part 9

17 0 0
                                    

           Leonard pov
صمت ، الصمت هو ما تلى ذلك اللحن الجميل الذي غنته لم افهم كلمات الاغنية لأنها بلغة غريبة و لكن اللحن اكبر برهان انها حزينة ، 👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻👏🏻 كسر الصمت صوت تصفيق قوي ، «صوتك رائع» قالت ليا بانبهار «حقا ، صوتك رائع و لكن لم افهم الكلمات أي لغة هذه و ما ترجمتها» اردفت اندريا لتجيبها ماريسا بنبرتها الباردة المعتادة «اظن انكم طلبتم سماع صوتي ، و قد سمعتموه لا داعي لمعرفة المعنى» «حسنا غيروا الموضوع» قلت لهم لأني أعرف اختي و اصرارها و أعرف ماريسا و صبرها «حسنا» تمتمت اندريا بانزعاج قبل أن تقول «اتعلمين ليا لازلت لحد الان افكر في تلك الفتاة من قطيعك» لتجيبها ليا «الفتاة اهلها لم يفكروا بها و أنت لازلت تفكرين بها» «بالاحرى اشفق عليها من يدري مالذي مرت به لتصل لمرحلة الانتحار» «عن أي فتاة يتكلمون» همس ماريسا اخرجني من تركيزي بحديثهما، لوهلة كدت انسى وجودها بسبب هدوئها و اخفائها لرائحتها ، «عن فتاة من قطيع ليا السابق» اجبتها «ما الذي حدث لها» سالتني لاقول «ليا اعيدي حكاية الفتاة» قلت لها «لماذا» «ماريسا فضولية حول الامر» «القصة منذ زمن و أنا كنت صغيرة لذا ما ساقوله ليس القصة كاملة انما ما اعرفه انا» قالت ليا لتقاطعها ماريسا «اولا الى أي قطيع كنت تنتمين» «الى قطيع الليل» لا اعلم لما و لكن شعرت بملامحها تنقبض و نبرتها الباردة تحولت إلى مضطربة بعض الشئ عندما قالت «حسنا..تابعي» «في قطيعي السابق كان الالفا يملك 3 اولاد فتاتين و ولد ، ويلسون ، إليفيا و إيلفا ، إيلفا كانت غريبة للغاية كانت لا تظهر كثيرا و لا تخالط كثيرا لم تكن تخرج من غرفتها إلا نادرا ناهيك عن القصر  و كانت تختفي لفترات طويلة و عندما تظهر مرة أخرى تظهر بجروح و كدمات و أحيانا حروق لم تكن تكلم احدا حرفيا حتى اخوتها كانوا كالغرباء و والدتها و والدها لم يكونا يهتمان بها و كأن وجودها من عدمه لايفرق شيئا ، إيلفا تحولت مبكرا جدا قبل شقيقها الاكبر حتى تحولت عندما كان عمرها 9 سنوات ، بعد تحولها اصبحت الفترات التي تغيب فيها اطول و متقاربة للغاية و في كل مرة تعود فيها بعد غياب طويل تعود بجروح و حروق و كدمات اسوء من سابقتها لا احد كان يعرف سبب ذلك و لا إلى أين تذهب حين تختفي في احدى الليالي تم امساكها في حدود القطيع لقد كانت ستهرب،،بعد ذلك اليوم لم يرها احد ، بعد سنة و نصف كنت اتجول في الغابة خلف قصر الالفا عندما رأيت جسدا هزيلا يركض بسرعة لحقت به و تعرفت على صاحب الجسد كانت إيلفا كانت تركض بسرعة باتجاه مخرج القطيع ناديتها لتلتفت برأسها فقط دون أن تتوقف عن الركض لاحظت الجروح على وجهها و جسدها الامر الذي جعل تساؤلات تغزوني مالذي حدث مع هذه الفتاة ، واصلت اللحاق بها اردت التكلم معها سؤالها مساعدتها و لكن هي لم تتوقف عن الركض ، بدأت اسمع صوت ركض آخر كان ركض الحراس خلفنا ، زدت من سرعتي احاول الوصول اليها و لكنها كانت سريعة للغاية و عندما اقتربت من المخرج رأت الحراس يحاصرون المكان لذا سلكت الطريق المؤدي إلى جرف الواد ، واصلت هي الركض و أنا الحق بها إلى أن وصلت إلى حافة الجرف وقفت هناك تطل على ارتفاعه الشاهق و لحظتها علمت انها تفكر في القفز