24_وقتها قد حان

1.2K 143 93
                                    

أوامر عُليا .
الفصل الرابع والعشرون .
_ وقتها قد حان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكأن الشعور بالذنب قد صار رفيقي الدائم، يتسلل إلى أعماقي في كل لحظة صمت، يلاحقني أينما ذهبت، وكأنني لا أستطيع الهروب منه مهما حاولت.
في كل خطوة أخطوها، أسمع صوتًا خفيًا يذكرني بما كان، بما قلت أو بما لم أقل، بما فعلت أو بما ترددت في فعله.
إنه ليس مجرد شعور عابر، بل هو ثقل يسكن الروح، ينبض في داخلي كنبضات قلبي، لا يفارقني حتى في أكثر لحظاتي هدوءًا.
لقد كنت أعتقد في وقت ما أن الذنب شعور مؤقت، يزول مع مرور الوقت، وأن الزمن كفيل بمحو كل تلك الندبات التي تركتها أخطائي على جدران قلبي.
لكن، على عكس ما ظننت، وجدت أن الزمن ليس شافيًا كما قيل لي.
بل على العكس، كلما مرت الأيام، كلما زاد ذلك الشعور عمقًا واستقرارًا في داخلي.
إنه يتغذى على كل لحظة صمت، على كل فجر جديد، ويذكرني بأنني لم أكن دائمًا كما يجب أن أكون.
أحيانًا، أسترجع تلك اللحظات التي تسببت لي في هذا الشعور الثقيل.
أرى نفسي واقفًا على مفترق طرق، أختار بين ما كان صحيحًا وما كان مريحًا، وبين ما كان أخلاقيًا وما كان سهلًا.
كنت أختار الراحة على الصواب، أهرب من المواجهة لأجد نفسي محاصرًا بقراراتي. تلك القرارات التي كنت أظن في حينها أنها الحلول الأفضل، أصبحت اليوم شبحًا يرافقني في كل مكان.
وأتساءل، هل كل هذا الذنب يعبر عن خطأ ارتكبته حقًا، أم أنه جزء من طبيعة النفس البشرية، ذلك الصوت الذي لا يتوقف عن النقد واللوم؟ هل الذنب هو عقاب نفسي نوقعه على أنفسنا في محاولاتنا المستمرة للوصول إلى الكمال؟ أم أنه مؤشر على أننا نملك بداخلنا ضميرًا حيًا، يقف في وجه الرضا بالذات ويدعونا للتحسن؟
في بعض الأوقات، أشعر بأنني قد أحكمت السجن على نفسي، بنيت جدرانًا عالية حول روحي، لا لأحميها من الخارج، بل لأمنعها من الهروب من الداخل.
شعور الذنب هذا لا يرحم، يلاحقني في أحلامي كما يلاحقني في يقظتي.
أتمنى في لحظات كثيرة أن أغفر لنفسي، أن أترك الماضي في مكانه وأمضي قدمًا، لكنني كلما حاولت، وجدت ذلك الصوت يهمس في أذني: "لا تنسى".

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نحن لم نخير في أقدارنا، ولم نملك حق الانتقاء حينما جئنا إلى هذا العالم محملين بتلك الحكايات المكتوبة سلفًا.
ولكننا نملك حق المقاومة، حق التحدي، حق اختيار الطريقة التي سنواجه بها ما كُتب لنا. نحن لم نختر البداية، ولكن بإمكاننا أن نكتب النهاية، بأيدينا نلون الأيام، وبإرادتنا نصنع الفارق بين الاستسلام والنجاة.

قبل تلك اللحظة التي تتابع فيها «عائشة» ذلك المشهد بأعين قلقة، كانت تتأمل الوضع بتركيز شديد، وكأنها تحاول فهم كيف حدث هذا وكيف تزوجا بالفعل!
كانت الجلسة الحاسمة حينما استدعى «شهاب» الشيخ «مُبارك» وبدأ سرد القصة عليه، أظهر تعاطفاً كبيراً تجاهها، بل وأنه جلس يفكر في حل لها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أوامــر عُــليا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن