لم يقل أي منهما كلمة بينما كنت أحاول إخراج أغراضي من المنزل،كان كل تركيز تاي و جونغكوك على ساندي التي حاولت المغادرة بدون مواجهة لكنهما منعاها ،بل و إفتكا حقيبتها و هاتفها و أجبراها على الجلوس .
حملت حقيبتي و مفاتيحي مستعدة للمغادرة حين طلب مني تاي أن لا أفعل وهمهم جونغكوك موافقا،و لأول مرة رأيت تاي و جونغكوك يجلسان بالقرب من بعضهما ،كما لو أننا لازلنا بالمرحلة الثانوية.جلست حيث الكرسي الجانبي و بقيت صامتة،إستقام تاي و ذهب للمطبخ،عاد وهو يحمل كأس ماء و قدمه لي ،لأبتسم له بضعف ،بينما طبطب جونغكوك على قدمي قائلا
"أنا فعلا آسف لما عانيته مؤخرا رين،لم أكن قادرا على المساعدة كثيرا لأني كنت أعلم أن تاي لم ولن يصدقني،ولكن الآن سوف تتحسن الأمور و سيسير كل شيء كما يجب،ولكن ليس قبل أن نحاسب الأفعى التي تجلس بيننا"
قلبت ساندي عيناها بملل وأصدرت ضحكة سخرية،تجاهلتها لأنني لا أرغب حتى في النظر نحوها.
تنهد تاي بقوة قائلا
"إذن ...كنتي تعلمين بمشاعر كلينا و قررتي إستغلالها لأجل أن تثيري غيرة جونغكوك الذي أصلا لم يركي شخصا مناسبا له؟بل و تماديتي في التلاعب لدرجة إنجاب طفل؟وأنا كنت أتسائل كيف لكي بأن تكوني بهذا البرود تجاه تان؟لأنكي لم تريديه أصلا!"
"ليس لتان ذنب في كل ما يحدث و أنا أعلم،لكني لم أرد أن أحمل طفلك تاي،كنت أريد أن أحمل طفل الرجل الذي أريده،أردت جونغكوك لنفسي و لكنه تجاهلني كليا ،بل قال أنه لن يقبل بفتاة سطحية مثلي ،بل و تجرأ ليقول أنه لو أراد الزواج فسوف يختار فتاة مثل رين٫أتعلم كم الإهانة التي شعرت بها؟لقد فضل علىي صديقتي الساذجة،لذا لم أرحم أيا منكم"
تجرعت المزيد من المياه،حتى أبلل حلقي الذي كان يجف أكثر مع كل كلمة سامة تخرجها ساندي،هي فعلا ليست نادمة إطلاقاً.
جونغكوك الذي كان صامتا بجانبي نطق أخيرا
"يالكي من عاهرة وقحة،من سيقبل بكي زوجة و أنتي بهذا الشر و الحقد؟بل من سيقبل أن يمضي معكي ليلة واحدة و أنت بهاته الحقارة!أنا بالفعل أشعر بالأسف لأجل تاي الذي تزوجكي،ولحسن الحظ قررتي تطليقه"
ليكمل عنه تاي قائلا بصوت خفيض
"بل أنا سعيد لأنها تخلت عن حضانة تان،تخيل أن تربية إمرأة بهذا السوء؟لكانت ستجعله وحشا مثلها".
كنت أشعر بالإختناق بهذا المنزل فعلا،وجود ساندي هنا يثير أعصابي،و رغم أن المنزل لم يكن به سوى أربعتنا إلا أنه بدى ضيقا،لم يمضي وقت طويل حتى دخلت أم ساندي و معها تان الذي ما إن رأى أباه حتى بدأ بالتملص للذهاب له،وحمله تاي،كنت أنظر للملاك الصغير و أشعر كم أنني محظوظة بالتواجد بحياته.
أما عن أم ساندي ،فلقد بدى عليها الغضب تجاه إبنتها
"أوتعلمين؟لطالما علمت أنكي أنانية ولكني حين رأيت أنكي قررتي الزواج من تاي ظننتكي ستعقلين ولكن لا،أنتي كنت تتسلين كعادتكي،ولذالك بت أكره علاقتكي بتاي،لأنه لا يسحق فتاة مثلكي،أنا أشعر بالخزي لأني أم لفتاة مثلك.إياكي و القدوم لمنزلي مرة أخرى و لتنسي أنكي تنتمين لهاته العائلة لأنى سوف أتبرأ منكي كليا"
إعتلت الصدمة وجه ساندي،فمعنى كلام أمها أنها ستبقى وحيدة بلا أهل و لا اصدقاء بالتأكيد،والأهم لا دعم مادي بعد الآن.
قامت من مكانها تصرخ بوجه أمها
"لا...لا يمكنكي فعل هذا بي أمي..أنا إبنتكي الوحيدة،لا يمكنكي حرمي من الميراث ،لو فعلتي هذا سوف يكون عواقب..أنتي لن تفعلي صحيح؟"
مشاهدتها و هي تغير أقوالها من ترج لصدمة ثم لتهديد،جعلني أشك بأنها بدت معتوهة
لم تتوقف عن الصراخ بوجه أمها و هزها من كتفها لحين تلقت صفعة قوية منها.
كانت قوية لدرجة أن ساندي كادت تقع على الأرض،حينها فقط تجمدت بمكانها وأما أمها فغادرت بكل هدوء بعد أن ودعتنا وقبلت جبين تان الذي بدئ بالبكاء فجأة،أخذته من تاي و صعدت به لغرفته و ساعدته على النوم.
لا أعلم كم إستمر الخلاف ولكني أعلم أنني بدأت بالبكاء بصمت و أنا أنظر لإنعكاسي بنافذة غرفة تان.ماهي إلا دقائق و دخل أحد الغرفة ليظلمها أكثر و،لا بد أنه تاي،إنظم لنا بالفراش و عانقني من الخلف ليطبطب علي بينما أكملت بكائي،لا أعلم متى أو كيف نمت بعدها،كل ما أعرفه هو أنني كنت بحضن تاي الذي لم يتركني قط...وهاهو ذاك الشعور الرائع...الأمان .
YOU ARE READING
جنون الرغبات //Madness of Desires
Fanfictionما إن تصير الفتاة بالغة حتى تبدأ بإكتشاف رغباتها كلها ،وأنا كان لدي رغبة واحدة .....تايهيونغ.