من هناك حاولت منعها و اقناعها بعدم فعل ذلك و لكن ما قالته ليلتها،،، جملتها لاتزال ترن في اذني و ذلك المشهد اتذكره كما لو كان بالامس قالت "لقد تعبت ، سافعلها لعلي اقع في جحيم ارحم من جحيمهم" قالت جملتها و قفزت تزامنا مع وصول الحراس ، الغريب في الامر أنه لم تقم لها جنازة و لم يتحدث عنها أحد بعدها عندما سألت ابي قال لي أن هذا الدفتر قد اغلق و ممنوع فتحه من جديد ، و بعد مدة نساها الجميع و كأنها ورقة خريف سقطت و نسيت ذهبت كأن لم تأتي و لم تكن» صمتت ليا بعدما انهت كلامها هنا نظرت إلى ماريسا لاجدها صامتة بملامح مميتة انفاسها متسارعة و قبضتيها منقبضتان على ركبتيها كانت تبدو على وشك الانفجار ، ما هي إلا ثواني و وقفت تأخذ نفسا عميقا ثم اخذت خطواتها تتعمق في الغابة لحقت بها امشي خلفها بخطوة تعمقنا في الغابة كثيرا وبات الظلام و سكون الليل هو ما يحيطنا كانت هي تسير بخطوات ثقيلة و يداها تفتحهما و تغلقهما بسرعة و فجأة توقفت و التفتت لي و دون سابق انذار عانقتني تلف ذراعيها حول جذعي و تضع رأسها على صدري و تلقائيا بادلتها الحضن و هنا فقط استمعت لدقات قلبها المتسارعة و كانها ركضت لاميال و بعد برهة شعرت بانفاسها تهدأ و من العدم قالت «تلك الفتاة لمَ لم يسألها احد لمَ لم يساعدها احد لمَ لم يكن احد فوضوليا بشأن ما يحدث معها لربما استطاع احد انقاذها قبل وصولها لتلك المرحلة» قالت قد تظنون ان صوتها كان حزينا او كان يوجد فيه غصة بكاء او مظطرب و لكن بالعكس كان صوتها باردا ميتا بدون إحساس و كأن ما تقوله كلاما عاديا لا كلاما عاطفي «اتشفقين عليها؟؟؟» سالتها «لا اعلم و لكن لو استطاع احد الوصول لها لما حدث معها ما حدث» قالت ، احيانا اشعر انه من الطبيعي أن لا افهمها هي بحد ذاتها لا تفهم نفسها،،،،، لم اعد الدقائق التي كانت تحضنني فيها و لم ارد ان تنتهي و لكنها انتهت عندما انسحبت تبتعد عني قليلا ثم تابعت السير و لكن هذه المرة باتجاه البيت ، عندما وصلنا دخلت هي لادخل خلفها اتجهت مباشرة نحو الغرفة و دخلت إلى الحمام و اغلقت الباب ، جلست على الاريكة انتظر خروجها و لكن مرت نصف ساعة و لم تخرج كنت ساقول أنها تستحم و لكن لم تاخذ ثيابها معها و هي لا تدخل من دون ثيابها و حتى وإن كان كذلك فاطول حمام اخذته استغرقت فيه ربع ساعة ، قاطع تفكيري صوت انكسار قوي قادم من الحمام اقتربت من الباب اطرقه بقوة «ماريسا ، ماريسا هل انت بخير ، افتحي الباب ، ماريسا» كنت ساكسر الباب لو لم تخرج في نفس الثانية «اسفة ان ازعجتك فقدت السيطرة على نفسي لوهلة ، بالمناسبة كسرت المرآة» قالت بهدوء لانظر إلى يدها التي تقطر دما «لا عليكِ ، يدك تنزف» قلت لها و انا اتجه إلى الدرج اخرج علبة الاسعافات «تعالي ، ساضمد جرحك» قلت و انا اخرج الضماد و المعقم من العلبة ، رفعت نظري لاجدها لاتزال تقف في مكانها و لكن في عينيها التي اعتدت على رؤية البرود فيهما كانت هناك لمعة ، لمعة لا اعلم ان كانت لمعة حزن ام بكاء ام ماذا ، «مالخطب» «لاشيء» قالت و هي تتقدم مني لتجلس على الاريكة بجانبي ثم مدت يدها لي عقمت جرحها ثم ضمدته بالرغم من أن جرحا كهذا لن يأخذ وقتا طويلا ليشفى و لكن...«هل تستطيع تضميد هذا الجرح ايضا» سؤالها اخرجني من تفكيري لارفع نظري لها ارى عينيها مغروقتان بالدموع و بيدها تشير إلى قلبها ، لم اعرف ماذا افعل لذا بدون تفكير قربتها مني احضنها بقوة و هي لم تمانع بل ارخت جسدها علي و شعرت بدموعها تبلل قميصي، بقيت بتلك الوضعية لفترة معتبرة إلى أن شعرت بانفاسها متباطئة و دقات قلبها هادئة ، ادركت انها نامت ، حملتها لاضعها على السرير و غطيتها و قبل أن ابتعد شعرت بها تمسك يدي ترفض افلاتي فعدت إلى جانبها اتأملها و هي نائمة ، كانت نائمة بهدوء قبل ان تنقبض ملامحها و تبدأ بالتعرق و انفاسها تسارعت علمت انها تعاني من كابوس ما حاولت ايقاضها و لكن لا جدوى لم استطع ايقاضها لذا حضنتها بقوة اهمس في اذنها بعبارات مطمئنة و ماهي إلا ثواني لتعود انفاسها إلى وتيرتها السابقة و ترتخي ملامحها من جديد ، «لا اعلم ما عشته و لكن أنا على يقين أنه كان جحيما»
Marissa pov
لا اعلم مالذي حدث تماما و لكن سماع قصتي من شخص آخر حتى لو بدون تفاصيل اشعل تلك النار في داخلي مجددا واصلت صمتي و لكن لم استطع الصمود اكثر لذا نهضت و بدات اسير اتجاه الغابة ، كنت أشعر بليونارد خلفي بخطوة تعمقنا في الغابة اكثر و في لحظة لا ادري لماذا و لكن شعرت بالرغبة في الارتماء في حضنه ذلك الشعور الذي يخالجني و أنا بين ذراعيه يسبب لي ادمان ، التفت إليه و عانقته بقوة ثم نبست بهدوء «تلك الفتاة لمَ لم يسألها احد لمَ لم يساعدها احد لمَ لم يكن احد فوضوليا بشأن ما يحدث معها لربما استطاع احد انقاذها قبل وصولها لتلك المرحلة» «اتشفقين عليها؟؟؟» «لا اعلم و لكن لو استطاع احد الوصول لها لما حدث معها ما حدث» بقيت بنفس الوضعية لفترة معتبرة ثم عدت للسير و لكن هذه المرة باتجاه البيت ، عندما دخلنا البيت اتجهت مباشرة الى الحمام ، بدأت اغسل وجهي بالماء البارد أحاول الهدوء و لكن فقدت السيطرة على نفسي لوهلة و لكمت المرآة اكسرها «ماريسا، ماريسا هل انت بخير افتحي الباب ، ماريسا» صوته ، قلقه ، اهتمامه ، خوفه علي كل هذا يجعلني اغرق في دوامة من احاسيس غريبة احاسيس اخشى أن تبتلعني فاجد نفسي هالكة ،، خرجت من الحمام لاجده يقف عند الباب القلق بادٍ عليه «اسفة إن ازعجتك فقدت السيطرة على نفسي لوهلة ، بالمناسبة كسرت المرآة» «لا عليكِ ، يدك تنزف» قال و هو يتجه نحو الدرج «تعالي ، ساضمد جرحك» قال بهدوء و هو يخرج علبة الاسعافات من الدرج «مالخطب» الخطب هو أنك تغرقني اكثر أنك تسحبني إلى عمق من الاعماق لا اعلم إن كنت ساستطيع الخروج منه أنت تهدم حصوني و تخترق حواجزي هذا هو الخطب «لا شيء» اجبته و اقتربت لاجلس منه ثم مددت يدي له ، ليقوم بتضميد جرحي ...«هل تستطيع تضميد هذا الجرح ايضا» قلت له ليسحبني لحضنه و يعانقني بقوة شعرت بدموعي تسيل ، لم اكن اعلم انه لازال لدي دموع لاذرفها ظننت أن دموعي انتهت أنا لا اتذكر حتى آخر مرة بكيت فيها حقا لا اتذكر ، لحظة أظن انها كانت قبل 12 سنة لم ابكِ من حينها ، الان لا اعلم حقا مالذي كنت ابكيه إن كنت ابكي رثاء نفسي أم رثاء الماضي ام رثاء المستقبل أم رثاء روحي لا اعلم حقا و لكن ها أنا ذا اغوص في الظلام مجددا ، ارتخي بين ذراعيه
         Writer pov
داخل تلك الزنزانة المظلمة و الباردة التي تفوح برائحة الدماء ، كانت تلك الفتاة ذات الشعر الابيض و العيون الزرقاء الباهتة

الهجينة الاستثنائية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن