ان شعور الامان اقوي الف مرة من شعور الحب ، فمن السهل ان يمنحك احدهم الحب ، ولكن صعب ان يمنحك المساندة و الامان
سهل ان تنبهر به ، لكن صعب ان يشعرك انك مسؤل منه ..
سهل ان يقدم لك الحب لكن صعب ان يزيل عنك القلق ...
الحب عطاء مشروط و الامان عطاء بلا شروط !!
الحب كالنسيم يطوف حولنا و الامان نور يسكن قلوبنا و ارواحنا
الكل يحب ، و يبقي للأمان .. مهمه الرد ؟!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صباح يوم جديد
في قصر البارون
استيقظ أدهم منزعجًا من هذا الصوت ،
جلس على الأريكة يفرك عينيه محاولًا التركيز لمعرفة هذا الصوت ، الذي لم يكن سوى بكاء ملك يأتي من داخل غرفته.
متأكد ان كارمن جعلتها تنام معها.
تذكر ذلك الشجار الأخير بينهما ، فمنذ 3 أيام وهو يتجاهلها ولم يتحدث معها.
لا يعرف السبب
هل نادم على انفلات اعصابه عليها أم لا يزال غاضبًا منها ومن نفسه؟
تنهد بضيق و هو يرفع الغطاء عنه ، و نهض يسير إلى باب الغرفة.
فتح الباب بهدوء ليرى كارمن تنام بعمق ، ويبدو على وجهها الإرهاق ، وكانت جالسة بجانبها ملك تبكي لأن والدتها لا تستجب لنداءها.
لكن عندما وجدته يتجه نحوها توقفت تمامًا عن البكاء.
نظرت إليه بعيونها الخضراء الصافية التي ورثتها عن والدها ، ثم مدت يديها إلى الأعلى ، كأنها تطلب منه أن يحملها.
مد أدهم يديه إليها ، ورفعها إلى ذراعيه ، وابتسم لها بعذوبة ، يالله كم يعشق هذه الصغيرة.
وضعت ملك رأسها على كتفه ، فارتبك قليلا لانه لا يجيد التعامل مع الأطفال وحده ، فبدأ يمشي بها في الغرفة يلاطفها ، لكنها بدأت تبكي مرة أخرى.
كان في حيرة من أمره ، فخطر بباله فكرة استخدمها مع ياسين عندما كان في عمرها تقريبا ، وهي أن يقفزه في الهواء و يمسكه مرة ثانية بين ذراعيه.
بدأ في رفعها بالهواء يلاعبها ، فأحبت ملك هذه الحركة كثيرًا ، وبدأت بالصراخ والضحك بشدة ، و هو يضحك علي ضحكاتها المسرورة.
★•••••★•••••★
انزعجت كارمن من هذا الصراخ ، ففتحت عينيها تبحث عن مصدر الصوت ، حتى سقطت نظرتها المتعبة على طفلتها يحملها ادهم ، ويطيرها في الهواء و كانت سعيدة وتضحك بشدة ، و كان يقف و ظهره لها.
أغمضت عينيها مرة أخرى ، فهي كانت متعبة ولم تنم جيدًا الأيام الماضيه بسبب تفكيرها المستمر ، لكن لحظة هل رأت أدهم يقف في الغرفة حقا ؟
فتحت كارمن عينيها علي مصراعيها ، تنظر إليهما بدهشة و فم مفتوح ببلاهة ، ثم قفزت من مكانها ، وهي تنهض علي الارض و كادت ان تتعثر قدميها.
انزلت عينيها تمررها علي جسمها ، و رأت أنها تقف في ثوب النوم القصير أمام أدهم.
فقد كان القميص عارياً قصير للغايه ، يصل الي منتصف فخديها ، شفاف يبين مفاتن جسدها بإغراء ، مظهراً جمال قوامها و سيقانها البيضاء الحريري.
عادت إلى السرير بسرعة وغطت نفسها ، و تحدثت بعصبية من منظرها المحرج امامه وقد حل النعاس تماماً من عينيها : انت بتعمل ايه هنا ؟
توقف عن اللعب مع الصغيرة يضعها علي الارض بجانب العبها ، و رفع وجهه لها فوقعت عينيه التي إلتمعت بشئ غريب مسلطه عليها بإمعان ، لتمر ببطء فوق جسدها الشبه عاري تحت الغطاء امامه.
