بقلمى /رنا محمد
القدر لا يأتي حسب رغباتنا ، بل يأتي كمفاجآت لنا ، وكل مفاجأة تحدث فهي مرتبة من عند الله .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قصر البارون
بعد ذهاب مالك و يسر تركتهم ليلي ، وصعدت الي غرفتها.
صعد كلا من كارمن و ادهم الي جناحهم ،
بينما تشعر بتوتر و خوف ، فهي لاول مرة ستكون معه بمفردهم في مكان واحد.
فتح أدهم باب الجناح ، ودلف الي الداخل وتركها علي الباب دون اي كلمة ، فذهبت ورائه تتأمل الجناح بإعجاب الذى يبدو فى حجم شقه صغيرة وقد راق لها ذوقه كثيرا.
ادهم بإبتسامة : عجبك الجناح!!
كارمن برقة : ايوه جميل و الوانه هادية .. ممكن اعرف فين اوضتي ؟
اشار أدهم اليها ليقول بصوت ثابت : اللي علي اليمين دي اوضة النوم الرئيسية ، اللي بالنص دا مكتبي ، و اللي هناك دي اوضة ملك.
كانت تتابعه بعينيها في صمت ، و عندما انهي حديثه.
هتفت كارمن بدهشة : بس انت قولتلي هتكون ليا اوضة لوحدي
أشار ادهم على نفسه ثم قال بدهشة مزيفة : انا امتي قولت كدا؟
رفعت كارمن حاجبيها وقالت بإستنكار : احنا متفقين علي كدا يا ادهم
ادهم ببرود : ماكنش في وقت انقل مكتبي لمكان تاني
نفخت كارمن خديها بغضب ثم تكلمت بعناد : تمام انا هنام في الاوضة الصغيرة.
أنهت كلماتها سريعا وذهبت بإتجاه حقيبة ملابسها ترفعها ، وهى تتجه الي الغرفه لتفتحها.
اما هو فكان يقف بشموخ ، و يضع يديه في جيوبه بنطلونه يراقبها ، و علي وجه طيف ابتسامة خبيثة ، و اتسعت ابتسامته عندما هتفت من الداخل في غضب.
فى حين دلفت كارمن الي الغرفه ، و هي تضع الحقيبة بجانب الباب تنظر حولها ، لتنصدم من المنظر فالغرفه صغيرة المساحة تكفي فقط خزانه ملابس و سرير ملك الصغير.
دمدمت بعصبية : ادهم!!
خرجت تتجه اليه و هي تتكلم بصوت عالي نسبيا حتي لا تقلق طفلتها النائمة في غرفه الاطفال ، و كان وجهها اصبح محتقن بشدة وهى تنظر اليه بتجهم : اوضة ملك صغيرة جدا .. هنام انا فين دلوقتي؟
وضع أدهم يديه علي جبهته ، وكأنه يفكر في شئ و هو ينظر اليها بمكر واحباط زائف : معلش يا كارمن كل حاجة جت بسرعه ويدوب جهزت اوضة لملك
وضعت يديها بخصرها ، وهى تزجره بنظرات متشككة ، لتسأله بحنق : يا سلام و انا مفكرتش هنام فين؟
ادهم بهدوء : تقدري تنامي في اوضة ملك مؤقتا لحد ما تجهز اوضتك
رمشت كارمن بعدم فهم ، وقالت بذهول : انت بتهزر يا ادهم مفيش في أوضة ملك غير سرير الاطفال
قال ادهم يدعى التفكير : خلاص يبقي مفيش غير الاوضة الكبيرة ممكن تنامي معايا فيها
كارمن برفض تام : لا .. مستحيل دا يحصل!!
بدأ ادهم يفقد السيطرة علي غضبه من عناد هذه المجنونه
هتف ادهم بحدة : خلاص نامي و انتي واقفه مكانك
تركها و دلف الي غرفته يتوجه ناحية الحمام ، ليأخذ حمامًا باردًا يريح اعصابه المتوترة من جمالها الذي ارهق قلبه.
حدقت كارمن فى مكانه الفارغ بصدمة ، و هي تسبه بكل الشتائم التي تعرفها من اسلوبه البارد المتغطرس هذا ، فهي متأكدة انه فعل ذلك عن قصد.
اخذت تفكر في طريقه لحل هذه المشكله ، ثم اتجهت الي حقيبتها تضعها علي الاريكة ، و تفتحها لتخرج منها بعض الملابس المريحة للنوم ، لكنها لم تجد شيئا مناسب ، حيث كل ملابسها لا تصلح ان ترتديها امامه ، لتتأفف بنزق مخاطبة نفسها بغضب : يوووه و انا اش عرفني انه هيعمل فيا الحركة دي .. كنت فاكرة هكون في اوضة لوحدي .. منك لله يا ادهم
شعرت انها تعرقت بشدة من توترها ، فذهبت الي الحمام الملحق بالجناح لتأخذ حماما دافئا ، لعلها تستطيع التفكير بشكل سليم.
خرج أدهم من الحمام يجفف شعره بمنشفه من الماء ، وذهب يري ماذا تفعل.
رواية مزيج العشق للكاتبة نورهان محسن
موجودة بالواتباد كاملة فضلا متابعة للحساب واتفاعلو علي الفصول بتصويت وكومنت
انهت كارمن حمامها ، وهنا تذكرت انها لم تأخذ ملابس معها ، نظرت حولها فلم تجد غير منشفه كبيرة نوعا ما ، لفتها حول جسدها بإحكام ، و هي تتمتم بكلمات غاضبة علي غبائها ، ثم خرجت ببطئ تريد ان تصل الي حقيبتها بدون اصدار صوت
، وهى تنظر في خوف الي باب غرفته المغلقه.
شهقت بخوف عندما رأته يقف امامها لا يرتدي غير بنطلون قطني اسود فقط وصدره العضلي عاري.
رمشت عدة مرات بإرتباك ، ووجنتها تتورد بشدة
رمقته كارمن وهي تبتلع لعابها بتوتر من وقفتها هكذا امامه ، رأته يلقي بنظرته الغامضة عليها ، فأشاحت وجهها عنه بصمت في محاولة منها للمرور بجانبه لتجنب هذه النظرات ، لكنه أمسك بذراعها العاري لمنعها من المشي.
شعرت كما لو أن تيارًا كهربائيًا قد لمسها ، فارتفع صدرها وهبط من تنفسها غير المنتظم بالقرب منه.
رفع أدهم إصبعه السبابة ، وحركه ببطء على شفتيها المرتعشتين.
حاولت كارمن التحرك للإبتعاد عنه ، لكنه أمسك بكتفيها ، وضغط عليهم بخفة وهو يجذبها إليه ، حتى اصبحت المسافة بين شفتيهما صغيرة جدًا.
نظرت إليه بعيون تائهة ، غير قادرة على التفكير بسبب قربه منها ، اما هو كان في عالم آخر ، لا يرى أحدًا غيرها.
عاد أدهم فجأة إلى رشده وهو يبتعد عنها ، محاولاً السيطرة علي رغبته الشديدة بها ، قائلاً بصرامة : ادخلي نامي جواه و انا هنام هنا علي الكنبة
أنهى كلماته وذهب يستلقي علي الاريكة وهو يغمض عينيه في صمت ، فلا يريد افساد ماخطط له.
اما هي فقد فاقت من هذا السحر الذي غلفها بقربه ، وبدون تردد اخذت حقيبتها ، ودلفت للغرفه توصد عليها الباب بقوة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في ايطاليا
كان مراد يجلس في غرفته بإحدي مستشفيات ايطاليا
يفحصه الطبيب قائلا بعملية : حاليا انت بصحة جيدة ، ولم تأثر الغيبوبة علي وظائف المخ لكنك تحتاج الي فترة علاج طبيعي لإستعادة العضلات نشاطها الطبيعي
مراد بجمود و صوت مجهد : شكرا لك دكتور
غادر الطبيب الغرفه ، يترك مراد يفكر فيما حدث له خلال الأشهر الماضية بعد أن انقلبت سيارته ، تم نقله إلى المستشفى ، وإجراء عدة عمليات جراحية لأنه أصيب بكسور كثيرة ، ودخل في غيبوبة لأكثر من شهرين ، وها هو جسده بدأ يتعافى وسرعان ما سيخرج ، وبعد ذلك سوف يعرف من وراء هذا الحادث و لن يرحمه وقتها.