*19*

33 1 0
                                    

إنطلقت نحو منزل تاي حين عرفت أنه غادر و أخذ إبنه لمنزل والدة ساندي لتهتم به .
إستعملت النسخة التي أعطاني إياها و قررت أخذ أغراضي التي بقيت هنا .
لا يمكنني تركها بمنزله بعد الآن.بدأت أنظم و أجمع كل ما أحظرته لأغادر بدون مشاكل. أحاول أن أسرع قدر المستطاع ،قبل أن يعود و يجدني.حتى أني حملت كل اللحافات التي إستعملتها ووضعتها بآلة الغسيل لتغسلهم المنظفة حين تأتي .
لا أريد أن يظل شيء قد يذكرنا بما حدث .
كدت أغلق حقيبتي حين فتح باب المنزل،مت من القلق،إلاهي لا أستطيع مواجهة تاي بعد..بل لا أملك الطاقة لفعلها.
ولكني صدمت حين وجدت نفسي في مواجهة ساندي.
كانت تبدو كعادتها،قوية،ملفتة و ترتدي ملابس تناسب جسمها المثالي ،ولكن كل ذالك فشل في جعلها تبدو مذهلة في عيناي مثل الماضي .كل ما أراه الآن هو الأنانية التي تلاعبت بي و بالجميع.
حمحمت لتقول بصوت خفيض
"كنت أعلم أنكي ستعودين لتأخذي أمتعتكي في وقت وجيز.متسرعة كما أعرفكي"
رغبتي في الضحك كادت تتغلب علي و لكني تماسكت لأجيبها
"همم..لقد إنتهيت على كل حال وكنت على وشك المغادرة،عذرا"
كدت أسير لكنها أوقفتني
"أعلم أنني تجاهلت قلقكي علي و لكن كانت لدي أسبابي،ولكني عدت لأصلح الأمر،أنتي صديقتي المفضلة و التي لا يمكنني العيش بدونها،أنتي تعرفينني جيدا و تهتمين لأمري أكثر من والدتي حتى"
رفعت حاجبي
"يالكي من ممثلة بارعة..أوتعلمين؟لو لم أكتشف خيانتكي لكنت إرتميت بأحظانكي الآن و ابكي بسبب خوفي و قلقي عليكي ولكنت عاتبتكي بقوة و لكنكي لست ساندي التي أعرفها"
تركت يدي و نظرت لي بغضب
"لا تمثلي البراءة رين،أنتي كنتي بمنزلي بغيابي ،تقظين الوقت مع زوجي و تربين إبني،من التي نسيت صداقتنا بيننا؟"
يال هاته الوقحة؟،للمرة المليون هذا الأسبوع وددت أن أصفع وجهها
"ساندي...ٱستيقظي...أنتي تركتي تاي...و طلقتيه، بل وتنازلتي عن حظانة الطفل كليا.أي أنه لا يحق لكي محاسبتي عما أفعله هنا،بل لحضة...ما إن علمت أنكي إختفيتي،بحثت عنكي و ٱتصلت كثيراولكن لا حياة لمن تنادي.بل عمدتي لإغلاق كل منافذ الإتصال بكي عمدا،لذا توقفي عن النحيب الكاذب"
قلبت عيناها بملل لتجلس على الأريكة و تتكلم بكل برود
"لست أتكلم عن علاقتي بتاي،فأنا من أنهيتها ولكنني أريد فقط أن أقدم لكي نصيحة ،جونغكوك لا يهتم بأحد"
في تلك اللحظة فهمت أنها بالفعل لم تعد من أجل تاي الذي كدت أتخلى عنه،ولا تشعر بالأسى على إبنها،بل هي خافت أن يرتبط بي جونغكوك.
"حسنا ...من الجيد أنكي قررت التوقف عن اللف و الدوران ،أولا انتي لا تحملين أية مشاعر تعاطف أو محبة لأحد،أوتعلمين لما؟لأنكي ببساطة قررتي التلاعب بي و بمشاعري تجاه تاي،كنتي تعلمين انني معجبة به،ولكنكي إستمريتي بإخباري أنني لست نوعه المفضل،وحين قررت الإعتراف له ،أخذتي الرسالة له و عدتي لتخبريني أنه رفضني و قال أنه آسف لكني لست من يريدها، و صدقت كلامكي حينها"
رفعت بصرها نحوي لتقول
"ليس ذنبي أنه قرر رفضكي رين،ليس و كأني قلت له أعجب بي رجاءا أو تزوجني غصبا.هو إختارني،رغم أني لم أطلب مواعدته أصلا"
صرخت بها هاته المرة
"صحيح..لهذا أخفيتي رسائله لي ..الظروف البنفسجية الثلاثة.لهذا أخذتها و أخبرته كما أخبرتني أني رفضته أوليس،إياكي و الإنكار .الرسائل بحوزتي و يمكنني أن أريكي إياهم،كنت تعلمين انه لن يأتي ويواجني كونه يعلم أنكي صديقتي"
