادهم .. ايه اللي حصل ؟
تفاجأت كارمن أيضا من مرور الوقت بتلك السرعة وقالت بذهول : يااااه تعرفي يا ماما دي اول مرة اقعد في مكان واحد مع ادهم كل الوقت دا .. محستش بالوقت ..
واصلت حديثها قائلة بهدوء : ابدا محصلش حاجة يعني .. انا قولتله اني هنفذ وصية عمر و اني موافقه علي الجواز .. عشان هو الوحيد اللي هيخاف علي ملك زي عمر بالظبط
قالت مريم بفهم ، وهى ربت علي يديها بحنان : عين العقل يا بنتي و الله
همست كارمن بتنهيدة : بحاول اتأقلم علي اللي انا فيه يا ماما .. و ربنا يعمل اللي فيه الخير لينا
مريم بإبتسامة : و نعم بالله .. ربنا ينورلك طريقك يا حبيبتي
هزت كارمن كتفاها ، لتقول بنبرتها الرقيقة : و في حاجة كمان تجهزي نفسك من دلوقتي لما ننقل للقصر بعد الجواز .. هتكوني معايا انا قولت لأدهم و هو معندوش اي مانع
اعترضت مريم بحرج : بس يا بنتي !!
قاطعتها كارمن قائلة على الفور : مفيش بس يا ماما .. مستحيل هتسيبيني مع نادين دي لوحدي
ضحكت مريم و هتفت بمزح : قولي كدا وخداني بودي جارد معاكي .. انتي قدها يا قلبي ماتقلقيش و لو علي النقل معنديش مانع انتي عارفه انا بحب ليلي قد ايه ؟
كارمن بمرح : حبيبتي يا مريومة
قبلتها علي خدها ، ووقفت تظبط ملابسها ثم قالت بتعب : انا هطلع بقي انام يا ست الكل .. هاتي ملك عنك هطلعها تنام في سريرها

مريم بنبرة حنونة : ماشي يا قلبي علي مهلك
حملت كارمن ابنتها و صعدت الي غرفتها
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
مرت عدة لحظات
بعد أن وضعت كارمن ابنتها في سريرها ، ثم ذهبت لتغيير ملابسها إلى ملابس مريحة وصعدت إلى السرير ، مستلقية ظهرها عليه ، وهى تفكر في مقابلتها اليوم مع أدهم.
كان متفهمًا ولم يغضب من طلباتها ، ولم يتعامل معها بالطريقة التي اعتادت عليها منه ، شعرت انها بدأت ترتاح قليلًا من جانبه لانه إحترام رغبتها ، ولم يضغط عليها .
تنهدت بعمق و أغمضت عينيها بعد أن أطفأت المصباح الموجود على المنضدة المجاورة لها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل مالك البارون
تجلس يسر بجانب مالك علي الاريكة ، و هو يتحدث مع ادهم بالهاتف ، و بعد ان انهي مكالمته نظرت اليه بدهشة وهتفت بعدم تصديق : معقوله اللي سمعته دا .. بجد كارمن وافقت علي الجواز ؟

مالك بضحكة : ايوه مش لسه كنت بكلم ادهم قدامك و بلغني بموافقتها
يسر بتنهيدة : بجد كارمن صعبانه عليا محطوطة في موقف لا تحسد عليه بصراحة
مالك بهدوء : انا شايف انها اخدت القرار الصح .. كدا و لا كدا هي هتتجوز في يوم من الايام .. دا حقها و ماتنسيش انها لسه صغيرة و حلوة
سألت يسر و هي تنظر اليه بطرف عينيها : مين دي للي حلوة و صغيرة يا حبيبي ؟
مالك بإبتسامة ماكرة : ايه دا هو الجميل غيران و لا ايه ؟
نهضت يسر من جانبه ، لتهتف بغيرة : مالك ماتستفزنيش !!
أمسك مالك بيديها وجذبها إليه لتجد نفسها جالسة على قدميه ، وظهرها ملتصق بعضلات صدره ، حاولت دفعه بعيدًا ، لكنه كبلها بذراعيه وأبقها بين احضانه.
همس لها بصدق وحب بجانب أذنيها : يا مجنونه انا مقدرش اشوف غيرك اصلا