اعتدل في وقفته و هو يضع يديه بجيوب سرواله ، ويحاول التحكم في نفسه بسبب مظهرها الخاطف للانفاس ، ثم نظر لها بهدوء و شوق برع في اخفاءه.
هنا فقط ادركت انه يقف امامها عاري الصدر ، فإبتلعت لعبها بتوتر.
اجاب ادهم بصوته الرخيم : البنت كانت بتعيط و صوتها اللي صحاني فجيت اشوف مالها
رمشت كارمن بعينيها في دهشة ، وهي تشير اليه قائلة بإستنكار : و ازاي تقف قدامي بمنظرك اللي شبه طرزان دا !!
ضحك علي كلامها قائلا بسخرية : المفروض اكون لابس بدلة و انا نايم يعني و بعدين هي اول مرة تشوفيني كدا !!
احمرت خجلا من كلماته الوقحة و صاحت بتذكر طفولي : لو سمحت ماتتريقش علي كلامي
ابتسم بمكر مشاكس و هو يشير بسبابته عليها : بدل ما تقولي عني انا طرزان .. شوفي نفسك الاول و انتي منكوشة و شبه العفاريت كدا .. انا دلوقتي عرفت ليه مش عاوزاني انام معاكي في اوضة واحده .. اكيد خايفه عليا من الخضه.
فتحت عينيها علي وسعهم من حديثه ، و تركت طرف الغطاء و أخذت ترتب شعرها و نست امر القميص ، ليظهر جسدها في الثوب العاري امام عينيه.
انحصرت انفاسه داخل رئته واحس بأن قلبه يتوق لها بشده ، و هي بهذا الشكل.
نظرت كارمن له ، لتراه يركز عينيه علي فتحة الصدر بثوبها ، فراحت تغطي نفسها مرة اخري.
تهدج صوت كارمن بإرتباك : مم ممكن تطلع برا لو سمحت عشان اقوم ؟
ادهم بمكر : ما تقومي حد حايشك ؟
كارمن بإستياء : هقوم ازاي و انت وقفلي كدا !!
ادهم بإبتسامة جانبية : مش فاهم يعني و فيها ايه !!
احمرت وجنتيها قائلة بخجل : فيها ايه ازاي مايصحش تشوفني كدا؟
ادهم بجدية : علي فكرة انا جوزك لو ناسية و عادي جدا اشوفك في اي وضع
هتفت كارمن بحماقه و تسرع : لا طبعا انت اجننت .. انت جوزي علي الورق وبس دا كان اتفقنا ومش هيتغير .. ومش من حقك تشوفني بقميص النوم
انها تستفزه بشدة وتعزف على أوتار غضبه بشكل احترافي.
رفع إحدى حاجبيه بصرامة و حدة : خدي بالك من كلامك يا كارمن و افهمي اني لو عايز جوازنا يبقا حقيقي هيحصل و دلوقتي و لا نسيتي كلامي الأخير ليكي احسنلك بلاش تستفزيني و تخرجي اسوء ما فيا عليكي
هبت كارمن من فوق السرير ، وهي تسحب روبها لترتديه و تغلقه بإحكام ، ثم نظرت إليه بحنق و غضب ، و هي تضع يديها بخصرها قائلة بتحدي : و انا مش لعبة في ايدك تحركها زي ما انت عايز و تقرر بمزاجك يبقا حقيقي و لالا
وجدته يقترب منها ببطئ ، فتراجعت خطوات قليلة للوراء تلقائياً.
فجأة امسكها من معصمها بقوة المتها و سحبها اليه ، هامساً ببطئ ويشدد علي كلماته وهو يقترب من وجهها للغاية : قولتلك خدي بالك من كلامك معايا .. انا مش زي عمر مابعرفش اتعامل مع شغل الدلع دا
ضغطت كارمن على شفتيها من الألم. ،وحاولت الهروب من قبضته والفرار بعيداً ، لكنه لم يتركها.
تناست الألم واجابت بغيظ من عجرفته المعتادة معها : و مش ممكن هتبقي زيه ابدا .. عارف انا شايفاك ازاي ؟ بارد و معندكش احساس و حديد و مش بتحس
زم شفتيه بقسوة حتى ساروا في خط مستقيم ، محاولاً السيطرة على غضبه وغيرته من كلامها الفخور عن رجل غيره حتى لو كان شقيقه الراحل.
هدر أدهم فيها بحدة وكبرياء : ميهمنيش نظرتك فيا وانا دلوقتي جوزك مش عمر لازم تحترمي دا و تقبليه غصب عنك
اتسعت عينيها بشدة و هي تتذكر شيئاً ما ، واسرعت تضع يدها الأخري علي شفتيه ، لتهمس بخوف على الفور : وطي صوتك ملك جنبنا .. انت نسيت ممكن تتفزع من صوتك العالي دا
اما هو فنسي ما كان يفكر به ، ويقوله منذ لحظات عندما لمست اناملها شفتيه ، وارخي قبضته علي معصمها تلقائياً.
كانت مندهشة من صمته ، حيث توقعت المزيد من الغضب منه ، رفعت عينيها الزرقاء إليه لتجد نفسها قريبة جدًا منه ، والغريب أن هذا أعجبها ، فقد رأت عينيه الزرقاوتين لأول مرة بهذا اللون الصافي ،
و ليست قاتمه كالمعتاد.
لا تعرف كم بقيت في هذا الوضع ، رمشت بعينيها و احمر خديها خجلاً ، ثم خفضت يديها ببطء من علي شفتيه ، وهي تشعر بحرج شديد.
فجأة هتفت ملك بصوت طفولي لطيف للغاية : بابا العب معايا
ذهلت كارمن بصوت ابنتها التي نطقت بهذه الكلمة لأول مرة.
نظرت إلى طفلتها ، ورأتها توجه عينيها إلى أدهم الذي لم يكن في حال أفضل منها ، ولكنه شعر بإحساس جميل جدا ، فهذه الطفله تناديه بكلمة أبي التي أراد أن يسمعها منذ سنوات.
لكنه لا يعرف هل هو سعيد أم حزين ، لأن هذه الكلمة كانت من نصيب لأخيه وليس هو!!
هل ستتقبل كارمن هذا ام ستغضب اكثر ؟
كانت هذه الأفكار تعصف بذهنه.
نظرت اليه ببلاهة قائلة بخفوت : انت سمعتها صح !!
هز أدهم رأسه اليها بصمت ، و نظراته لا تزال علي الصغيرة التي تشير إليه لكي يأتي لها.
شعرت بالفوضى التى تحدث داخله ، لذا همست له بتلقائية : هي بتحبك و متعلقه بيك يا ادهم و انت تستاهل تناديلك ببابا .. محدش فعلا هيحميها و يحبها قدك
نظر إليها بمشاعر كثيرة لم يستطع ترجمتها أو التعبير عنها ، ليقول بتردد : يعني مش زعلانه انها بتناديلي بابا يا كارمن
ابتلعت لعابها وهى تفكر في اجابة ثم قالت بحيرة : مش عارفه يا ادهم بصراحة القدر دا غريب اوي بس كل اللي بيحصل دا بإرادة ربنا مانقدرش نعترض و لا نسأل عن السبب.
ابتسم لها ابتسامة جذابة خطفت قلبها الذي اشتاق إليه كثيرا في الأيام الماضية.
أرادت تغيير مسار الحديث هرباً من ثورة مشاعرها ، سألت بإبتسامه عذبة : هو انا ممكن ابدأ شغل انهاردة يا ادهم
ادهم بهدوء : اكيد تقدري .. جهزي نفسك و البسي وانا هستناكي تحت نفطر و نروح مع بعض
كارمن بحماس : ماشي
ذهبت إلى ابنتها ، وهي تحملها من الأرض ، وتدخل حمامها و تغلق الباب خلفها و هي تشعر بسعادة عارمة لا تفسير لها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في مكان اخر بداخل القصر
تحديدا في جناح نادين
أغلقت الهاتف مع عشيقها الذي اصبحت تتردد علي زيارته كثيرًا في الفترة الأخيرة ، فهو دائماً يشبع غرورها ويجعلها تشعر بأنوثتها بكلماته الحلوة.
كانت سعيدة جدًا ، حيث لاحظت منذ 3 أيام أن أدهم لا يوجه أي حديث لكارمن ، و هم يجلسون على مائدة الطعام ، وكأنهم يتجاهلون بعضهم البعض ، ومن المؤكد أن هناك شجارًا بينهم ، وهذا ما شجعها على التحدث إليه أمس عندما عاد من عمله ليلاً ، وتوجه مباشرة إلى مكتبه في الطابق السفلي.
قطع رنين الهاتف أفكارها لتجد أن ميرنا تتصل ، فأجابت بحبور : هلووو يا نونا
ميرنا : هلو يا حبي .. اخبارك ايه
نادين : تمام جدا
ميرنا : خير شكلك فرحانه
نادين : فوق ماتتخيلي
ميرنا : خير ايه اللي حصل
نادين بشماته : شكلهم لسه متخانقين سوا و مش بيكلمو بعض تقريبا .. و ادهم مابقاش يقعد في البيت كتير و في خبر كمان
ميرنا بفضول : قولي
نادين بنبرة حماسية : امبارح انتهزت فرصه انه لوحده في المكتب و دخلت اتكلمت معاه وقولتله انا زهقانه من النادي و البيت و عايزة اشتغل في الشركة و اسلي وقتي بحاجة مفيدة
ميرنا بتصفير : اه يا جامدة و بعدين
نادين بضحكة : يعني في الاول كان رافض و مش مقتنع بس لما اصريت وافق والمفروض انزل معه انهاردة
ميرنا بسؤال : و هتشتغلي ايه في الشركة
نادين بلا اهتمام : معرفش لحد دلوقتي بس ماتنسيش اني ادارة اعمال يعني هبقي في منصب مهم اكيد و الأهم تكون عيني عليهم و بكدا هعرف انفذ خطتنا و من موقع الأحداث كمان
ميرنا بتملق : اووووبا طلعتي مش سهلة يا نانو
نادين بحقد : اكيد مش هسيبلها الفرصة تستحوذ علي كل حاجة و انا اطلع من غير و لا حاجة
ميرنا بهدوء : تمام و ابقي بلغيني بالاخبار
نادين : اوكي هسيبك بقي و انزل افطر معهم يلا باي
ميرنا : باي يا حبي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
نزلت الدرج بحذر ، وهي تحمل طفلتها بين ذراعيها ، وكانت ترتدي الكعب العالي ، ثم دخلت غرفة الطعام ، ورأت الجميع يتناولون وجبة الإفطار ، فألقت تحية الصباح بهدوء ، وتوجهت إلى مكانها المعتاد ، بعد أن أعطت ابنتها لجدتها.
جلست تبتسم بخجل عندما لاحظت أن أدهم يحدق بها ، وهو يحتسي القهوة بهدوء.
قالت مريم بدهشة : اتأخرتي ليه يا حبيبتي علي الفطار ؟
اردفت وهي تنظر إلى ما ترتديه كارمن بإعجاب : و ايه الشياكة دي كلها .. انتي خارجة ؟
اجابت بعفوية : اتفقت انا و ادهم اني هنزل انهاردة الشركة معه
تحدثت نادين التي تتابع الموقف منذ البداية في صمت ، لتشتعل عيناها بالحقد من مشاهدة نظرات الإعجاب من أدهم إلى كارمن.
شعرت بالغيرة تكاد تقتلها بسبب براءة ملامح كارمن التي لا تضع مكياج ، و مع ذلك تتألق جمالاً.
نادين بغيظ و دهشة متصنعة : معقولة انا كمان هنزل شغلي الجديد مع ادهم انهاردة
ليلي بسخرية : و يا تري هتشتغلي ايه في الشركة !! هو انتي عندك خبرة في الشغل!!
كانت كارمن أيضًا متفاجئة جدًا، فمنذ متي كانت نادين مهتمة بالعمل ، ونظرت إلى أدهم الذي تحدث بهدوء : هتدرب في قسم التسويق تحت اشراف مدير القسم
هتفت نادين بغرور : نعم!! ازاي كدا يا ادهم انا مرات صاحب الشركة يعني علي الاقل ابقي انا مديرة القسم
ابتسم ادهم اليها بتهكم : و مدير القسم الحالي يروح فين .. انتي ماشتغلتيش بشهادتك قبل كدا يا نادين َعندكيش خبرة يعني لازم تبدأي من الاول ..
ثم نظر لكارمن مردفاً : و نفس الكلام ليكي
نظرت إليه كارمن باستنكار ، وواصل حديثه بجدية : لازم فترة تدريب انتي بقالك سنين ماتعرفيش حاجة عن الشغل و تدريبك معايا زي ما اتفقنا لحد ما انا نفسي اشوف انك جاهزة تستلمي منصب نائب مجلس الادارة
حدقت كارمن في الطبق أمامها دون أن ترد وتهمس بداخلها : بدأ الديكتاتور اللي جواك يبان يا دراكولا ..
انا متأكدة انك هتخليني الطم بالنحوي .. هبقي معاه علي طول ازاي دا انا متوترة من دلوقتي ربنا يستر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الفصل التاسع عشر
توقعتكم للي جاي
رنا محمد