كادت تتكلم ولكني لم أسمح لها لأواصل
"لقد حرمتني من الرجل الذي أحبه و لماذا؟لكي تثيري غيرة صديقه ،جونغكوك،أعلم أنكي من النوع الذي يريد الحصول على كل شيء،ولكن حين رفضكي جيون قررتي إفساد علاقته بتاي أوليس؟وهنا نجحتي في تخريب علاقتين"
يبدو أن كلامي أثار جنونها لتفصح عما يدور برأسها بشكل مباشر
"ذاك اللعين جيون ،فعلت كل شيء لألفت نظره لي و لكنه تجاهلني كثيرا،وحين قبل أن يخرج معي لأول مرة،أمضى معي وقت قصير ثم قال بأنني لست نوعه المفضل ،أتصدقين،هو لا يريدني..أنا ساندي،الأغنى و الأجمل،لن أتقبل الأمر،لذا كان تاي الخيار الأفضل لكسر جونغكوك ،لقد كان صديقه الحميم،حين فكرت بالأمر وجدت أنه لو أثرت غيرته سيريدني لكنه لم يقم بأي رد فعل،ولذا كذبت على تاي و أخبرته بأن صديقه يتحرش بي وجعلت إحداهن تصورني و هو يمسك ذراعي بقوة.وبكل بساطة أفسدت علاقتهما و نجحت في إبعاده عنه وإنتهت العلاقة بينهما للأبد"
كنت أنظر لها بصدمة،إنها تبدو كالمعتوهة
"إذن أنتي قررتي التلاعب بتاي و مشاعره لأجل حرق قلب جونغكوك،كنتي تعلمين أن تاي سيغضب و يهاجم جونغكوك ،كنتي تعلمين أن جونغكوك سيبتعد عن تاي مادمتي أنتي بحياته،كنتي تعلمين أنكي لن تحبي تاي يوما ورغم ذالك تزوجته؟"
"أجل تزوجته حتى أثبت لجونغكوك أنني أهم منه في حياة تاي،وكنت أظن أنني سأنجح في جذبه ولكنه إبتعد نهائيا وعندها علمت أنه لا فائدة من البقاء مع تاي،رغم أنني حاولت لاجل تان"
من هنا وجدت نفسي مدركة تماما لما كانت ستقوله لذا أكملت عنها
"والآن و قد رأيتي صوري مع جونكوك في الجريدة،ظننتي بأننا بعلاقة،فلم تتحملي الفكرة و عدتي لتحاولي إفساد المزيد من العلاقات،غبية..أنتي أنانية وغبية.أنا ماكنت لأتجرء و أحمل مشاعر تجاه جونغكوك مادمتي تحبينه،حتى لو كان أفضل رجل في العالم،أنا تحملت رؤية تاي معكي لسنوات،وهو يحتظنكي و يقبلكي و ينجب منكي طفلا و أنا أحترق كل يوم،كيف هنى عليك جميعا،كيف هنت أنا عليكي؟أتعلمين كم علاقة و كم شخصا دمرتي بسبب رغبتكي برجل لم يرغب بكي يوما؟"
سارت نحوي و دفعتني على الأرض وجلست فوقي حرفيا لتجيب وهي تنظر لعيناي
"أجل الرغبات التي لدي قد تكون جنونية بنظركي و لكنها منطقية بنظري،أتعلمين الغيرة التي شعرت بها حين قرأت الرسالة التي كتبتها لتاي؟هل تعلمين كم إحترقت حين لمست صدق مشاعره في رسائله لكي؟و هل تعلمين كم كان الأمر مؤلما حين سمعت جونغكوك يمتدح تفانيكي في الدراسة،ثم في عملك،حينها أدركت أنني قد أشعر بتحسن حين آخذ كل شيء منكي،أنا أحبكي رين ولكني أحب نفسي أكثر،حينها بات سهلا فعل كل شيء "
هي شردت بالأرض بصمت و أنا بقيت أحدق بالسقف و دموعي تتهاطل بصمت.
شعرت بها تستقيم عني و إستلقت بجانبي،لتلمس يدي و تقول
"لن أطلب أن تسامحيني و لن أطلب العفو من تاي لأني تلاعبت به و لا من جونغكوك الذي لم يفهم بعد أنني مناسبة له،لن أفعل لأني لم أخطئ،كل شيء جائز في الحب و الحرب رين"
إستقمت بصعوبة من الأرض لأغمغم بصوت أعلم أنها سمعته
"سوف تحترقين في الجحيم ساندي،أنا أعدكي بهذا أيتها الحقيرة الأنانية,لا تريني وجهكي بعد الآن،علاقتنا إنتهت"
كدت أحمل حقيبتي حين سمعت شهقة ،نظرت نحو ساندي التي إهتزت عيناها حين دفع أحدهم الباب و كان تاي ووراءه جونغكوك.

جنون الرغبات //Madness of Desires Where stories live. Discover now