اغمضت عيونها بهيام تهمس مثله : حاول انت بس تعملها و انا هضيعلك مستقبلك
مالك بضحكة صاخبة : اموت انا في الشرس دا يا ناس
نظرت يسر اليه بحب وقالت بنبرة رقيقة : و انا بعشقك اكتر من اي حاجة في الدنيا
عض مالك علي شفتيه متسائلاً بخبث : هو ياسين فين ؟
اجابت يسر ببراءة و هي تنظر اليه من فوق كتفها : فوق نايم
حدق مالك فيها بغمزة ، وقال بنفس النبرة : يا سلام الواد دا بدأ يبقي عنده احساس و يراعي مشاعر ابوه
ضحكت يسر حالما فهمت ما يقصده ، وكانت على وشك الرد عليه ، لكنه هبط بشفتيه يلتهم شفتيها بلهفة ، وشد جسدها إليه أكثر ولم يسمح لها بالاعتراض ، أما هي فقد أحاطت رقبته تجذب خصلات شعره بأصابعها و هي تبادله القبلة بإستسلام وعشق جارف.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في ايطاليا
مراد جالس في حانة يشرب الخمر ، و بجواره إحدى العاهرات ، ولكن ذهنه شارد مع من سرقت عقله ، كان يتذكر أول مرة رآها.
★•••••★•••••★
Flash Back
منذ سبعة اشهر
كان يتابع اعماله في فندقه بالغردقة ، لكنه بدأ يشعر بالملل ، فلا شيء جديد في حياته.
رآها بالصدفة تقف وحيدة على البحر ، بدت مثل حورية البحر التي خرجت لتوها منه.
لم يعرف ماذا حدث له حينما رأى ابتسامتها الساحرة البريئة ، وجدها تتجه نحو شاب يجلس على الشاطئ ، و تجلس بين ذراعيه ، أصيب بالجنون و الغضب الشديد ، لكنه صمم على معرفة من تكون؟
اشار الي احد رجاله يهمس له بشئ ما ، فأومأ بانصياع قبل ان ينصرف من امامه بهدوء.
جلس يراقبهم يضحكون معًا ، وكانت عروقه بارزة من غضبه و حنقه.
بعد قليل أتي هذا الرجل مرة اخري ، فأشار له بالجلوس ، ليهتف بعدها بإقتضاب : عملت ايه ؟
فأجاب الرجل بجدية تامه : عملت كل اللي امرت به يا مراد بيه .. جبتلك كل المعلومات اللي طلبتها عنها...
ثم نظر الي الورقه التي بين يديه
قائلا بتركيز : اسمها كارمن محمد الشناوي
عندها 26 سنه ابوها متوفي من و هي عندها عشر سنين
خريجة فنون تطبيقية قسم ملابس
متجوزة رجل اعمال اسمه عمر البارون
و عندهم بنت عمرها سنة و خمس شهور
مراد ببرود : تمام روح انت
اشار له بالإنصراف
زادت من عصبيته هذه المعلومات ، و قرر أنه سيمتلكها بأي ثمن ، حتى لو اضطر الأمر ان يقتل هذا الزوج المزعوم.
ولكن لابد من التحلي بالصبر ، فعائلة البارون معروفة ، و لا يريد أن يتخذ خطوة غير محسوبة.
منذ ذلك الوقت أمر رجاله بمراقبتها لمعرفة كل تحركاتها ، وانتظار الوقت المناسب للحصول عليها ، فهو مهووس بامتلاك الأشياء الصعبة.
Back
استيقظ من دوامة أفكاره على يد تلك العاهرة التي بجانبه و هي تقترب منه ، لينظر إليها باشمئزاز ، وهو ينفض يديها ، ويحاول الوقوف للخروج من هذا المكان.
جلس في سيارته محاولاً التركيز على القيادة للوصول إلى منزله ، ولكن بعد عدة لحظات ظهرت سيارة ضخمة من جانبه واصطدمت به ، مما تسبب في فقدانه السيطرة على سيارته وانقلابها ، وهربت السيارة الأخرى بعد التأكد من قلب سيارته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الفصل العاشر
توقعتكم بقي للبارت الجاي
و شاركوني رأيكم
قراءة ممتعة يحلوين

مزيج العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن